من واحة المختار// العلبه فيها فيييييييييل !! بقلم : د/ أحمــــــد مختار

 بداية أعتذر لحضراتكم عن عدم كتابة مقال الأسبوع الماضى بسبب تعرضى لهجوم إرهابى من هذا اللهو الخفى المدعو فيروس الإنفلونزا .. فأنا لا أعرف أحداً على وجه البسيطه يكره هذا المرض أكثر منى !! .. أتخذ كل الإجراءات الوقائية وغير الوقائية إلا أننى لا أستطيع الفلات منه .. وما يزيدنى كرها له هو إحساسى بأن هذا الفيروس إعتاد إهانتى .. فهو يتعامل معى وكأنه توفيق الدقن فى فيلم سر طاقية الإخفاء عندما حصل على الطاقية .. فما أن إقتحم جسدى المنهك حتى فعل به ما فعل لم يرحم توسلى وضعفى وإعترافى وتكرارى اللاإرادى بأن العلبة فيها فيل .. يزيد فى غيه ولم يتركنى إلا وأنا منهكٌ محطم الخطوات ، تهزنى أنفاسى ، تخيفنى لفتتاتى .. تحتلنى حالة من الإنكسار والقهر النفسى المتولد عن بعض الإحاسيس الناتجة عن : (1) – كيف لهذا الميكروب الضئيل المتناهى فى الصغر والغير مرئى والخامل أن يتحول إلى وحش كاسر عند دخوله لجسم فى حجم فيل فيطرحه أرضاً ليظل طريح الفراش أسبوعاً على الأقل لا حول له ولا قوة ويتركه حطاماً بعضه يمزق بعضه من شدة الغيظ. (2) – كيف لهذا الفيروس المتمرد وأنا صاحب الجذور الصعيدية وبدون خجل أو حياء أن يتخذ من جسمك مسرحاً لأفعال غير أخلاقية مثل التكاثر ولولا ستر الله بأن جعله تكاثراً غير جنسياً لحدث ما لا يحمد عقباه ولخرج كل مريض من وعكته بلقبٍ جديدٍ وبقرون إستشعار تطاول عنان السماء. (3) – ما يزيد من قهرى النفسى هو سؤال يتملكنى هذه المرة بمناسبة حادث الواحات الخسيس وهو .. متى يتعظ الإنسان من ضعفه المخزى أمام مثل هذه الكائنات الضعيفة والكامنة ويتخلى عن جبروته مع بنى جنسه فيتوقف عن قتل وتفجير والتمثيل بجثث الآخرين ؟؟! (4) ومازلت أردد دون توقف ” العلبة فيها فيل .. فيل .. فيل ….،…..” خوفاً من عودته مع خالص تحياتى .. د/ أحمـــــد مختار

Related posts

Leave a Comment