[ad id=”1177″]
بقلم الداعيه الاسلامي الشيخ وائل ابو جلال
اللطافة عكسها الغلاظة والثخانة
وسمة اللطف تؤخذ لمن يملك نفسية حساسة رقيقة جدا لا يزعج منه احد لا يثقل على احد يتعامل بحساسية كاملة مع من حوله ….سريع الدخول للقلوب بيسر و ببساطة للطفه ورقة معدنه
وهذه سمة سيد العالمين صلوات الله عليه وسلامه..لطيف النفس رقيق الحال ذو شفافية عالية جدا دخل في نفوس اصحابه وها هو يسري في نفوسنا حبا وعشقا لخفة نفسه وعظيم حساسيته
لطيف في معاملاته مع أصحابه يستحيي منهم إذا دخلوا بيوته وفي سائر شؤونه
[ إنَّ ذَلِكَ كَانَ يُؤْذِى النَّبِىَّ فَيَسْتَحِى مِنكُمْ واللهُ لاَ يَسْتَحِى مِنَ الحَقِّ ]
واللطيف سبحانه وتعالى لطيف في ذاته يملك نفسية لطيفة تجذب الأنفس اليها وهذه الحالة لا يشعرها الا اهل القلوب المتعلقة بالله
[ad id=”1177″]
في سهولة سبحه ودخوله في النفوس وعظيم تأثيره
وهو معنا وحولنا اينما كنا ولا نشعر عليه مع انه يدخل بكل ذرة فينا وبكل ما حولنا مع ذلك لا نشعر به من رقته ولطافته
فالله عز وجل معك يسمع صوتك، ويعلم ما في قلبك، من هموم و متاعب وآلام و ضغوط من خوف ومن قلق، ومع ذلك وجوده معك ليس ثقيلاً، تصوّر لو أن إنساناً لازَمَ إنساناً.. جلس فجلس معه، مشى فمشى معه، دخل إلى بيته فدخل معه، أكل فأكل معه، فإن بقي يلازمه لابد ان نشعر بثقله علينا
كيف به تعالى فهو معك دائماً، ولكن لا تشعر بوجوده ، فوجوده غير ثقيل عليك قال تعالى:
(وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ )
[مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ]
النفس اللطيفة شفافة ذات احساس عالي تشعر على الاخرين وتدرك عليهم بلا حاجة للافصاح
فاللطف علم قائم بذاته في اسلوب التعامل مع النفوس دون اذيتها او الاغلاظ عليها بعلم تام بطبيعة كل نفس وما يناسبها
[ad id=”1177″]
…فقد يبطش بعبده المسيء لكن بطشه يأتي بلطف فلا يأخذه بالعذاب الا بعد التنبيه والتوجيه والتحزير المستمر قبل ان يبطش بطشته الكبرى به
قد يتعامل اللطيف بشدة مع المسيء رغم انه لطيف وذلك لان المسيء بحاجة لذلك حتى يرتد عن ضلاله وغيه
[يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ۚ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ]
لطيف في تصرفاته
فالهواء نجده حولنا ولا نشعر به ذو موجات إرسال لطيفة، بلا رائحة ولا صوت ولا حس وغير مرئية،
لطفه في اخراج الشمس بعد ظلمة الليل شيئا بعد شيء حتى لا يزعج انفسنا ويؤذي أعيننا منها
لطيف في انزاله للمطر قطراته المتتالية التي لا تؤذي حتى اصغر الحشرات
و الكون كله صورة واضحة للطف اللطيف الذي لا يريد لعباده الا السعادة والهناء
فسبحان الله اللطيف
[ad id=”1177″]