موسكو تمنح أردوغان فرصة لكي يهدأ

كتبت/مرثا عزيز
تطرقت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” إلى تصريحات أردوغان بشأن إطاحة الرئيس السوري؛ مشيرة إلى أن الخارجية الروسية لا تعدُّها اقتباسا مباشرا.

جاء في مقال الصحيفة:

يتضح من تصريحات المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن روسيا لم ترد بشدة على خطاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والذي أعلن فيه أن هدف القوات التركية في سوريا هو إطاحة النظام السوري؛ لأنها “اقتباس غير مباشر”.

زاخاروفا قالت ردا على سؤال بشأن تصريحات الرئيس التركي حول مصير بشار الأسد: “في سياق تسوية الأزمة السورية وفي سياق العلاقات الثنائية مع تركيا، نحن نتمسك بالاتفاقيات التي تم التوصل اليها على المستوى الرسمي ومباشرة مع القيادة التركية”. وأضافت أن نصوص هذه الاتفاقيات لا تتضمن أي اشارة إلى ضرورة تسوية النزاع السوري عسكريا.كما أعربت زاخاروفا عن شكوكها في أن تكون تصريحات أردوغان قد اقتُبست بصورة مباشرة بقولها “هذا ليس اقتباسا مباشرا”؛ مضيفة أن روسيا تستند فقط إلى تلك التصريحات التي تصدرها السلطات التركية علنا، وقالت: “نحن ننطلق من الاتفاقيات القائمة والتزامات الدول، وليس من اقتباسات نقلت بصورة غير صحيحة أو استُقطعت من سياق الحديث”.

من جانبه، أعلن ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير خارجية الاتحاد الروسي، أن هذه التصريحات ستكون موضع نقاش وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، وقال إنها “ستكون موضوعا مهما لاستيضاح الأمزجة والنوايا”.أما المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، فقال إن الجانب الروسي يأمل بالحصول على توضيح من أنقرة بشأن هذه التصريحات، وأضاف أن “هذه التصريحات جديدة. لذلك قبل اتخاذ أي اجراء نأمل بالحصول على توضيح هذا الموقف”؛ مشيرا إلى أن تصريحات أردوغان “تتنافر مع فهمنا للأوضاع”.

ويذكر أن أردوغان قال في خطابه بندوة عن القدس في إسطنبول: “نحن هناك لتحقيق العدالة ووضع حد لقساوة الطاغية الأسد، الذي يستخدم إرهاب الدولة”.

يقول المحلل السياسي ألكسندر سوتنيكوف معلقا على تصريحات المسؤولين الروس: “روسيا لا ترغب في الخصام مع تركيا، والمسؤولون في السلطة العليا يدركون جيدا أن تصريحات أردوغان ليست موجهة ضد روسيا أو ضد سوريا أو حتى ضد الولايات المتحدة، فهي:

أولا، مخصصة لقوى داخلية معينة، تحاول دفع أردوغان إلى اتخاذ خطوات معادية لروسيا وإنفاق أموال كبيرة لدعم المعارضة المسلحة.

وثانيا، قد تكون معنونة بصورة رئيسة إلى دول الخليج التي لها موقف متشدد من سوريا”. وبحسب قول سوتنيكوف، فإن دول الخليج ليست مرتاحة من تقارب أنقرة وموسكو.

ومع ذلك، يشك المحلل السياسي في أن تدفع هذه التصريحات النخبة العسكرية التركية المتشددة إلى توسيع وجودها العسكري في سوريا لمحاربة الأسد، وقال: “هؤلاء لا يشكلون القسم الأكبر من النخبة السياسية والأعمال والتجارة؛ ولكن لا يمكن استبعاد الاستفزاز. وسوف نعرف كل شيء من النتائج المستقبلية للوجود التركي في سوريا عند تماس جبهات قوات الحكومة السورية مع “جيش سوريا الحر” المدعوم من أنقرة”. وأضاف في هذه الحالة لا تستبعد استفزازات من جانب القوى الموالية لتركيا.

أما الباحث العلمي في معهد الاستشراق إيلشات سعيدوف، فله وجهة نظر مختلفة، حيث يقول إن “أردوغان عندما يقول شيئا ما باللغة التركية في داخل تركيا، فإن كلامه في معظم الأحيان موجه إلى الجمهور التركي، وهذا لا يعني أنه سوف ينفذه عمليا. أنا لا أعتقد أنه يريد إسقاط الأسد، ولكنه بحاجة إلى الاحتفاظ بوضع التعبئة وطرح موضوع للنقاش”. وبحسب قول سعيدوف، سوف يزاد تعداد القوات التركية في سوريا فقط لمحاربة الأكراد.

ويعتقد سعيدوف أن للتصريحات حول الأسد صدى عند سكان تركيا، فـ “الأتراك يتصورون الأسد عدوا للمسلمين السنة ويعدُّونه مجرم حرب؛ لأن للدعاية هناك قوة كبيرة، وخاصة إذا أخذنا بالاعتبار كون غالبية وسائل الإعلام تحت سيطرة أردوغان”. أي أن مثل هذه الخطابات تناسب تماما تصورات المواطنين الأتراك.

 

Related posts

Leave a Comment