الشاعره /د . أحلام الحسن
المفهوم اللغوي لكلمة الصّداقة مشتقٌ من الصّدق ..
والمتعارف الإجتماعي للكلمة هو علاقة ٌ بين شخصين أو أكثر ، وهي ذات تأثيرٍ اجتماعي أشبه بالكهرومغناطيسية ، فينجذب الطّرف الأول للطّرف الثّاني ، لتمتعه بخصالٍ كريمةٍ و مميزةٍ فيه فهي عامل الإنجذاب الإهم .
فالزّوج و الزّوجة إذا ما جمعتهما الصّداقة، كانت قوة الحبّ بينهما والتوافق أقوى بكثير ٍ جدا ،عما لو كان الحبُّ وحده !! فتأمل أهمية الصّداقة ، وقس عليه بقية أنواع الأقرباء ، فعلاقة حُبّ وزواجٍ و قرابةٍ ، تدعمها الصّداقة ، يستحيل أن تفترسها المشاكل الخلافية ، إلاّ نادرا ، فنسبة النجاح في متانة هذا الترابط تكون مضاعفة .
فالصّداقة هي رابطةٌ اجتماعية تقوم على الجاذبية ، والحبّ ، والاحترام ، والإهتمام المتبادل ، والاعجاب بين الطّرفين ، أو بين الأطراف الأخرى .
والذي يجهله الكثيرون ، أنّ الصّداقةَ تحتاج لمهارةٍ فنّيةٍ مشروطةً بالصّدق والإلتزام بالوعد والأخذ بيد الطّرف الآخر للنجاح ودعم موهبته وعدم تهميشه .. كلّ هذا من عوامل نجاح هذه الصّداقة ومدى تأثيرها الإيجابي كما ينبغي عدم بناء هذه الصداقات للمصالح الشخصية ..
كما تتطلب الآتي :
١- مهارةُ التّعبير وإيصال الفكرة للصديق .
٢- مهارةُ القدرة على إيصال المشاعر .
فهما عاملان لا يستهان بهما مطلقا ، لخطورة الصّمت في اضمحلال الصّداقة ، لأهميتهما في التّأثير بين المؤثر و المتأثر به .
و قد نفى البعض كون الصداقة حبّا !!
واختلط مفهوم الصداقة بالزّمالة ، والحقيقة أن الصّداقة الحقيقية ، هي نوع من أنواع الحبّ المتفاوتة ، فالحبُ أصنافٌ متعددة ،حينما الشعور بالارتياح ، و الإطمئنان، والثقة ، لذلك الصّديق فهو نوعٌ من أنواع الحبّ في الصّداقة ، وليس صداقة الحبّ ، فالحبّ يقوم بين طرفين لا ثالث لهما ، بينما الصداقة لديها قابلية التعدد .
ولكن يجب توخّي الحذر في اختيار الصّديق ، من حيث النّوعية الأخلاقية ، والإنسانية ، والفكرية ، والتّوجهات والرؤى لكي لا نصدم بجدارٍ تختلف فيه الرؤى والتّوجهات فتحطّم ما بني من صداقة .. والحذر الحذر منَ التّسرع قبل الإختبار والتّدقيق والتّأكد والتّجربة والألفة .