يحرص الكثيــر منا على غذاء الجسد ويهتم به غايـــة الاهتمام فيعد العدة له فيطهوه الطهو المناسب وينوعه التنويع المناسب ويحرص عليه ليلا وصباحا نهارا ومساءا فيسعى لتحصيل صنوف الألوان وانوع الطعوم ومتباين الاذواق ..
كل هذا ليهتم بالجسد الذي هو الجزء الحيواني من الانسان كأنما الانسان فقط جسد! مع علم الكل بان الانسان روح وجسد فكما ان الانسان يحتاج لجسده غذاء كذلك لروحه غذاء ولا نبالغ ان قلنا ان غذاء الروح اهم من غذاء الجسد في أكثر المراحل الا الضرورة فلماذا يهتم الانسان بجسده ويغفل روحه؟
[ad id=”1177″]
ان الانسان يحتاج أكثر من غذاء الجسد غذاء لروحه فإننا كل صباح ومساء ليل ونهار نحتاج الى الغذاء الروحي والذي يتمايز في الطعم واللون والنكهة والنتيجة والتأثير كما في غذاء الجسد..
ان الروح التي هي الجنبة النورانية والجزء الخالد وموضع الثواب والعقاب تحتاج من الموالح والحوامض والمرارة والحلاوة من طعوم الأغذية المناسبة لها فتحتاج الى الترهيب والترغيب والى الوعظ والإرشاد والى العبادة والى التفكر والى التأمل تحتاج الى الصوم والصلاة والبذل والعطاء والزيارة والاجتماع والاختلاء وتحتاج الى العلم والمعرفة والاطلاع تحتاج الى القران العظيم والى جواهر ودرر اهل البيت عليهم السلام
[ad id=”1177″]
ان غذاء الجسد ينقسم الى قسمين قسم ما يدوم الحاجة اليه فيتناول باستمرار ولا تخلو مائدة الجسد منه ومثاله الخبز الذي هو غذاء رئيسي لا يمكن استغنائه ولا يمر يوم بلا خبز وقسم ما لا دوام له فهو للتفاكه ربما تمر أيام دون تناوله كبعض الفواكه .. وكذا في غذاء الروح فتوجد من الأغذية لابد من الاتيان بها يوميا ولا تسقط بحال كعمود الدين الصلاة فتتكرر بتكرر وجبات الغذاء وهكذا ينبغي الاهتمام بهذه الشاكلة من أغذية الروح وتجويدها وينبغي ان تكون هنالك أغذية التفاكه على سبيل المثال الزيارات -التي تحتاج الى سفر – وغيرها من العبادات غير الواجبة يتفكه بها ويزداد روحانية وتتجدد له الطاقة الروحية وعليه ان يختار وقت العطش الماء ووقت الاقبال المناسب من غذاء الروح ووقت النفور والادبار كذلك وعليه ان يوازن في الغذاء فلا يسرف في شيئ على حساب شيء -وان كان لا يوجد في غذاء الروح سرف –
ان غذاء الجسد لابد منه فلولا الخبز ما عبد الله لكن لا يكون على حساب غذاء الروح بل يلزم الاكتفاء بغذاء الجسد بأدنى المراتب والاهتمام بغذاء الروح غاية الاهتمام لان الجسد يبلى ويفنى والروح باقية خالدة
وغذاء الروح في الدنيا هو وسيلة لتحصيل غذاء الله في الجنة الذي أعده الله تعالى لسكان جنانه ويا لها من طعوم واغذية