فيدل كاسترو، هو من أشهر الزعماء على مستوى العالم واكتسب كاسترو تلك الشهرة الكبيرة من خلال تحديه للولايات المتحدة الأمريكية طوال فترة حكمه لدولة كوبا، والتي امتدت من عام 1959 إلى عام 2006 أي على مدى 47 سنة، حيث تنازل هو عن الحكم طواعية قبل أن تتم انتخابات ديمقراطية نزيهة في الدولة الكوبية، ويفوز شقيقه ورفيق كفاحه راؤول كاسترو بالحكم والذي ما زال على رأس القيادة السياسية في كوبا حتى يومنا هذا، حيث أعلن هو بنفسه وبشكل رسمي صباح اليوم وفاة الزعيم الكوبي فيدل كاسترو عن عمر يناهز 90 عام بعد رحلة طويلة مع المرض.
حياة فيدل كاسترو
نشأ فيدل كاسترو لأسرة من المزارعين الأسبان الذين هاجروا إلى كوبا، وقد التحق بكلية الحقوق في العاصمة الكوبية هافانا عام 1945 وتخرج منها عام 1950 وعمل في أحد مكاتب المحاماة الصغيرة، وكان له طموح سياسي كبير حيث بدأ العدة للترشح قي الإنتخابات البرلمانية، إلا أن فوليغنسيو باتيستا قام بانقلاب عسكري وأطاح بالسلطة الكوبية في ذلك الوقت وتولى هو السلطة فتم الغاء الانتخابات البرلمانية، وقد غضب كاسترو بشدة من هذا الانقلاب وقرر الكفاح المسلح ضده، وكون هو ومجموعة من رفاقه جماعة مسلحة وبدأ الهجوم على وحدات للجيش الكوبي الانقلابي في ذلك الوقت، وفي احدى تلك المعارك قُتل من رفاقه 80 فرد وتم القبض عليه وحُكم عليه بالسجن إلا أنه تم العفو عنه عام 1955 ونفيه إلى المكسيك.
هناك تعرف على غيفارا الشاعر والكاتب المكسيكي الشهير والذي يصفه كثيرون بالأب الروحي لعدد كبير من الثورات على مستوى العالم، وقد اشتهر ذلك الشاعر بنضاله ضد الظلم والاستبداد، وفي ذلك الوقت تعرف على كاسترو وأصبحا صديقان، هذا بالإضافة إلى شقيق الزعيم الكوبي وهو الرئيس الحالي راؤول كاسترو، وقرروا مرة أخرى التجمع وتكوين فريق من الثوار وعادوا إلى كوبا من خلال مركب هجرة غير شرعية وبدأوا رحلة النضال المسلح من جديد، ونجحوا هذه المرة في ثورتهم وهرب باتيستا وحاشيته من كوبا وتولى فيدل الحكم عام 1959.
علاقة فيدل كاسترو بأمريكا
كانت أمريكا ترفض بشدة تلك الثورة الكوبية التي قام بها فيدل كاسترو، حيث أنها كانت في ذلك الوقت تضمن ولاء باتيستا التي ساعدته في انقلابه العسكري، وكان فيدل يدرك ذلك جيداً لذلك كانت العلاقة المتوترة منذ بداية حكمه وحتى نهايته بين الولايات المتحدة الأمريكية وبين كوبا، وحاول جهاز المخابرات الأمريكية والمباحث الفيدرالية اغتيال الزعيم الكوبي أكثر من مرة، حيث ذكر موقع “كوباديبايت” الكوبي أن عدد مرات محاولات الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها بلغت 638 مرة، ونقلت بعض وثائق CIA الأمريكية أنها لُقب بالرجل الذي تعرض لأكثر محالاوت اغتيال على مر التاريخ، وكانت محالاوت متنوعة ما بين القناصة والمتفجرات وسجائر مسممة وكرة بيسبول ملغمة وغيرها من المحاولات الفاشلة، حيث ظل فيدل كاسترو يمثل كابوس لأمريكا طوال فترة حكمه.
أغرب محاولة لإغتيال فيدل كاسترو
ذكرت وكالة سي إن إن الإخبارية الأمريكية أن أغرب محاولات أمريكا لإغتيال قيدل كاسترو كانت عن طريق عشيقته ماريتا لورينز، حيث جندتها المخابرات الأمريكية لهذا الغرض كما تحكي هي في مذكراتها والتي نشرتها عام 1993، وأعطت لها المخابرات حبوب سامة، وعندما التقت ماريتا بكاسترو في جناحهما الغرامي في أحد الفنادق الكوبية فوجئت بأن كاسترو يعرف القصة بالكامل، وفاجأها بسؤاله لها هل أنت هنا لتقتليني؟، ثم أعطى لها مسدسه وفتح لها صدره لكي تقتله فما كانت منها إلا أنها ألقت المسدس وارتمت في أحضانه وبكت بشدة، وسامحها فيدل على ذلك بعد اعترفت له بكامل التفاصيل وحجم الضغوط والتهديدات التي تعرضت لها من أمريكا.
هذا وقد أعلنت كوبا الحداد العام على وفاة الزعيم فيدل كاسترو ولمدة تسعة أيام، تبدأ من اليوم السبت الموافق 26 نوفمبر وتنتهي يوم الأحد الموافق الرابع من ديسمبر، على أن تتوقف كل الأنشطة والعروض في البلاد، وقد قرر شقيقه راؤول حرق جثة أخيه وذلك بناءاً على توصية شخصية من فيدل، وسوف يتم ذلك في صباح الغد في مراسم رسمية يحضرها عدد من المسئولين في الدولة.