الجمهورية اليوم دوت كوم
موقع اخباري شامل اخبار عربية وعالمية وظائف اهرام الجمعة خدمة الاسعار

كارثة تهدد الشعب المصري … الفول في الشوارع فيه سم قاتل … فنكوش الفول يقتل الفقراء..

- Advertisement -

[ad id=”1177″]

تقرير : محمد صبري الشامي

تجربة مريرة وبعد مراقبة دامت أسبوعًا وجدت أن عمال عربة الفول لا يأكلون مما يصنعون، ويشترون طعامًا من الخارج، الأمر الذى أثار دهشتى، حقيقة لم يكن أمامى سوى العيش وسط هؤلاء الأشخاص لمعرفة السبب، الذى يمنعهم من تناول الفول، الذى يصنعونه، وأيضًا كشف اللغز، الذى أشار إليه الطبيب.

لحظات قليلة وبعدها توجهت إلى أحد العاملين على عربة الفول، وسألته عن فرصة عمل، فقال: اذهب إلى المعلم ج. م ، صاحب عربة الفول.

قابلت المعلم، وسألنى: اشتغلت فى الفول قبل كده؟ فجاوبته: لا، فقال: خلاص هتغسل اطباق وهتاخذ 25 جنيه فى اليوم، وافقت على الفور، موضحًا له أننى مغترب، وليس لدىّ مسكن، فقال: يبقى هتنام فى المخزن مع العيال.

[ad id=”1177″]

الشك

بعد يوم شاق من العمل عدنا إلى المخزن، حيث وضع الصنايعى القدر، وبها كمية من الماء على النار، ثم أتى بجوال فول ووضعه مباشرة فى القدرة، وبعدها بدقائق مد يده فوق الرف الصغير، وأمسك بعلبة تحوى مادة بيضاء، وأضاف منها 5 ملاعق كبيرة إلى القدر، ثم أغلق فوهة القدر جيدا، وتركها على النار، وبعدها وضع كمية من الفول المدشوش مع كمية من الأرز فى إناء به ماء، وتركه لمدة ساعة كى يتخمر، وبعد مرور نصف الساعة توجه إلى قدر الفول الموجودة على النار حاملًا فى يده كبشة طويلة، وقام بغرف عدد من حبات الفول، ثم وضع حبة فول تحت إصبعه، وضغط عليها فوجدها قد استوت.
[ad id=”1177″]
على الفور وضع خلطة المدشوش والأرز ، وبدأ فى التقليب لمدة عشر دقائق، ثم أطفأ النار، فى الوقت نفسه أجلس أنا فى مدخل المخزن، أراقب تحركات زميلى وأعبئ الطحينة والزيت الحار والزيت الحلو فى زجاجات بلاستيكية، وبعد أن انتهينا من تجهيز البضاعة ذهبت إلى النوم، وأنا أفكر فى المادة البيضاء، التى وضعها على الفول، وشعرت أن هناك أمرًا غريبًا فى الموضوع، خصوصًا أن القدر التى تحمل بداخلها عشرين كيلو فول استوت فى أقل من ساعة.

مستوقدات وسط القاهرة

فى اليوم التالى تكرر نفس السيناريو السابق لمدة شهر كامل، مهمتى الوحيدة تجهيز عبوات الطحينة، وغسل الأطباق، وفى أثناء وقت العمل كان الصنايعى يطلب منى شراء طعام من الخارج لنأكله، وعندما سألته مازحًا: بقى إحنا اللى بنأكل الناس نشترى أكل من بره، ده اسمه كلام ، رد ضاحكا: يا عم ابعدنى أنا عن الفول، وبلاش تاكله انت كمان مش ناقصة مرض !

وفى أثناء عملى كنت أضع تلك المادة البيضاء على الفول دون أن أعرف ماهيتها أو مصدرها، وعندما سألته عن اسمها ووظيفتها قال إنها بودرة بيضة تعمل على تسوية الفول بطريقة سريعة جدا، فتوقعت أنها هى المادة الخطيرة، التى أشار إليها الطبيب، وراح ضحيتها عدد كبير من العمال الفقراء.
[ad id=”1177″]
ولما ذهبت إلى أحد المستوقدات الكبيرة بوسط القاهرة كى أسأل عن اسم المادة المطلوبة، وأين تباع رفض عمال المستوقد الإدلاء بأى معلومات، وعندما سألت أحد المارة عن مكان بيع الفول، الذى يتم تسويته فى هذا المستوقد دلنى على المكان فذهبت، وهناك سألت: مش محتاجين صنايعى معاكو ، فرفض البعض، لكن وافق أحد أباطرة السوق، ويدعى ع.ع ، الأخير يمتلك 8 عربات فول فى ميدان رمسيس، وعملت معه صنايعى .

بعدها بدأت العمل، وكان ع.ع صاحب عربة الفول يأخذ القدر بنفسه لتسويتها فى المستوقد مقابل 20 جنيها على القدر الواحد، وبعد أذان الفجر مباشرة جاء صاحب المستوقد بـ15 قدرة فول، وفى أثناء عملى تعرفت على صاحب المستوقد، الذى كنت أمزح معه دائمًا، ومن هنا طلبت من صاحب عربة الفول، التى أعمل عليها أن أذهب أنا إلى المستوقد لتسوية قدر الفول الخاص بى.
[ad id=”1177″]
المستوقد، مكان قديم للغاية يقع فى حى الجمالية بمنطقة باب البحر فى رمسيس، هناك تجد عددًا كبيرًا من أسطوانات البوتاجاز الكبيرة، وعلى الجانبين يوجد حامل معدنى ضخم مئة عين نارية تشبه البوتاجاز المنزلى، لكنها كبيرة للغاية، كما توجد كميات كبيرة من العلب البلاستيكية بها ألوان صناعية مثل الكركم ومواد أخرى تضاف إلى الفول.
[ad id=”1177″]
بعدها وضعت القدر الخاص بى على النار، وبعد خمس دقائق، جاء عامل المستوقد، وفى يده علبة بيضاء، وأضاف كميات كبيرة داخل كل قدر، وقتها عرفت أنها المادة البيضاء، التى أبحث عنها، ولما سألته عنها قال: دى يا سيدى اسمها بودرة بيضة، بتتباع عند العطار أو فى شركات الكيماويات، ووظيفتها تسوية الفول بشكل سريع بسبب ارتفاع سعر أسطوانة الغاز والإقبال الشديد على المستوقد من قبل أصحاب عربات الفول ، مؤكدا أن معظم بائعى الفول يستخدمون تلك المادة فى عملية التسوية، نظرا لقدرتها الكبيرة على تسوية الفول فى وقت قصير جدا.

الفنكوش القاتل

لكى أتأكد من انتشار هذه المادة عملت فى 3 محافظات، ودخلت قرابة الـ12 مستوقدًا للفول، وكذا عملت على 15 عربة فول بين الجيزة والقاهرة والشرقية، وحيلتى الوحيدة هى أننى أجيد العمل على عربات الفول، لذا اكتشفت أن هذه المادة منتشرة بكثرة فى مستوقدات الفول، وكل منطقة تطلق عليها اسمًا مختلفًا، هناك من يسميها إديتا أو البودرة البيضة ، وغيرهم ممن يطلقون عليها الفنكوش ، وعدد قليل جدا يطلقون عليها كربوناتو .

وفى محافظتى القاهرة والجيزة تجلب هذه المادة من شركات إنتاج الكيماويات، أما باقى المحافظات فيتم جلبها من محلات العطارة الكبرى، والأخيرة تشتريها من شركات إنتاج الكيماويات أيضًا. وبالفعل توجهت إلى مركز بيع منتجات شركة النصر لصناعة الكيماويات بميدان العباسية، ولم أجد أى صعوبة فى شراء عبوة إديتا ، وكذا لم يسألنى مسؤول المبيعات عن سبب الاستخدام، وكان سعر العبوة 45 جنيها.

نتيجة صادمة

فى اليوم التالى توجهت إلى محل عطارة كبير فى شارع باب البحر وسط القاهرة، وسألت عن إمكانية شراء المادة المذكورة، فأنكر صاحب المحل فى البداية، وقال: أنا ماببعش الحاجات دى ، وبعدما أقنعته أننى بالفعل صاحب عربة فول، وأريد تلك المادة لأضيفها إلى الفول، وافق وطلب من أحد العمال أن يحضر كيس فنكوش الفول ، وهى مادة الإديتا ، وقال: ما تأخذنيش أنا افتكرتك حد من بتوع التموين . حملت المادة وتوجهت إلى قسم علوم

[ad id=”1177″]

- Advertisement -

قد يعجبك ايضا
اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق