دائما يبحث الإنسان عما يسعده في الدنيا
ولكن يختلف انسان آخر عرف وجهته وهويته وهدفه في حياته
فعلم أن السعاده الحقيقيه في الدنيا هي التي تؤدي به الي السعادة في الآخره
فكيف بإنسان يبحث عن سعادة الدنيا في منصب او مال أو أو
وهذه السعادة هي سبيله الي الندم والخسران والحزن في الآخره
لأن السعاده الحقيقيه
لن يصل اليها الإنسان الا اذا بحث عن سرها وكيفية تحقيقها
وهناك لؤلؤه مكنونه عظيمه تبين كيفية تحقيق السعاده وتبين كيفية ثبات المسلم علي طاعة ربه وتنير له طريقه الي الله تعالي.
وهي الصفه الفاصله مابين عبد وآخر
اما الأول
كان يظهر للناس محبة الطاعة والايمان
وينتظر منهم المدح والثناء
وأما الثاني
فلايهمه الناس انما همه الاول والأخير هو أن يمن الله عليه بهذه اللؤلؤه الا وهي
لؤلؤة الإخلاص:
حين يعرف المؤمن مقام الله عزَّ وجلَّ ويدرك فضله ونعمه وآلاءه،
حين يُحب مولاه ويذوب شوقًا إليه،
تكون معاني الإخلاص قد تمكَّنت منه
أليس الإخلاصُ سرًّا بين العبد وربه؟
فما عساه أن يكون ذلك السر؟
إنَّه القلبُ الذي أحب فتعلق،
فلم يعُدْ يبصر بعَيْنَيْ ذلك القلب غير المنعم المتفضل،
غير الودود الرحيم الرحمن سبحانه
إنَّ كُلَّ أعين النَّاس لا تعنيه في شيء؛
فهو متطلع إلى نظر العَلِيِّ الكبير،
من يعطي بغير حساب ويمنح كيف يشاء.
والإخلاص ثمرة من ثمرات شجرة اليقين،
فهو يرى يوم الجزاء ماثلًا أمام عينيه،
يرى نهايته القريبة ولا يغيبُ عن ذهنه جنَّة ولا نار ويعلم قصر عمره وقرب أجله
فيقوده يقينه إلى إيثار النَّعيم الخالد على زائل زائف.
ولم يكن سير الصَّالحين إلى الله سبحانه وتعالى بغير ذلك الإخلاص،
فهو شرطُ قَبول الأعمال ودليل على صحَّتها، فكيف يَرْضَوْن بدنيا رخيصة تضيع فيها الأعمار سُدًى
ويستحلون ماحرم الله
من دماء واعراض واكل اموال مع علمهم
ان هناك من يَمنح الجزاء الوافي،
ليس على العمل التعبدي فحسب؛ بل على كل لحظة تمر بالمرء في حياته كلها،
والعمر بأكمله قد يكون خالصًا لوجه الله إذا كانت النية الصالحة تسبق كل عمل معتاد؛ كنوم وطعام وشراب…
ألا ما أعظمَ فضلَ الله!
وما أيسر رحمته!
ولكن النفس المثقلة بالمُتَعِ والشَّهوات لا تنتبه لذلك الفضل، فتسعى إلى طلب حظوظها وموافقة أهوائها، وكُلُّنا تلك النفس إن لم نهذب طبائعها ونروضها على العطاء وترك الأخذ.
وختاما..
احبتي لو كل واحد منا أخلص في عبادته لربه كان هذا الاخلاص دليله الي مرضات ربه
وبهذا يكون مخلصا في عمله لأننا نتهم بعضنا البعض بالتقصير والإهمال
وربما من يتهم غيره بالتقصير والإهمال هو نفسه المقصر والمهمل
ولو كل واحد منا أخلص واتقي الله في عمله ووظيفته وتجارته وأرضه وزرعه
سنكون من أفضل بلاد الدنيا
ولكن لنعرض انفسنا علي صفة الاخلاص ولنحاسب انفسنا ولننظر هل نحن حقا مخلصين لديننا ووطننا وعملنا
اللهم احفظ مصر واهلها وجيشها من كل مكروه وسوء