[ad id=”10069″]
بقلم الاعلامي:محمد الشريف
إن لم يظهر البترول في الخليج العربي .. هل كان الإسلام قادراً علي بناء تلك الدول العصريه وحده دون ثروة طبيعية ظهرت بالصدفه ! و إن كان قادرا .. لماذا لم يبن تلك الدويلات العصريه خلال ألف و أربعمائة عام و استطاع البترول بناءها في ستين سنة فقط .
و أين علماء العرب منذ القرن السابع الهجري ,, اين اختفت شبة الجزيرة ما يقرب من سبعة قرون ! تشارلز دوتى تشارلز مونتاجو دوتى انجليزى: Charles Montagu Doughty – ( اتولد فى ليستون، انجلترا ، 19 أغسطس 1843 – اتوفى فى سيسينجهرست، انجلترا، 20 يناير 1926 ). شاعر و رحاله و مستكشف و كاتب و مستشرق إنجليزي بيعتبر من أهم المستكشفين الأوروبيين اللى إطلعوا على الثفافه و العيشه البدائيه العربيه فى القرن التاسع عشر.
[ad id=”10069″]
بعد ما إتجول فى أوروبا و مصر ، زار شبه الجزيره العربيه سنة 1876 رغم تحذيرات اصحابه و غيرهم من خطورة دخول المنطقه دي و مقابلة سكانها لكن قدر يدخل مع الحجاج من غير ما يدعى إنه مسلم زي ما غيره كان عمل، و اتعرض لمخاطر كبيره جداً، و درس أثارات النبط الموجوده هناك، و عمل ابحاث جغرافيه و جيولوجيه و أنثروبولوجيه مهمه، و اتنشرت ابحاثه عن طريق المستشرق رينان. و فى سنة 1888 نشر كتابه المشهور ” أسفار فى صحراء الجزيرة العربية ” (Travels in Arabia Deserta) اللى أعاد نشره ت.ا. لورانس T. E. Lawrence ( لورانس العرب ) سنة 1920 و بقى مرجع مهم للباحثين اتولد تشارلز دوتى فى 19 أغسطس سنة 18433 فى سافولك فى إنجلترا.
لما اتولد كات صحته معتله فعمده أبوه على طول لإنه إفتكر إنه حايموت. لكن امه إتوفت و هو لسه عنده كام شهر، و بعدين إتوفى أبوه هو التاني لما تشارلز كان عنده ست سنين، و بكده بقى يتيم فأخده هو و أخوه عمهم فريدريك جودوين يربيهم. لإن عيلة امه كات عيلة بحاره، شجعته خالته على إنه يدخل مدرسة بحريه و بعد ما دخل مدرستين و سابهم ، التحق و هو عنده اتناشر سنه بمدرسه بحريه فى ساوث سي، لكن برغم شطارته اضطر يسيبها بعد سنتين لإنه ماقدرش يعدي إختبار اللياقه الصحيه اللى كان ضروري للشغل فى البحر. تشارلز كان بطبعه منطوي و خجول و بيعاني فى النطق، و اتسبب سقوطه فى إختبار اللياقه الصحيه فى زيادة إنطوائه. فى سنة 1861 دخل تشارلز جامعة كمبريدج عشان يدرس چيولوچيا.
[ad id=”10069″]
و فى سنة 18655 سافر النرويج عشان يعمل بحث عن چيولوچيتها. وهناك كان ساعات بينام فى أكواخ فى الجبال و من غير ما يدري كان بيتدرب على العيشه فى ظروف بدائيه صعبه. بعد النرويج اتجول تشارلز فى فرنسا و ايطاليا و مالطه و أسبانيا و اليونان و بعدين قرر إنه يسافر مصر و منها يبدأ مغامرته الخطره فى الجزيره العربيه. سافر دوتي على سوريا و لبس عبايه عربيه، و لقى مدرس اسمه عبده خليل علمه عربي. دوتي عمل نفسه عربي مسيحي و سمى نفسه خليل. رحلة المخاطر فى الجزيره العربيه تشارلز دوتي كان عايز يوصل مداين صالح فى الجزيره العربيه لكن و اجهته مشكلتين الأولى إزاي يوصل هناك و التانيه منين يمول رحلته. الكل حذروه إن روحانه المنطقه دي شئ خطر جداً على حياته ، لكن ما همهوش. راح تشارلز على فيينا يدور على ممول و كتب جوابات للجمعيه الجغرافيه الملكيه فى انجلترا و لكن كل ده ما جبش نتيجه. فخطرت فى راسه فكره انه يروح الجزيره العربيه و يعيش هناك على معالجة الناس كطبيب.
[ad id=”10069″]
سافر دوتي على دمشق و لبس عبايه عربيه، و لقى مدرس اسمه عبده خليل علمه عربي. دوتي عمل نفسه عربي مسيحي و سمى نفسه خليل ، و عشان يتعود و يتمرن على العيشه الصعبه فى الجزيره العربيه راح قعد فى جبل و ما بقاش ياكل غير عيش ناشف و بلح. بعد سنه، و بعد ما اتعلم عربي بيكفي للتعامل مع العرب، و اتمرن على التقشف و العيشه فى بيئه قاحله و خطره، رجع على دمشق عشان يلتحق بقافلة الحجاج الطالعه على مكه. بدأت القافله رحلتها يوم التلات 10 نوفمبر 1876. القافله كات بتتكون من 6000 حاج و 12.0000 جمل. دوتي كان قاعد على جحش و هو لابس لبس راجل عربي مستواه المالي بسيط، و ما كانش معاه حاجه غير خيمه صغيره و شوية حاجات بسيطه. كان شكله زي ما يكون راجل فارسي او عربي صابغ دقنه بالحنه.
بيذكر دوتي إن واحد فى الرحله قال له : ” يا خليل فى المنطقه البائسه دي القوي بياكل الضعيف. الناس فيها عايشه على أكل بعضها ” فبقى دوتي خايف يغفى فيطلعوا العرب عليهم ويسرقوا حاجته [3]. بعد 26 يوم وصلت القافله مداين صالح فى 4 ديسمبر 18766، فساب دوتي القافله عشان يقعد فى مداين صالح. بدأ دوتي يفحص الأثارات فى المنطقه و يرسمها على الورق و يكتب ملحوظات عنها. عشان يتعيش و يكسب له كام ريال، مارس دوتي الطب فى قريه جنب مداين صالح، لكن إضطر يسيبها و يرجع مداين صالح تاني بعد ما حياته بقت فى خطر فى القريه دي. بعد شويه عدت قافله الحجاج على مداين صالح و هى راجعه على سوريا، و مع القافله بعت القنصل البريطاني لدوتي فلوس و ابر تطعيم. و قرر دوتي انه يقعد فى الجزيره العربيه و ما يرجعش مع القافله، لكن بعت معاهم رسومات. و قدر دوتي إنه ينضم لقبيله من البدو عشان يقدر يتجول معاهم و يطلع وهما بيدوروا على أكل للجمال و المعيز.
[ad id=”10069″]
دوتي كان مهتم بكل حاجه بيشوفها و كان بيرسم اللى بيشوفه و بيكتب ملحوظات طويله عنه. ده خلى العرب، اللى ما كانوش فاهمين هو بيعمل إيه، يفتكروه سحار بيكتب اعمال عشان يسحرهم بيها. ملاحظاته عن العرب ST-Moorish-warrior.jpg اكتشف دوتي إن الرجاله العرب بيعاملوا الستات زي ما يكونوا حيوانات شيل مسخره، و انهم بيخلوهم يطبخوا و يعملوا لهم الهدوم، و هما اللى بيعملوا قماش الخيم و هما اللى بيبنوها و يهدوها، و هما اللى بيشيلوا و يحطوا، فكات الستات العرب اللى بيتعاملوا زى الحيوانات المسخره بيصعبوا عليه و كان بيعاملهم كويس و بيساعدهم كراجل متحضر من ثقافه راقيه. و استغرب دوتى لما عرضوا عليه يتجوز واحده منهم مقابل خمس جمال و رفض الشروه. لاحظ دوتي كمان إن عيشة العربي محورها الأكل والشرب. الأكل كان عباره عن جراد و عيش بلبن جمال و معيز و بلح، و ساعات كانوا بياكلوا لحم معيز و جمال فى المناسبات، وكان عند الشيوخ صقور بيصطادوا بيها أرانب بريه. المايه كات نادره عندهم و كانوا بيستعجبوا إزاي دوتي بيستحمى بالمايه، و بيعتبروا الحما بالمايه حاجه وحشه. هما نفسهم ما كانوش بيستحموا كتير ، و كانوا بيستعملوا بول الجمال فى الحما و حتى فى غسيل شعرهم، و فى حالة قلة المايه كانوا بيشربوا بول الجمال كمان. العرب فى عيون دوتى همج و وصفهم بالكلمه دي أكتر من مره. ساب دوتي القبيله بعد تلت تشهر و انضم لقبيله تانيه. شيخ القبيله دي كان بيسمي الإنجليز ” عرب كويسين ” و كان معجب بإنجازات الحضاره الغربيه زي البالون و التلسكوب و الغواصات.
لكن المجاعة ضربت القبيله فسابها دوتي و رجع على مداين صالح و انضم لقبيله تالته. دوتي كان بيدعى إنه طبيب و كان بيعتمد فى علاج العرب على معلوماته العامه و على كتيب طبي قديم كان معاه، و ماكانوش بيدفعوا له على جهده فى علاجهم لكن على الشفا بس .
[ad id=”10069″]
فى فترة الإتنين و عشرين شهر فى الجزيره العربيه شغلته كطبيب ما جابتلهوش إلا 2 جنيه. لكن الشغلانه دي أتاحت له فرصه التعرف أكتر على عقلية العرب و ثقافتهم. بيقول دوتي إن العربي ما بيؤمنش بإن أخد الدوا بيشفى. إتعرض دوتي لحادثه غريبه بسبب و قوع جدار بير مايه ما كانش له دخل فيه ، لكن العرب إتهموه إنه هو السبب لإنه بيكتب حاجات فى الورق اللى معاه ، و عليه قرروا إنهم يدبحوه ، عشان ياخدوا تارهم منه. الموظف المقيم فى المنطقه قال انه طالما دوتي قدر إنه يوقع الجدار فى البير بكتابته فأكيد إنه قادر يرجع الجدار زي ما كان بنفس الطريقه، و لو ما قدرش يبقى يتدبح. دوتي لقى نفسه فى مشكله عويصه لكن بهدوء و عقل عمل لهم خطة بنا ترجع الجدار، وافقوا و فرحوا بيها، لكن ما قدروشي ينفذوها بسبب فقرهم و كسلهم، لكن قدر ينجي منهم بعقل الراجل الذكي المتحضر. رحلته لحايل و خيبر قرر دوتي إنه يروح خيبر عشان يواصل ابحاثه. لكن ما حدش رضي يوصله هناك لإن المكان ممنوع لغير المسلمين، فراح على حايل عشان يطلب من الحاكم ابن رشيد انه يديله تصريح. دوتي كان تاني أوروبي يقدر يدخل حايل بعد ” جيفورد بالجريف ” اللى دخلها قبله بأربعتاشر سنه. ابن رشيد سمح له بممارسة الطب لكن بعد ما قعد تسع تيام العرب هناك قالوا إن الكتابات بتاعته و رسوماته سحر، و إعتدوا عليه وبعدين سرقوه و رماه ابن رشيد بره بيته. و فى الظروف دي قرر دوتي إنه ينفد بجلده من الجزيره العربيه فباع خيمته، لكن لقى نفسه من غير فلوس كافيه تخرجه من المكان ده، فراح على خيبر و وصلها يوم 28 نوفمبر 1877 ، و لقاها مكان مليان دبان و مية شرب معفنه. قعد دوتي فى خيبر تلت تشهر و نص اتصاحب فيها على كام واحد منهم واحد اسمه ” النجومي ” حماه من الناس هناك. فى الفتره دي اتسرقت حاجته و اتحددت إقامته، و مابقاش قادر يسيب خيبر، و فضل ع الحال ده لغاية ما قدر يهرب على حايل فى 18 مارس 1878. ابن رشيد ما كانش موجود فى حايل فإتلم العرب على المكان اللى كان فيه و هددوه يا إما يسلم او يتقتل. دوتي رفض إنه يكذب عليهم ويقول حاجه مش من قلبه عشان ينفد بجلده، و كان على وشك فقدان حياته، لكن قدر يسيب حايل تاني يوم. وبعد شوية مغامرات خطيره وصل بريده و هناك سرق العرب هدومه اللى كان لابسها و اتبهدل خالص. فساب المكان ده و هو شبه عريان و فاقد كل كرامه انسانيه. ووصل عنيزه عيان بعد ما غدروا بيه العرب اللى كانوا بيوصلوه و سابوه لوحده فى الصحرا من غير أكل او ميه. وبعد كام يوم اعتدى عليه الناس بما فيهم العيال و الستات اللى رموا عليه طوب و طردوه من عنيزه. فراح على خبيرة، و بعد تلت تيام واحد صاحبه جاله و رجعه عنيزه. و فى 5 يوليو ساب عنيزه و دخل فى كارافان طالع على مكه.و فى عين الزمه هاجمه واحد بسكينه لكن كام واحد إتدخلوا و أنقذوه من موت محقق. و اتقبض عليه هو و ابو سكينه و بعتوهم على الطايف للتحقيق. و فى السكه إعتدى العرب عليه و سرقوه و ضربوه فى الضلمه بعصاية جمل. فى الطايف قدر الظابط المسئول انه يرجع له الحاجات اللى إتسرقت منه.
فى رحلة المخاطر دي، دوتى لقى كتابات ثموديه مهمه ( بتاع 500 نقش ) ، و كان اول واحد يلاقى نصوص زى دى و يدرسها. و لقى كمان نقوش نبطيه و اكتشف ” الحجر ” عاصمة المملكه النبطيه و سوقها و مدينة الأموات من غير ما يدرك إنه لقى مدينة ديدان المذكوره فى التوراه و تبفى التساؤلات المذكوره دون إجابه ..
[ad id=”10069″]