بقلم….اشرف العمده….قنا
وفي تاريخ مصر أيام لا تنسي ، منها العاشر من رمضان عام (13933هـ) الموافق السادس من أكتوبر (1973م)، والذي تمكنت فيه القوات المصرية من عبور قناة السويس التي كانت توصف بأنها أصعب مانع مائي في العالم ـ وتحطيم أكبر ساتر ترابي ألا وهو خط بارليف الذي كان جبلا من الرمال والأتربة، ويمتد بطول قناة السويس في نحو (160) كيلو متر من بورسعيد شمالاً وحتى السويس جنوباً، ويتركز على الضفة الشرقية للقناة، وهذا الجبل الترابي الذي كانت تفتخر به القيادة الإسرائيلية لمناعته وشدته كان من اكبر العقبات التي واجهت القوات الحربية المصرية في عملية العبور والانتصار. وقد اعتبر المؤرخون المعاصرون هذا الحدث أول انتصار عسكري للمصرين والعرب في العصر الحديث على إسرائيل
لقد خاض الجيش المصري البطل تلك المعركة وهو يعلم أنها معركة مصير ، لأن هزيمة الجيش المصري فيها لو حدثت فإنه يعني سيادة إسرائيل على المنطقة كلها ، وذلك لأن مصر كانت انهزمت قبلها بست سنوات في هزيمة يونيو (1967م)، التي أتاحت للعدو الصهيوني أن يقدم نفسه للعالم كسيد وحيد، وأن جيشه هو الجيش الذي لا يُقهر ، وظل بالفعل يعربد في أجواء مصر طوال سنوات ما عُرِفَ بحرب الاستنزاف.
إن الجندي المصري في حرب (1973م) هو نفسه في حرب (19677م) من حيث الشكل والمظهر، ولكنه يختلف من حيث الباطن والجوهر، فالإنسان يتغير من داخله، لا من خارجه، ولا يقود الناس في بلادنا شيء مثل الإيمان بالله عز وجل، ولا يحركهم مثل الجهاد في سبيل الله و في سبيل التضحية من اجل الوطن
لقد أنهت حرب العاشر من رمضان أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهر، وكانت بداية الانكسار للعسكرية الإسرائيلية، ومن ثم سيظل هذا اليوم العظيم ـ العاشر من رمضان (1393هـ) السادس من أكتوبر (1973م) ـ مصدر مجد وفخر يحيط بقامة العسكرية المصرية على مر التاريخ، ويظل وساما على صدر كل مصري وعربي، كما نرجو أن يكون مثلنا الاعلي كل الشهداء الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم من أجل أن تعيش أمتنا تنعم بالعزة والكرامة،