بقلم. الشيخ السيد العباسي
احبتي الكرام.. اننا دائما ننظر الي الوردة الجميلة ذات العبير العطر والرائحة الندية وننسي أن الماء هو مايحييها ويقوم بغذائها بأمر من الله.
هكذا هي الاخلاق قوام الحياة وعليها تقوم الامم ولذلك فهي المحرك الاساسي لكل جميل في دنيانا لان فيها جميل الصفات الطيبة. وان العلامة المميزه لكل انسان هي اخلاقه فمن الناس من يهتم بالمظهر ومنهم من يهتم بالجوهر وهي الاخلاق. ولذلك مدح ربنا حبيبنا النبي بقوله (وانك لعلي خلق عظيم)
لنعلم …ان الاخلاق ليست نفوذا ولاجمالا ولاماديات ولكنها جمالا للروح وهي سلوك ذاتي يدل علي شخصية صاحبها وعلاقته بالآخرين. ولذلك نري ان اسلامنا لايأمر الانسان ان يكون خلوقا مع الناس فحسب وانما امره اولا ان يقف امام نفسه ويراها بحق ويقومها ويربيها ويرودها علي كل جميل وحتي مع الحيوان ولم يقتصر علي بني الانسان..
وقد نري حسن الخلق من فقير معدوم الحال اكثر من غني كثير المال لان الاخلاق لاترتبط بالفقر ولابالغني انما هي كلمة عظيمة جليلة يتغذي صاحبها من جميل الصفات…كالعفة والصبر والحياء والتقوي والشجاعة وغيرها…… ولو سولت نفس اي شخص للقيام بأي عمل ينافي اخلاقه كشخصية مسلمة استحيا من نفسه ان يكون هو ذاك الرجل الذي يفعل هذا الفعل…. من سباب وشتائم وهتك للأعراض وسفك للدماء ..
وذلك لأن شجرة الاخلاق في نفسه تنموا في قلب صاحبها بكل جميل وتجنبه الوقوع في الرذائل والموبقات لانه يعلم ان القبيح من الافعال والاقوال لايليق به كمسلم او كمواطن شريف.. وعلي كل انسان منا ان يكون فقيها في مدرسة الاخلاق وسيجد حلاوتها في نفسه وشخصيته.. وقد حذر النبي الصحابة من سوء الاخلاق.. فلما ارسل معاذ بن جبل وابا موسي الاشعري لليمن قال لهما (تطاوعا ولاتختلفا ؛ ويسرا ولاتعسرا؛ وبشرا ولاتنفرا )
ونجد في زماننا ممن ينتسبون لديننا ولبني جلدتنا ولكنهم منفرين من سوء اخلاقهم واخلاق المسلمين منهم براء لانهم يرتكبون ماحرم الله بل ويفتخرون بما يفعلون… ومن هنا يأمرنا الله تعالي ان نقتدي بحبيبنا رسول الله فقال (لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا)..
ولما سؤلت السيدة عائشة ام المومنين عن اخلاق النبي قالت (كان خلقه القرآن)…فأسأل الجميع سؤال.. هل تريد ان تكون مع النبي في الجنة. ؟ سنقول جميعا نريد ذلك اقول لك اتبع حديث النبي الذي قال (ان من احبكم الي واقربكم مني مجلسا يوم القيامة احاسنكم اخلاقا)
فالنسأل انفسنا هل حقا اخلاقنا بحق وصدق هي اخلاق الحبيب النبي وشخصيتنا بحق هي شخصية المسلم الحق العفيف الذي يريد الجنة.. المحب لوطنه.. الذي مامن انسان يراه الا ويعانقه ويندفع اليه محبا مستبشرا خيرا.. او غير ذلك.. احبتي.. ان اخلاقنا هي رأس اموالنا بعد مماتنا.. فجعل الناس بعد موتك يترحمون عليك مما تركته من كنز… حسن الخلق لاعكس ذلك.. والله اعلم.