شهد الأمر رواجا كبيرا عبر مواقع التواصل، وتم تسليط الضوء على الحاج محمد، حتى كرمه محافظ الدقهلية، أحمد الشعراوي، في مكتبه بحضور حفيده، ليكون نموذجا للجميع.
بداية الامر انتشر على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» مجموعة صور لشخص يدعى الحاج محمد بدران، في أثناء تأدية امتحانات نهاية العام بالصف الثالث الإعدادي، في مدرسة محمد علي زاهر بالصلاحات، محافظة الدقهلية.
وقال المحافظ للحاج محمد: «أنت نموذج محترم وقدوة نضعها أمام الجميع ليحذو حذوها الكثيرون من أخواتنا الفلاحين في القرى»، كما استمع لبعض مقترحات الحاج محمد بخصوص الزراعة والأسمدة الزراعية واعدا إياها بدراستها.
وقدم الشعراوي، درع المحافظة له قائلا: «أنا مستني النتيجة والتنسيق، ولازم تدخل ثانوي عام علشان كلية الحقوق».
البداية
عام 1965 كانت آخر محطات الحاج محمد، 73 عاما، في التعليم، حين حصل على الشهادة الابتدائية، وبعد أن مات والده قرر ترك التعليم والعمل بالزراعة لمساعدة والدته.
عضو في النقابة العامة للفلاحين، وأمله دائما أن يصل بصوته وصوت الفلاحين إلى المسؤولين وأن يكن متحدثا عنهم، ومعبرا عن احتياجاتهم، ولم وجد نفسه لا يستطيع فعل ذلك قرر أن يستكمل تعليمه، حتى يحقق أمله، وكذلك ليكون له دور في توعيه الفلاحين أصدقائه.
منذ 3 سنوات، قدم كل ما يثبت حصوله على الشهادة الابتدائية، والتحق الحاج محمد بالصف الأول الإعدادي في مدرسة محمد علي زاهر، ومن المفارقات أنه كان يخوض الامتحانات مع حفيده، والذي كان له دور في تشجيعه على الدراسة معه، حتى حصوله على الشهادة الإعدادية.
دور حفيده
كان الحاج محمد يذاكر مع حفيده، ويستعير منه بعض الكتب، ويرى أن كتب وزارة التعليم بها شرحا وافيا للمنهج، ودائما ما يستعين بها حين يجد صعوبات في التعليم.
وينتظر ظهور النتيجة، حتى يتمكن من الالتحاق بالثانوية العامة، إذ أن حلمه دخول كلية الحقوق، التي تعرفك كل الحقوق والواجبات.
الفلاح الفصيح، هكذا يعرف أهالي قرية الصلاحات، الحاج محمد، الذين طالبوا بتكريمه كنموذج مشرف.
الحاج محمد بدران، من مواليد قرية كفر الصلاحات، مركز بنى عبيد، متزوج، ولديه ولدان وسام وبدران وبنتان، جميعهم متعلمين.