العقل يعمل ضمن إطار مفاهيمي يحدده الإدراك البشري ، فهو لا يستطيع فرض قوانينه إلا على ما يمكن تمثيله ذهنيًا أو اختباره !
وبما أن مفهوم الله يشير إلى كيان متجاوز لحدود التجربة المباشرة ، فإن تطبيق القواعد العقلية عليه مباشرة ليس ممكنًا من حيث المبدأ !!
ومع ذلك ، فإن وجود ظواهر قابلة للفحص كالقوانين الكونية المنتظمة ، والبنى المعقدة القابلة للتفسير ، والمبادئ الأخلاقية الكلية .. إلخ فإن ذلك يوفر مادة للعقل تقوده إلى استنتاج ( السبب الأعلى ) “الله”
وبناءً على ذلك ، يصبح الله ليس موضوعًا للعقل بشكل مباشر ، بل نتيجة استدلالية مبنية على تحليل آثار يمكن للعقل الوصول إليها.
لذا فالعلاقة ليست أن الله يبرر العقل حاشاه ،
بل على العكس تمامًا ، العقل حين يعمل على المعطيات المتاحة ، يبرر الإيمان بوجود الله .
كتب أحمد البياسي
الله ، العقل ، الإدراك
