الرأي العام والوعي .. فى قضية ياسين

 

بقلم: د. نجوى الأمير

في زمن أصبحت فيه الأصوات أكثر حضورًا، لم تعد قوة الرأي العام أمرًا مهمشاً أو قابلًا للتجاهل. لقد تحوّل إلى قوة ناعمة قادرة على زلزلة الثوابت، وتحريك ما ظُنّ أنه لن يتحرك.

الرأي العام ليس مجرد صدى لأحاديث الناس، بل هو نبض مجتمع بأكمله، ينبع من الوعي، والتجربة، والوجع أحيانًا. وعندما تتلاقى هذه العناصر حول قضية ما، تُخلق طاقة تغيير حقيقية، قادرة على فتح الملفات المُهملة، وكسر حاجز الصمت، حتى حول أكثر القضايا حساسية.

في كثير من الأحيان، لا يحتاج التغيير إلى ضجيج أو صراع مباشر، بل إلى وعي جمعي صادق، يقول كفى، ويُصرّ على أن تُسمَع الحقيقة. فحين تُصبح القضية قضية رأي عام، لا يعود بإمكان أحد أن يتجاهلها، مهما حاول.

لكن، الرأي العام ليس محصنًا دائمًا؛ قد يُشوَّه، يُستغل، أو يُوجَّه بطريقة تخدم أو تضر مصالح بعينها. وهنا تأتي أهمية الإعلام الحر، والصوت المستقل، والضمير الذي لا يُساوم، ليعيد للرأي العام بريقه ودوره النبيل.

إن مستقبل القضايا العادلة مرهون بقدرتنا على تبنيها بصدق، ونقلها إلى دائرة الضوء، لتُصبح مطلبًا مجتمعيًا لا يمكن التراجع عنه.

وختاماً لا توجد قضية مستحيلة إذا تبناها مجتمع حي ، ورفعها رأي عام نقي، يعرف جيدًا أين يقف، ولمن ينحاز.

Related posts

Leave a Comment