قد تبدو أمامك ولاول وهلة تلك السيدة طيبة القلب وكريمة وكأنها تحمل بين ضلعيها قلب حليما كريما يفيض بالحنان على كل من حولها، ولكنها في ذات الوقت اكتسبت مكر الثعالب، وبجلسة واحدة مع الشيطان ابتكرت أحدث الأفكار التي تمكنها من اصطياد ضحاياها من العجائز وكبار السن الذين ضعفت قواهم وأبصارهم .
وقامت هذه السيدة باتخاذ الأسواق مكانا للجلوس فيه، وبعين زائغة وشديدة الذكاء تبحث عن ضحية جديدة لها، وما أن ترى الضحية وهو تحمل الحقيبة تهرول مسرعة عليها وتعرض خدماتها لتحمل الحقيبة وتساعدها، وبقلب رقيق توافق الضحية على مساعدتها، وتصر وبإلحاح أن تقوم بتوصيلها إلى المنزل، وبالفعل تقوم بتوصيلها بالحقائب إلى باب البيت، ثم تنتظر يومين أو ثلاث ثم تتوجه بعد ذلك إلى منزلها بحجة الاطمئنان عليها ومساعدتها على تنظيف الشقة أو إعداد الطعام، وتكرر الزيارة مرة واثنان حتى تطمئن إليها .
وفي اليوم الموعود تقوم بإعداد كوب من الشاي وبمكر ودهاء تضع كمية من مخدر ألرجين وهو مضاد أيضا للحساسية، حتى تغيب الضحية عن وعيها، وفي لمح البصر تقوم بحمل ما يمكنها من المنزل وخاصة كل ما خف وزنة وغلا ثمنه وعلى الفور تخرج مسرعة .
ووردت تلك المعلومات إلى رئيس مباحث قسم شرطة حدائق القبة المقدم تامر فراج، وقامت المباحث بعمل التحريات اللازمة وتم تحضير كمين وألقي القبض وبمواجهتها اعترفت بارتكاب نحو 4 سرقات بهذا الأسلوب، واستولت على مبالغ مالية تقدر بنحو عشرون ألف جنيه، بخلاف المشغولات الذهبيةـ وباستدعاء الضحايا للأدلاء بشهاداتهم تعرفوا عليها، وتم إحالتها إلى النيابة لتتولى التحقيق.