بقلم/ الشريف الدكتور صبري السبكي
الاانتماء يُعرف الانتماء لغةً بأنه الانتساب إلى شيء ما، أمّا اصطلاحاً فهو الارتباط الحقيقي، والاتصال المباشر مع أمرٍ مُعيّن تختلف طبيعته بناءً على الطريقة التي يتعامل فيها الفرد معه، ويعرف أيضاً بأنه التمسك، والثقة بعنصر من عناصر البيئة المحيطة بالأفراد، والمحافظة على الارتباط به وجدانياً، وفكرياً، ومعنوياً، وواقعياً مما يدلّ على قوة الصلة التي تربط بين الفرد، والشيء الذي ينتمي له، سواءً أكان انتماؤه لوطنهِ، أو عائلتهِ، أو عمله، أو غيرهم. خصائص الانتماء يتميّز الانتماء بمجموعة من الخصائص الخاصة به، وهي: يعد شعوراً ثابتاً، بمعنى أن انتماء الإنسان لشيء ما يكون مباشراً، وكاملاً، وتاماً حتى يتحقق مفهوم الانتماء بشكل صحيح. يُعتبر عاملاً من عوامل بناء المجتمع؛ فعندما ينتمي الإنسان لمجتمعه يؤدي ذلك إلى تشجيعه للمحافظة عليه، والحرص على نموه، وازدهاره بشكل دائم. يقلل من انتشار الظواهر السلبية؛ إذ يساهم تعزيز الانتماء في نفوس الناس، إلى جعلهم يقدرون المكان الذي يوجدون فيه، مثل: بيئة العمل فإنّ انتماء الموظف لعمله يجعله يقوم بالمهام المطلوبة منه بشكل صحيح، وسليم، ويبعده عن التقصير في القيام بأي وظيفة مطلوبة منه. يساعد على تعزيز الروابط الاجتماعية؛ فعندما يتعلّق الانتماء بالبيئة المحيطة بالفرد، عندها سوف يحقّق كافة النشاطات، والأعمال التي تساهم في زيادة التعاطف بينه وبين الأفراد الآخرين، وخصوصاً عند الاعتماد على نشر المبادئ الأخلاقية، مثل: الكرم، والإيثار، وحُسن الجوار، وغيرها. أنواع الانتماء يقسم الانتماء إلى مجموعة من الأنواع التالية: الانتماء الوطني هو من أهم أنواع الانتماء، فعندما يحافظ الإنسان على انتمائه لوطنه، وأرضه يتمكن عندها من تحقيق مفهوم ومعنى الانتماء الذي يرتبط بتحقيق مفهوم المواطنة، والتي تشير إلى كافة المبادئ، والحقوق، والواجبات التي يتميز بها المواطن داخل الدولة التي يعيش فيها، ويعتبر جزءاً من أجزاء المجتمع البشري فيها، فيكون تعزيز الانتماء الوطني من خلال المحافظة على الوطن، والسعي إلى النهوض بكافة قطاعات العمل فيه، من أجل نموه، وتطوره.
الانتماء الديني هو من أنواع الانتماء المهمة، والتي ترتبط بانتماء الإنسان إلى الدين من خلال المعرفة الشاملة، والكافية بقواعدهِ، وأحكامه، والمبادئ الخاصة بهِ، والحرص على تطبيقها تطبيقاً صحيحاً، وسليماً ممّا يؤدّي إلى عكس صورةٍ إيجابية عن الإنسان، وهذا ما يدعو له الإسلام الذي يعتمد على احترام حقوق كافة الناس من الديانات الأخرى، فيحرِص على تطبيق التعايش، والتفاهم بين كافة مكونات المجتمع الواحد. الانتماء الفكري هو الانتماء الذي يرتبط بالتقيد بفكرة ما، أو بمجموعة من الأفكار ضمن إطار معين، ويسعى الإنسان الذي ينتمي فكرياً لشيء ما إلى إثبات مصداقية، وصحة هذه الفكرة بالاعتماد على كافة الأسباب، والعوامل، والظروف التي أدت إلى حدوثها، ومن الأمثلة على الانتماء الفكري: الانتماء إلى تيار سياسي ما، أو فلسفة أدبية معينة.