كتب _رياض عوّاد
قال البابا تواضروس ان محبته للجغرافية دفعته الى ان يطلع ويعرف الكويت عن قرب من خلال مجلة العربي وهي من احدى الدوريات الرائدة في الوطن العربي حيث كنت اتابعها في سن مبكر واقرأها بتعمق وكنت اذاكرها خاصة في بعض الاستطلاعات والأبحاث ومكثت فترة طويلة اتابع سلسلة عالم المعرفة وعالم الفكر والتراث الثقافي الذي كانت تطرحة هذه الثلاثة للناطقين باللغة العربية على مستوى العالم
واشكر الكويت وصاحب السمو على ترحيبه وعلى انسانيته وسمو ولي العهد ورئيس مجلس الامة وكل المسؤولين الذين التقيتهم
س: كيف ترى الأوضاع في مصر خاصة محاولات الإرهاب التي تسعى الى تفكيك النسيج المصري؟
ج: للإنسان في الوضع الطبيعة ان يكون صحيحا وتأتي فترات من المرض وقد يمتد ولكن الأساس هو الصحة والاستثناء هو المرض وما نراه حاليا في مصر هو الاستثناء ولن ويدون والطبيعة المصرية تشهد بذلك بتاريخها الطوير وثبت بان مثل هذا العنف لن يستمر ولن تتقبلها الطبيعة المصرية بنسيجها الوطني مسيحين ومسلمين لذلك ما يحدث حاليا هو صورة استثنائية ستزول قريبا متى ما شاء الله .
وفيما يتعلق بما يقال عن اعداد منهج للمواطنة في مصر يقوم على مبادئ التحبة والتسامح والمواطنة حسب ما اعلن انه نتاج تعاون بين وزارة الأوقاف وقداستكم قال البابا تواضروس هناك منهج اهتمت به وزارة التربية والتعليم المصرية وهو خاص بالمواطنة والأخلاق ويضم في بعض فصولة امو تتعلق بالإسلام وأخرى بالمسيحية وقد شاركت في هذا المنهج وهو احدى الوسائل التي يمكن ان تواجه الفكر المتطرف الذي تتأثر به حاليا وارجوا ان يأخذ مجاله على ارض الواقع من التطبيق.
وقال انه زار مركز جابر الأحمد الثقافي واطلع على الأنشطة الثقافية التي يقدمها وهى تتشابه بالانشطة التي نقدمها في الكنيسة من خلال اسقفية الشباب ونتمنى ان يكون هناك تعاون ثقافي متبادل بين البلدين بما يصب في مصلحة الأجيال الحالية والمستقبلية.
وردا على سؤال حو اذ ما كانت هناك ضرورة لتجديد الخطاب الأخلاقي بالتنسيق ما بين الازهر والكنيسة اسوة بتجديد الخطاب الديني قال البابا ان الاخلاق لا تتجدد وانما يوجد اهتمام بالاخلاق والمبادئ الإنسانية وهو ما يحاول الازهر ان يوجده واكد ان التعليم الكنسي له دورة سنوية لذلك فان ما يقال في الكويت يقال في كل دولة في العالم لذا يمكن القول ان هناك نوع من الثبات في الخطاب الديني المسيحي ويوجد هناك بيت العائلة وهي مؤسسة نحاول من خلالها الوصول الى المناهج الوسطية الني نحمي بها الشباب من الأفكار المتطرفة.
وفيما يتعلق باستقبال بابا الفاتيكان والاستدعدات لذلك ومخزى وأسباب الزيارة قال ان مصر تستعد لاستقبال قداسة البابا فرنسيس وقد قمت بزيارته بعد تجلسي ب 3 شهور كما ان فخامة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي زار الفاتيكان وقدم دعوة للبابا وبالتالي فالزيارة تلبية لهذه الدعوة وهي زيارة مكثفة تحت شعار “بابا السلام يزور مصر السلام” كما ان البابا فرنسيس اصدر مؤخرا رسالة عبر وسائل التواصل الاجتماعي فيها معاني طيبة نحو مصر وأهلها.
مشيرا الى ان الباب فرنسيس له مكانة رفيعة دوليا ويتكلم دائما عن السلام وزرع السلام كما هو معرف ان منطقة الشرق الأوسط فيها بعض الصراعات والإرهاب
وحرصة وتأكيده على زيارة مصر رغم ما حدث مؤخرا من أعمال إرهابية هو شهادة لمصر وشعبها،
فالحوادث التي تحدث لا يقصد بها الأقباط في مصر وإنما ” قلب ” مصر وضرب وحدتها.
والحوادث الإرهابية لم توجه إلى أقباط مصر أيضا وإنما استهدف الجيش والشرطة والقضاء والمؤسسات إلا انه لن تؤثر فيها وان كنا نتألم وننزعج
وفيما يتعلق اذا ما كانت المؤسسات الأمنية تتحمل أي قصور قال ان أنها تقوم بدورها كاملا ولا يوجد اي تقصير.
مؤكد ان الوحدة المصرية مستمرة منذ 14 قرن وليست حديثة العهد
وعما اذا كان مسيحيوا الشرق الأوسط يدفعون فاتورة التغيرات السياسية مثلما يحدث في العراق وسوريا وغيرها والى جانب ما يحدث في مصر من تهجير للاقباط ، قال مصر بلد كبير ولها تاريخ غني وحضارة راسخة وان ما حدث في سيناء ليس تهجيرا وانما انتقال من منطقة يوجد بها خطر الى منطقة أخرى امنه لحين زوال هذا الخطر مثلما حدث حدث اثناء الحرب مع سكان مدن القناة ،وهذا لا يقارن بما يحدث في العراق او سوريا، لافتا الى ان مصر تحوي اكثر من 5 الاف قرية وما يحدث في قرية واحدة لا تعتبر تعميم وانما حالات فردية او ااستثنائية، مشيرا الى ان الاعلام في كثير من الأحيان يضخم الأمور .
وعن أسباب تنامي الإرهاب وإذ ما كانت المؤسسة المعنية هي المقصرة ام انه تراجع لدور الاسرة خاصة انه يتستر بالدين ، قال ان أي انسان يتشكل فكريا من 5 مصادر هي الاسرة والمدرسة والمؤسسة الدينية والأصدقاء وأخيرا الاعلام بالترتيب ولكن ما يحدث حاليا هو قلب المعادلة الانسان يتأثر حاليا بالاعلام أولا ثم الأصدقاء ووالمؤسسة الدينية والمدرسة وأخيرا الاسرة وبالتالي فان تراجع دور الاسرة ادي الى تنامي العنف فاي إرهابي له اب وام ونشأ في مدرسة وتردد على مسجد او كنيسة وبالتالي تأثر بكل ذلك وشكل شخصيتة لذلك فان الإصلاح العام يتوقف على اصلاح جميع هذه المؤسسات حتى نخرج بالنتيجة المطلوبة.
وعن عمل الكنيسة في السياسة ولا سيما يوم 300 يونيو، اكد البابا ان الكنيسة لا تعمل بالسياسة وان ما حدث يوم 30 يونيو هو ثورة شعب والاقباط جزء من الشعب المصري ومن حقه المشاركة وابداء الرأي
شبه مصر بالمعبد القائم على عدة أعمدة لا يمكن الاستغناء عن عمود منها والا انهار المعبد والكنيسة والازهر والجيش والقضاء وغيرها أعمدة هذا المعبد، مؤكدا ان الكنيسة وطنية منذ ان أسسها القديس مارمرقس منتصف القرن الأول الميلادي وحتى الان والى المنتهى.
وحول انطباعه عن دولة الكويت خلال هذه الزيارة قال لاحظة الطبية والإنسانية والاهتمام بالثقافة ولمست مدى الدق في التحدث وهذا اكثر من رائع، إضافة الى التسامح وقبول الاخر بدليل ان الكويت تحتضن اكثر من 100 جنسية وهذا يساهم في التنوع الفكري ونبذ التطرف.
وقال ان شيخ الازهر اتصل به بعد حادس الكنيستين بساعة واعرب عن حزنه ومواساته الا ان الكنيسة لم تستقبل مهنئين او معزين بعد العيد واكتفت بزيارة المصابين.
وعن تهجير المسيحين في الدول العربية وعدم قبول بعض الطبقات الشعبية للمسيحين وعدم تقبلهم قال البابا هذه المنطقة نشأت عليها الأديان واراد الله ان توجد في هذه المنطقة لنوع من الثراء والغنى لذلك لا يمكن ان نتخيل منطقة الشرق الأوسط بدون المسيحيين فهذا فيه خطورة شديدة حتى على الوجود الإسلامي ولابد ان نكون واعين لهذا الخطر فالوجود الإسلامي يسند الوجود المسيحي والعكس ، فالوجود المسيحي له جذور متأصلة في كل الدول العربية والمسيحية ليست وافدة في الشرق الأوسط حتى في جزيرة فيلكا وجدوا اثار لكنائس قديمة، مضيفا ان لك ليس مسؤولية الكنيسة وانما مسؤولية الدول فلابد ان تحوي كل كتاب مقدس كما تحوى القران الكريم.
واكد ان النازحين من سيناء قدمت لهم الدولة كل الخدمات الصحية والتعليمية والسكنية لحين انتهاء هذه الازمة.
في سؤال عن رد الكنيسة عن مهاجمة اقس مرقس عزيز في امريكا الرئيس السيسي أوضح ان الكنيسة قامت باقاف هذا القس ولم يعد علة قوة الكنيسة.
وردا عن سؤال حول الرسالة التي يوجهها الى من يحاولون ربط الإرهاب بالدين الإسلامي قال ان هؤلاء يعلنون انهم يتبعون الإسلام بفهمهم الخاطي وهم يشوهون صورة الإسلام ، لابد ان يكون هناك وقفة لهذا التشهويه للاسلام وهذا مسوؤلية المؤسسات الإسلامية لتصحيح هذه الصورة فاثر هذه الأفعال تطال كل المجتمع وليس الاقباط فقط.
ينبغي ان تجتمع الدول وتضع حلول جريئة لمواجهة هذا الإرهاب حتى لا يرتبط الإسلام بالإرهاب رغم ان الحقيقة والواقع اننا نتعايش معا في سلام بعيدا عن هؤلاء.
كل المسؤولين الذين زرتهم في الكويت بدون استثناء قدموا لي واجب العزاء في شهداء الحادث الإرهاب الذي طال كنيستين خلال احتفالات العيد .
وعن تعليم الجيل الجديد قال لابد ان نستخدم نفس اسلوبهم حتى نصل اليهم ونبتعد عن الأساليب واللغة القديمة، لاسيما انهم يعانون تسائلات عنيفة حول الالحاد مع ظهور العديد من المشاكل الاسرية
وقال ان الكنيسة اوفت بوعود بترميم الكنائس بل اكثر من ذلك وسمحت بإقامة كنائس جديدة منوها بقانون بناء الكنائس منذ اكثر من 160 عاما مشيرا الى هذا القانون بحد ذاته يعد انجاز كبير.
وحول شعورة وفيما كان يفكر حين سمع خبر تفجير كنيسة مارجرس وقت ترأسة الصلاة في الكنيسة المرقسية، قال اننا كنا بدأنا ما يسمى بصلاة الجناز خلعت السترة الملونة وشعرت حينها بحزن والم شديد وتوجهت الى الله .
وفي سؤال حول قراءتك لمستقبل الوطن العربي
ان تسمية الربيع العربي كانت تسمية كاذبة وكان الهدف ان تعم الفوضى المنطقة العربية ولكن الله انقذ مصر عام 2013 ، ولكنها طالت العراق وسوريا واليمن وليبيا ولكن مصر هي التي تستطيع المساهمة في انقاذ هذه الدول وهذا يعطينا رجاء في المستقبل
واكد الأمور سوف تعود الى طبيعتها فالحياة دائما تغلب الموت وأتمنى ان من بيدهم الأرض لا يرضون بان تكون بالدنا بهذه الصورة