متابعة نجوي رجب
عبر الدكتور أسامة قابيل، من علماء الأزهر الشريف، عن استيائه الشديد من القصص المرعية التي تناولتها الطبيبة وسام شعيب، أخصائية أمراض النساء والتوليد، حول الزواج المبكر واختلاط الأنساب، جرائم الزنا وكذلك زنا المحارم، فى المجتمع، قائلا: “هذه الجرائم لا تمثل مجرد أفعال شاذة بل هي انتهاك سافر للكرامة الإنسانية”.
أوضح العالم الأزهري، فى تصريحات له، أن ما نراه من مشاكل اجتماعية مثل الزواج المبكر واختلاط الأنساب، بالإضافة إلى الظروف الصعبة التي يعيشها البعض، هي حالات مؤلمة تحتاج إلى معالجة جذرية، لافتا الإسلام جعل حفظ الأعراض من أعظم مقاصده، وإن زنا المحارم، يُعد من أفظع الكبائر التي حرّمها الله، وهي جريمة تطال أعظم روابط الإنسان في الحياة، وهي العلاقة الأسرية، وبالتالى لا يجوز لأي إنسان أن يعتدي على جسد أو شرف أحد من محارمه، سواء كان هذا الاعتداء ماديًا أو معنويًا.
واستشهد بقول الله تعالى: “وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا”، (الإسراء: 32)، مؤكدًا أن هذا التحذير يشمل جميع أشكال الفواحش، ومنها الزنا والخيانة الزوجية وأشدها زنا المحارم.
وأضاف: “من أكبر الجرائم في نظر الشريعة الإسلامية هي تلك التي تمس شرف وكرامة الإنسان في أقرب العلاقات بين الناس، كالعلاقة بين الأب وابنته، أو الأخ وأخته، وهنا تظهر فداحة الجريمة وحجم التأثير النفسي والاجتماعي على الضحية”.
من جانب آخر، أكد أنه لا يمكن تجاهل الآثار الاجتماعية، لهذه الجرائم، التي لا تقتصر على الضحايا فحسب، بل تمتد إلى المجتمع ككل، فمثل هذه الأفعال تزعزع الثقة بين أفراد الأسرة والمجتمع، وتؤدي إلى تدمير النسيج الاجتماعي، الذي يعتمد على الثقة والاحترام المتبادل بين الأفراد.
دعا د. أسامة قابيل، إلى ضرورة الرجوع إلى تعاليم الدين، التي تأمر بالاحتشام، والابتعاد عن الفواحش، مشيرًا إلى أن مثل هذه الجرائم يجب أن تُعامل كحالات اجتماعية شديدة الخطورة تحتاج إلى تدخلات عاجلة من جميع شرائح المجتمع، من علماء ودعاة وقانونيين وأطباء، للعمل معًا لمكافحة هذه الحالات الخطيرة.
واختتم: ” “من أجل ضمان مستقبل أفضل لأبنائنا، يجب على الأمهات والآباء أن يتبعوا تربية صحيحة منذ الصغر، والتي تركز على غرس القيم والمبادئ السليمة في نفوسهم، كما أن المراقبة المستمرة لسلوكيات الأولاد أمر بالغ الأهمية في هذه الفترة، فبمتابعة الوالدين الدقيقة لأبنائهم، يمكنهم توجيههم بشكل صحيح وحمايتهم من أي مخاطر قد تهدد مستقبلهم”.