أساليب وطرق تهيئة الطفل للعام الدراسي الجديد


بقلم : دكتور أحمد محمد عبد الحميد

لا شك في أن تقبُّل الطفل للعودة إلى المدرسة والروتين الدراسي والاستيقاظ مبكراً أمراً ليس سهلاً، إذ يبدأ الأطفال بالتذمر وإحداث الفوضى لعدم تقبل فكرة انتهاء العطلة الصيفية المليئة بالأوقات الترفيهية الممتعة.
لذا مع اقتراب موعد الدراسة يجب تهيئة الطفل نفسياً حتى يستقبل موسم الدراسة بجدٍ ونشاط، وهناك بعض الأفكار لتهيئة الأطفال لموسم العودة إلى المدارس.

تنظيم أوقات النوم
يتساهل الأهالي في موضوع وقت النوم فترة الإجازة الصيفية، حيث يسمح معظمهم للأطفال بالبقاء مستيقظين لوقت أطول، وتكثر عندئذٍ الرحلات العائلية والزيارات والمناسبات، وعادةً ما يكون معظمها في فترة المساء، لذا يتعين على الأهالي تنظيم أوقات نوم أطفالهم قبل فترة لا تقل عن أسبوع، فمن الممكن إيقاظ الطفل في وقت مبكر عن موعد استيقاظه في فترة الصيف واصطحابه مباشرة للخارج لممارسة نشاط معين، وإلهائه حتى موعد نومه المبكر.


نصائح مهمة لتنظيم أوقات نوم الطفل لتهيئته للمدرسة:

لا تجعل النوم مبكراً يبدو كعقاب
إيقاظ الطفل بشكل تدريجي؛ أي يمكن إضافة ساعة كل يوم حتى الوصول للوقت المطلوب
يجب أن يحصل الطفل على قسطٍ كافٍ من النوم لإيقاظه مبكراً في اليوم التالي، وعكس ذلك ستلاحظ تحوله إلى طفل عصبي كردّ فعل على انزعاجه
التخفيف من أنواع الأطعمة التي قد تُبقي الطفل نشطاً ومستيقظاً ووضع مواعيد ثابت لتحديد وقت النوم

اصطحاب طفلك وزيارة المدرسة

حاول أن تأخذ طفلك في زيارة إلى مدرسته قبل اليوم الأول من الدراسة، إذا كان ذلك ممكناً. اقضيا وقتاً معاً في اللعب في ساحة المدرسة، واستكشاف الصفوف الدراسية. بهذه الطريقة، ستصبح المدرسة مكاناً مألوفاً لطفلك عندما يبدأ يومه الأول هناك.

الهدف من اصطحاب الطفل إلى المدرسة قبل اليوم الأول هو جعله يشعر بالراحة والألفة مع المكان الجديد، فعندما يتعرف الطفل على المدرسة مسبقاً، ويلعب في ساحتها ويستكشف الصفوف، فإنه سيشعر بثقة أكبر في يومه الأول. هذا يخفف حدة التوتر والقلق الذي قد يشعر به الطفل عند الدخول إلى بيئة جديدة وغير مألوفة.

الحديث مع الطفل عن اقتراب موعد المدرسة

يُعد الحوار مع الطفل من أهم الوسائل التي تؤثر في الطفل بشكل إيجابي خلال فترة قصيرة، لذا على الأهل التطرق للحديث معه بشكلٍ ممتع عن اقتراب موعد المدرسة، وتذكيره بالأنشطة الممتعة التي تقام فيها والرحلات المدرسية، حتى يتحمس الطفل، ويعد الأيام حتى يوم بدء المدرسة.

قد يساعدك الحوار على اكتشاف خلل أو مشكلة ما قد عاناها الطفل في العام الدراسي السابق، نذكر منها التنمّر بين الأطفال في المدرسة على سبيل المثال، وتُعد هذه فرصة مثالية للأهل، حتى يتم حلّها والتواصل مع المدرسة إن لزم الأمر قبل بدء العام الدراسي.

العب لعبة المدرسة مع طفلك في المنزل

العب لعبة المدرسة مع طفلك في المنزل باستخدام أسلوب تمثيل الأدوار، حيث يمكن أن تساعد هذه اللعبة على التكيف مع فكرة الانضمام إلى مرحلة ما قبل المدرسة. تناوبا في أداء أدوار مختلفة؛ مثل: وقت قراءة القصص وإنشاد الأغاني ووقت القيلولة. يمكنك أيضاً تبديل الأدوار، بحيث يتولى طفلك دور المعلم أو المعلمة، هذا سيجعله يرى المدرسة كمكان ممتع، مما يقلل من قلقه في اليوم الأول.

تحدث عن تجربتك في المدرسة مع طفلك

شارك طفلك بقصة من تجربتك الشخصية حول اليوم الأول لك في المدرسة، وتحدث عن مشاعرك في ذلك الوقت والذكريات الجميلة التي كونتها. إذا أمكن، اعثر على صور لك عندما كنت في مرحلة المدرسة أو صور لأشخاص بالغين يثق بهم طفلك، وتحدثا عنهم معاً.

تجهيز ركن الدراسة

من المهم تخصيص ركن في مكان هادئ لدراسة الطفل
تتنوع الأنشطة والفعاليات الخاصة بالأطفال، فمن الممكن أن تمر أوقاته مرور الكرام وبطريقة مملة، أو من الممكن جعل حياة الطفل ثرية بالفعاليات؛ مما يعزز الطاقة الإيجابية فيه. يُعد تجهيز ركن الدراسة من أفضل الأنشطة التي ستجعل الطفل يترقب بدء عامه الدراسي، لكن يجب مراعاة أن يكون هذا الركن ملوناً ومحبباً للطفل، والأهم من ذلك أن يكون بموقع بعيد عن الضجيج والإلهاء والفوضى، لمساعدته على التركيز خاصة خلال الأسابيع الأولى لبدء العام الدراسي الجديد.

استمع إلى طفل

استمع إلى طفلك واسأله عن مشاعره تجاه الالتحاق بالمدرسة، وطمّأنه بأن من الطبيعي أن يشعر بالحماس أو القلق أو أي مشاعر أخرى. أوضح له أن بدء شيء جديد قد يكون مخيفاً، لكنه أيضاً يمكن أن يكون مليئاً بالمرح! أكّد له بأنك ستكون هناك لاصطحابه إلى المنزل في نهاية اليوم، واشرح له كيف سيكون الروتين اليومي.

السماح للطفل باختيار الأدوات المدرسية الخاصة به
حقيبة وكتب وأقلام
من الجيد أن يختار الطفل حقيبة المدرسة بنقسه
قد يكون الأمر بسيطاً جداً، لكنه يؤدي دوراً هاماً في تهيئة الطفل للمدرسة نفسياً، ألا وهو ترك الطفل يختار الأدوات المدرسية الخاصة به، حيث يساعد هذا الأمر على زيادة حماسه لأول يوم مدرسي، بالإضافة إلى غرس شعور المسؤولية فيه؛ ومن هذه الأدوات: حافظات الأقلام وصناديق الغداء والشنط وعبوات المياه وما إلى ذلك.

البُعد عن المقارنات

كثيراً ما يضع أولياء الأمور أبناءهم أمام مقارناتٍ كثيرةٍ مع إخوتهم وأقاربهم وجيرانهم؛ لذا يشعر الأبناء بأنهم لا يصلحون لعمل أي شيء، كما يتسلل لهم شعور النقص والقلة بين باقي الأفراد. من الممكن أن تتسبب المقارنات في إضعاف شخصيتهم، لذلك احرص على مراعاة نفسية أطفالك وازرع داخل صدورهم القوة والثقة بدل الخوف والضعف

Related posts

Leave a Comment