كتب-محمود ابومسلم..
الجمهوريه اليوم تجري حوار مع الدكتور نبيل السيد سليمان وشهرته “نبيل سليمان ” الأمين العام المساعد لهيئة مكتب سفراء السلام والشباب بمصر مستشار أسري وتربوي مدرب تحفيزي عن الأسباب التي يتعرض لها المجتمع ومأمرات لهدم المجتمع
ويعلق « سليمان » قائلا إذا أردت أن تهدم حضارة احتقر معلما وهمش عالما وأذل طبيبا وأظهر التّافهين بمظهر المبدعين .
ويضف الدكتور نبيل سليمان أن أحد المستشرقين يقول إذا أردت أن تهدم حضارة أمّة فهناك وسائل ثلاث: اهدم الأسرة والتعليم وأسقط القدوات والمرجعيات. بالطبع، إن هذه الأسباب تكاد تكون كافية لهدم حضارة أمّة، ولكني سأضيف إذا أردت أن تهدم أمة بكاملها انشر بها الشائعات، اجعل شعبها مشتتاً لا يدري أين تكمن الحقيقة. فمن أخبث ما يدبر الآن للإيقاع بالكثير من الدول العربية، هو وضع الدول العربية فريسة لشائعات ترسخ كذباً يسيطر على حياة شعبها وعلى عقولهم بشكل كبير، فالشائعات تعد واحدة من أخطر الوسائل التي يتم استخدامها، سواء من قبل الغرب أو من متطرفي الدين، أو حتى من معدومي الوعي والثقافة، من أجل إثارة الفتنة بينهم وإلهائهم عن الحقيقة، والفتك بدولنا العربية. هل سألنا أنفسنا يوماً كم مرة تسببت الشائعات في بث نار الفتنة بيننا سواء داخل الدولة نفسها أو في ما بين الدول العربية؟
وكم مرة هدمت وخربت مجتمعات، وأهدرت أموالاً، وأسقطت اقتصاد دول؟
كم من ثورة قامت بسبب شائعة ليس لها أي أساس من الصحة، كم حطمت من أخلاقيات ومبادئ شعب؟ بالطبع، ستكون الإجابات كثيرة
وفي ظل التطور التكنولوجي الذي يشهده عصرنا اليوم، أصبحت السوشيال ميديا من أخطر الوسائل التي تستخدم في ترويج الشائعات نظراً لسهولة استخدامها ووصولها إلى أكبر عدد ممكن من الأشخاص؛ فعلى سبيل المثال، إذا انتشر خبر أو فيديو من شخص مجهول يقول “تطاولَ أحد المسلمين على ديانة الأخوة المسيحين” (أو العكس) بالسباب أو الانتقاد، نجد الكثير من الشباب يشاركون الخبر على صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بهم، ويشتم كل جانب الآخر، وتشيع الفتنة الطائفية، من دون التأكد من مصدر الخبر وهويته، هل هو شخص أو مؤسسة أو موقع إخباري فمن الممكن أن يكون ذلك الشخص منتمياً إلى إحدى الجماعات الإرهابية ويريد تدليس الكذب على أنه حقيقة من أجل تفرقة أبناء الوطن، ولو كان مصدر الخبر موقعاً إخبارياً أو صحيفة ما، فيجب على كل مواطن واع البحث والتدقيق، وأن يسأل نفسه هل هذا الموقع أو تلك الصحيفة جديرة بالثقة أم لا؟
مثال آخر إذا قرأنا خبراً يقول رفع سعر رغيف العيش، حين ذاك نجد الكثير من المواطنين ممن لديهم القدرة على إقامة ثورة لمجرد خبر لم يتأكدوا من صحته، يثورون؛ حتى ولو كان الخبر صحيحاً، فهم لم يحاولوا معرفة أسباب أو دوافع رفع السعر في الحقيقة، إننا شغلنا أنفسنا بالشائعات وتركنا الحقائق صوبنا اهتمامنا على الظاهر وتركنا الجوهر، غيبنا عقولنا، ووضعنا أنفسنا في يد من يقودنا إلى ما يريد وليس إلى ما نريد نحن، وكل هذا بكامل إرادتنا.