بقلم
د يسري الشرقاوي
مستشار الاستثمار الدولي
رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الافارقة
◾️حقيقة لو كنت متابع لصفحات السوشيال في بلادي .. وكنت معتدلاً وتحمل في صدرك وطنية وحب دون مزايدة .. وتتمني أن ترى وطنك في أفضل الأحوال .. تجد نفسك في كل قضية عامة أمام تياران متطرفان .. وتشعر بالإختلاف وربما في بعض الأوقات تشعر بالخوف على الوطن لأننا لن نلتقي في نقطة وعي يمكن ان ننطلق من خلالها ونتحد جميعاً من أجل هذا الوطن ونكتشف اننا في عالم الشعارات والوهم والمزايدة والمغالاة اكتر من الحقيقة من خلال تيارين.
◾️◾️فالتيار الأول : ، هو تيار اللجان الإلكترونية وكتائب كارهي الوطن والمأجورين منهم الخلايا النائمة ومنهم الخلايا النشطة اليقظة المرتبة والمنظمة من التابعين للتنظيم الإرهابي الدولي ” الإخوان المسلمين سابقا” وهؤلاء لا هم لهم إلاّ خراب ودمار مصر واشتعالها والقفز على السلطة وتحويل البلاد لساحة من الخراب والتناحر إلى قيام الساعة، وتجارب دول الجوار العديدة تؤكد ذلك ، وهذا مخطط ماسوني دولي عالمي ولن يعودوا أو يتراجعوا عن مخططهم فهذه فلسفة قد تحولت إلى عقيدة.
◾️◾️التيار الثاني: ، وهو تيار ايضاً مكوّن من فرق من كتائب في اللجان الإلكترونية ، يلبسون رداء الوطنية و يطلقون على أنفسهم البلوجرز المدافعين عن الوطن والدولة ولديهم صكوك الدفاع دون غيرهم ، و منهم من يعطيك بالايحاء اللفظي او النصي أو المرئي أو نشر دعوة له في مؤتمر موّسع للدولة أو مهرجان بأنه على علاقة وثيقة بكل خفايا وخبايا ومقاليد الأسرار وان هذا الموقع “ناشط الكتروني ” موالي بات هدفاً ومنصب وطريق للوصولية ، وهنا تجد هؤلاء أيضا مدافعون عن كل الأخطاء ولا يعترفون إطلاقا ً بأن ثمة خطأ أُرتكب في أي موضوع او ملف وان الدولة وكل ما يحدث فيها خال تماما من الأخطاء وان الإدارة كلها ملائكة بأجنحة وأن مصر هي أفضل من يخطط ويدبر ويستخدم لفظ ” العالم” كله غلاء والعالم كله مشاكل والعالم كله دمار وباستفزاز شديد يرسلون رسالة ” احمدوا ربنا على ما انتم فيه وانه ليس في الإمكان افضل مما كان ” وعشرات الاستفزاز دفاعاً في الحق والباطل، وعقد مقارنات منقوصة عن الاسعار في الداخل والخارج ..وحقيقة الأمر ان هؤلاء اكثر ضررا على الدولة واستقرارها من التيار الأول.
◾️◾️حقيقة الأمر ،،، ان التيار الاول له مصطلحاته وصوره وبوسترات وبرودكاستات وفيديوهات وطرق باتت مقززة وان التيار الثاني اصبح مستفزاً فاقداً للمصداقية ،ولديه ايضاً مصطلحاته وطرقه وادواته التقليدية ففي اي قضية تجد كل منهم ليس لديه اي هدف سوى خلق مبرر لخطأ إداري دونما الإعتراف او إعادة التوجيه أو النقد البناء.
◾️◾️مما سبق ،، فالتيار الأول يتهم اي احد في المجتمع بأنه مطبلاتي أو دولجي والتيار الثاني يتهم اي احد يتحدث حتى بوطنية وبحب بأنه “اخوان” او معارض او يستعد لقلب نظام الحكم طالما انه تجرأ وتحدث عن خطأ واضح بيّن وطرح معه الحلول ،، وبهذا يصبح مربع الوعي اجوف تماما ، والانجراف والانحراف يزداد والفساد يرعرع لأن أدوات النقد المعقمة القوية المحترفة باتت مستبعدة وان اصحاب الوطنية المعتدلة المحبون الحقيقيون باتوا في مرمي النيران ، مهاجمون ومتهمون من التيارين المتطرفان ،، وهنا يزداد سعر الوقود ، يرتفع التضخم ، يزداد عجز الموازنة ، ترتفع الديون الخارجية ، يزداد ذوبان الطبقة المتوسطة ، تزداد معاناة الناس يختفي التعليم ، تنهار صحة المواطن ..دا كله مش مهم عند التيار الثاني ” المهم انه يبحث عن اي اساليب ملتوية يبرر فيها ما يكتبه بصيغة مميزة دفاعاً في الحق والباطل ،، وعلي الجانب الاخر تنهار الدولة وتحارب جيوسياسيا وتهدد ويهدد شعبها وامنها واستقرارها دا مش مهم لدى التيار الأول المهم عنده تكسير وضرب وتفتيت الشعب بعيداً عن قيادته..
◾️◾️والشعب الحقيقي الوطني المعتدل المهموم والمكلوم والذي يصارع الذي لديه كل شئ ويتأثر بكل شئ ويتحمل كل شئ يمثل ٩٠٪ والتياران يمثلان ١٠٪ فقط ،، لكن القاعدة العريضة التي تمثل ٩٠٪ تقف صامتة مكتئبة مشمئزة تارة يحدوها الأمل في غدٍ مشرق وتارة تفقد الأمل في كل شئ وتصاب بالاحباط من كل شئ .. ويزداد على وجوههم الرعب من الغد ، والقلق والخوف على الوطن يتزايد في صدورهم ،، والتياران المتسببان في دمار الوعي كلاً منهم له أجندته الخاصة واهدافه وهذه هي اصعب معضلة تواجه القطر المصري الوطن الغالي في علاج اي قضية تواجهه بمنتهى الحيادية والموضوعية..