كتب/سمرسمير.
صلاح السعدني وعادل إمام وسعيد صالح، أصدقاء العمر الذين جمعهم حب الفن، إذ ذهب الزعيم إلى السينما وتألق عبر العديد من الأفلام المميزة وبات نجم الشباك، فيما اختار سلطان الضحك المسرح وقدم على خشبته عدة مسرحيات مهمة، لكن الصديق الثالث ظل حائرًا فترة يبحث عن دور يميزه، وطريق مختلف يسلكه، حتى وجد ضالته في الدراما التلفزيوينة التي صنع من خلالها اسمه وشهرته.
الفنان الراحل الذي قال في تصريحات سابقة إنه ينتمي إلى الطبقة المتوسطة، عرف أن جمهور الأسرة هو الملاذ الذي يجب أن يذهب إليه، وبالفعل أحسن الجمهور استقباله، وبات أحد أبرز نجوم الدراما التلفزيوينة، خصوصًا أنه استمد من الواقع مرجعًا لتجسيد شخصياته، وأبرزها دور سليمان غانم في “ليالي الحلمية” بأجزائه الخمسة، واشتهر بلقب “العمدة” بسبب شخصيته بالمسلسل، إذ استمد بعض تفاصيل الشخصية من جده الشيخ معوض، الذي كان له تأثير كبير لكن داخل محيطه الاجتماعي وبيئته، ليمتد ذلك التأثير مع شخصية سليمان غانم في جميع أنحاء الوطن العربي، مغادرًا رقعته الصغيرة إلى مساحة أوسع.
ويبدو أنه مثلما اختار صلاح السعدني الدراما التلفزيونية، ذهبت إليه الأخيرة طواعية ومليئة بالثقة بأنه سيصنع الفارق في تاريخ الدراما المصرية، إذ شاء القدر أن تذهب إليه شخصية “حسن النعماني” في مسلسل “أرابيسك، الدور الذي سبقه إليه في الترشيح النجم الراحل أحمد زكي، لكنه في هذا الوقت كان مشغولا بتصوير فيلم “ناصر 56” وطلب مهلة من الوقت حتى يستطيع التفرغ للمسلسل، الأمر الذي رفضه المؤلف أسامة أنور عكاشة نظرًا لارتباطه بالعرض الرمضاني.
كما أن عادل إمام رشح أيضًا للعمل حسبما يقول المخرج جمال عبد الحميد في لقاء تليفزيوني، لكن الزعيم طلب إجراء بعض التعديلات على سيناريو العمل، ولم يتفق في النهاية مع صناعه، ليتم ترشيح محمود عبد العزيز الذي اعتذر بعد ذلك لظروف خاصة، ثم ذهب الدور إلى يحيى الفخراني ونور الشريف، وكان الاثنان وقتها مشغولين أيضًا.
وفي النهاية ذهب دور “حسن أرابيسك” إلى صلاح السعدني، الذي بذل مجهودا كبيرا من أجل التحضير للشخصية وذهب إلى منطقة خان الخليلي ليقابل أحد أشهر صانعي الأرابيسك علي حمامة، ويتعرف على كل ما يتعلق بالمهنة ومصطلحات الصناعية وكيفية تصرف وطريقة كلام “الكوماندا” أو أسطى الأرابيسك الكبير.