علي باشا مبارك ١٨٢٢ _ ١٨٩٣م اقترن اسمه في تاريخ مصر الحديث بالجانب العملي للنهضة والعمران وتعددت إسهاماته فيها
⬅️المولد والنشأة:ولد علي مبارك في قرية برمبال الجديدة والتابعة لمركز منية النصر حاليا و التي كانت تتبع حين ذاك مركز دكرنس محافظة الدقهلية سنة١٢٣٩هـ _١٨٢٣م ونشأ في أسرة كريمة عندما ولد علي مبارك فرح أهل القرية كلها بمولده مجاملة لأبيه ولأمه التي لم تلد من قبله سوى الإناث وتعلم مبادئ القراءة والكتابة ودفعه ذكاؤه الحاد وطموحه الشديد ورغبته العارمة في التعلم إلى الخروج من بلدته ليلتحق بمدرسة الجهادية بالقصر العيني سنة١٢٥١ هـ _١٨٣٥م وهو في الثانية عشرة من عمره وكانت المدرسة داخلية يحكمها النظام العسكري الصارم وبعد عام ألغيت مدرسة الجهادية من القصر العيني واختصت مدرسة الطب بهذا المكان وانتقل علي مبارك مع زملائه إلى المدرسة التجهيزية بأبي زعبل وكان نظام التعليم بها أحسن حالا وأكثر تقدمًا من مدرسة القصر العيني حفظ القرآن الكريم على يد الشيخ أحمد أبي خضر عندما كان يذهب إلى الشيخ أحمد ابي خضر يراه كاشر الوجه قاسي الطبع بجوار عصا غليظة تهوى على جسد الأولاد لأتفه الأسباب ففزع (علي) فكره الشيخ مضى خمس سنوات اختير مع مجموعة من المتفوقين للالتحاق بمدرسة المهندسخانة في بولاق سنة ١٢٥٥ هـ _ ١٨٣٩م وكان ناظرها مهندس فرنسي يسمى يوسف لامبيز بك ومكث علي مبارك في المدرسة خمس سنوات درس في أثنائها الجبر والهندسة والكيمياء والمعادن والجيولوجيا والميكانيكا والفلك والأراضي وغيرها حتى تخرج فيها سنة١٢٦٠ هـ _ ١٨٤٤م
⬅️لبعثة إلى فرنسا:اختير ضمن مجموعة من الطلاب النابهين للسفر إلى فرنسا في بعثة دراسية سنة ١٢٦٥هـ _ ١٨٤٩م وضمت هذه البعثة أربعة من أمراء بيت محمد علي اثنين من أبنائه واثنين من أحفاده أحدهما كان إسماعيل بك إبراهيم الذي صار بعد ذلك الخديوي إسماعيل ولذا عرفت هذه البعثة باسم بعثة الأنجال واستطاع بجده ومثابرته أن يتعلم الفرنسية حتى أتقنها وكان مع إثنين من زملائه من المتفوقين ولم يكن له سابقة بها قبل ذلك وبعد أن قضى ثلاث سنوات في المدفعية والهندسة الحربية وكان معلمه في الحربية هو محمود مليجى وظل بها عامين التحق بعدهما بالجيش الفرنسي في فرنسا للتدريب ولم تطل مدة التحاقه إذ صدرت الأوامر من عباس الأول الذي تولى الحكم بعودة علي مبارك
⬅️أعماله:تولى الخديوي إسماعيل الحكم في١٨ يناير ١٨٦٣وكان قد زامل علي مبارك في بعثة الأنجال فاستدعاه فور جلوسه على عرش البلاد وألحقه بحاشيته وعهد إليه قيادة مشروعه المعماري العمراني بإعادة تنظيم القاهرة على نمط حديث بشق الشوارع الواسعة وإنشاء الميادين وإقامة المباني والعمائر العثمانية الجديدة وإمداد القاهرة بالمياه وإضاءتها بالغاز ولا يزال هذا التخطيط باقيا حتى الآن في وسط القاهرة شاهدا على براعة علي مبارك وحسن تخطيطه أسند إليه إلى جانب ذلك نظارة القناطر الخيرية ليحل مشكلاتها فنجح في ذلك وتدفقت المياه إلى فرع النيل الشرقي لتحيي أرضه وزراعاته فكافأه الخديوي ومنحه ٣٠٠فدان ثم عهد الخديوي إليه بتمثيل مصر في النزاع الذي اشتعل بين الحكومة المصرية وشركة قناة السويس فنجح في فض النزاع؛ط الأمر الذي استحق عليه أن يكرم من العاهلين المصري والفرنسي فعهد اليه بنظارة المدارس مع بقائه ناظرا على القناطر الخيرية وفي أثناء ذلك أصدر لائحة لإصلاح التعليم عرفت بلائحة رجب سنة١٢٨٤ هـ _ ١٨٦٨ م) ثم ضم إليه الخديوي ديوان الأشغال العمومية وإدارة السكك الحديدية ونظارة عموم الأوقاف والإشراف على الاحتفال بافتتاح قناة السويس ومع ظهور الوزارات كمؤسسات هامة في حكم البلاد سنة ١٨٧٨ تولى علي مبارك ثلاث وزارات اثنتين منها بالأصالة هما الأوقاف والمعارف والثالثة هي الأشغال العمومية
من أعماله أيضا ترجمته لكتاب تحت عنوان تاريخ العربمن الفرنسية إلى العربية بحكم إتقانه اللغة الفرنسية وهذا الكتاب من المصادر الهامة في التاريخ
⬅️دار الكتب المصرية:غير أن أعظم ما قام به علي مبارك ولا يزال أثره باقيًا حتى الآن هو إنشاؤه دار العلوم ذلك المعهد الذي لا يزال يمد المدارس بصفوة معلمي اللغة العربية كما أصدر مجلة روضة المدارس لإحياء الآداب العربية ونشر المعارف الحديثة
⬅️وفاته:كانت نظارة المعارف في وزارة رياض باشا آخر مناصب علي مبارك فلما استقالت سنة ١٨٩١م لزم بيته ثم سافر إلى بلده لإدارة أملاكه حتى مرض فرجع إلى القاهرة للعلاج فاشتد عليه المرض حتى وافته المنية في ١٤نوفمبر ١٨٩٣م.
بقلم الباحثه/ أروه أسعد شاهين
قائد الفريق/دنيا ثابت