كتبه:محمد صبري الشامي
انتشر منشور إلكترونى على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك، ليلة الجمعة الموافق 4 نوفمبر، يُحذر مُتصفحى الموقع بكلمات مقتضبة: «لو تعرف أى حد مريض سكر بياخد أنسولين خليه يلحق يجيب كمية كويسة منه فى أسرع وقت»، حظى المنشور بآلاف المُشاهدات، إلا أنه لم يعكس تغريدًا مُنفردًا فى الفضاء الإلكترونى، بل موجة من الهلع أصابت المستخدمين وقودها الخوف من نقص محتمل فى مخزون «الأنسولين » أحد أكثر الأصناف الدوائية حساسية فى سوق الدواء المصرى لارتباطه بعلاج مرض السكر المزمن، على خلفية تحرير سعر صرف العملة الأجنبية، ما له أن يُضعف حركة استيراد الأصناف الدوائية المستوردة.
فى حين يضطرب العالم الافتراضى بنصائح تخزين «الأنسولين» للتأهب للأزمة، يحاول رئيس لجنة الصيدليات بنقابة الصيادلة د.محمد العبد تشريح ملامح الموقف: «صنف الأنسولين صنف دوائى حيوى بمصر، وما يزال متوفرًا إلى اليوم بمعدلات تكفى 7 أشهر كاملة» يؤكد «العبد» على ذلك أن التحدى قد يكمن فى قلة المعروضات من الصنف الدوائى رجوعًا لخفض شركات توزيع الأدوية مُعدلات توريدها، إلا أن الوضع لم يصل لطور الأزمة بعد، حيث لم يمضِ فعليًا على قرار التعويم سوى بضعة أيام، فعلى سبيل المثال لا يمكن تحديد أى أطياف «الأنسولين» هى المُعرضة للتأثر بعد فيقول العبد: «حتى اللحظة مافيش مريض دخل لى الصيدلية وماقدرتش أوفرله أنسولين». يشير رئيس لجنة الصيادلة على ذلك لضرورة التفاعل بإيجابية مع الأزمة التى تشهدها البلاد بوجه عام، وذلك بالتحول إلى توجيه المرضى للبدائل المحلية للأنسولين، وصرف الانتباه عن الأصناف المستوردة، ما سوف يؤدى لتخفيف الحمل من على عاتق المريض نظرًا لانخفاض أسعارها، إضافة إلى دعم المُنتج المحلى، الذى يؤكد «العبد» لخضوعه لاختبارات الجودة وتوافقه مع المعايير العالمية. إلا أنه من وجهة نظر د.صبحى الشيشى، الوكيل السابق لكلية الطب جامعة قناة السويس، قد يؤدى نقص المواد الخام الناتج عن صعوبة الاستيراد إلى تعثر عمليات التصنيع المحلية كذلك: «المريض ممكن يبيع هدومه علشان يجيب جرعه الأنسولين اللى تخليه على قيد الحياة، لكن فى حالة النقص هيعمل إيه؟»، يؤكد «الشيشى» وجود علاقة شرطية غير قابلة للإحلال ما بين حصول مريض السكر على جرعة الأنسولين وسلامته، حيث يؤدى أى تأخر فى حصول المريض على جرعته لمُضاعفات خطيرة تبدأ بغيبوبة السكر وتنتهى بالوفاة: «مع الأنسولين إحنا فى حارة سد، مسألة حياة أو موت».
يُشدد «الشيشى» على ضرورة اتخاذ الدولة خطوات استباقية لمنع تفاقم أى أزمات نقص مُحتملة فى توريدات الأنسولين، يُحصرها من وجهة نظره فى اتجاهين: «إما إعادة التسعير أو دعم الدولة لتصنيع الأنسولين محليًا»، أثناء تعامله اليومى مع المرضى لم يلمس وكيل كلية الطب السابق نقصا حقيقيا للأنسولين ولم ترد إليه شكوى لصعوبة الحصول عليه: «كل اللى بنسمعه لحد النهارده شائعات، مافيش حقائق»، إلا أنه يوجه نصيحة لا غنى عنها فى حال تعثر مريض السكر فى الحصول على جرعة الأنسولين وحدوث الأزمة فى وقتها المُحدد وهى التوجه لقسم الاستقبال بأقرب مستشفى للحصول على الرعاية الصحية الملائمة.