أغنية ماي وحليب

بقلم / هاشم محمود
روائي وقاص أريتري

لامجال لضرب النسيج المجتمعي. إنّها رسالة واضحة بلغة التقري والبلين.
من لا يعرف شفرات الرسالة؛ فليذهب إلي ما وصل إليه بعض ضعفاء النفوس من تهريج عرقي منبوذ ومحاولة تشويه صورة المجتمع المسالم البسيط الذي يعيش جنباً إلى جنب لعقود طويلة.
تَصاهَرت عائلاته فيما بينها على مرّ العقود، وارتبطت بالنسب والأرض، فما بين مزارعها ومساكنها إلا مساحات بسيطة؛ لا تتعدى بضعة أمتار.
لدرجة أنّك من الصّعب أن تميّز بينهم إلّا إذا تحدّثوا بألسنتهم، علمًا بأنّ غالييتهم يجيد التّحدّث بلسان الاخر .
فتجد هذا خالته من هنا، وذاك عمّته من هنالك، ومابين هنا وهناك فقط مجرّد أسماء مناطق، من دون حواجز طبيعية.

دعك من قيم المحبة والتسامح التي بين الناس هناك، فمن الطبيعي أن تجدهم يحتكمون إلي بعضهم البعض في أي خلافات خاصّة بالمراعي والزراعة… وهذا شي طبيعي في حياة الشّعوب التي ترتبط ببعضها البعض من خلال الأرض.

فعلاقة الماء بالحليب عندهم كمَثَلِهم القديم المتجدّد؛ والحكاية ببساطة أن المراءة التي لا تضيف للحليب ماء، حتّي يكفي الجميع؛ متّهمة بأنّها تتسبب في إضاعتها لعلم الأنساب.

حقاً إنّه إرث مجتمعي يعلّم الأجيال القادمة بما كان عليه السابقون الأوفياء لعاداتهم وتقاليدهم وإرثهم الاجتماعي.
وهكذا يقتلون الفتنة في مهدها. ويئدون الصراع قبل أن يأتي على ما لن يستعاد.

أخيرًا التحية لمجموعة آلوان الثقافية التي تبهرنا بكل جديد
والتحية لمرانت وهبتات وهما يصدحان بالفن الرفيع ويعكسان رسالة رائعة لمجتمع نبيل.

هاشم محمود

Related posts

Leave a Comment