قال تعالي: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ﴾ [البينة: 5].
عن عُمرَ بنِ الخطَّاب قال: قال رسولُ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّما الأعمالُ بالنيَّة، وإنما لامرئٍ ما نوى، فمَن كانت هجرتُه إلى الله ورسوله فهجرتُه إلى الله ورسوله، ومَن كانتْ هِجرته لدُنيا يُصيبها أو امرأةٍ يتزوَّجها، فهجرتُه إلى ما هاجر إليه))( ).
قال جلَّ وعلا: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ﴾ [البينة: 5].
وعن أبي أمامة – رضِي الله عنه – قال: جاء رجل إلى رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – فقال: أرأيت رجلًا غزا يلتمس الأجر والذكر ما له؟ فقال رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا شيء له))، فأعادها ثلاث مرات، ويقول رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا شيء له)). ثم قال: ((إن الله – عزَّ وجلَّ – لا يقبل من العمل إلّا ما كان خالصًا وابتغي به وجه الله))( ).
وعن أبي كَبْشَةَ الأنماريِّ أنَّهُ سَمِعَ رَسولَ اللَّه – صلَّى الله عليه وسلَّم – يقول: ((ثلاثةٌ أُقسِم عليهنَّ وأُحدِّثكم حديثًا فاحْفظوه، قال: ما نقص مالُ عبدٍ مِن صدقة، ولا ظُلِم عبدٌ مظلمة فصبَر عليها إلا زادَه الله عزًّا، ولا فتَح عبد بابَ مسألة إلا فتَح الله عليه باب فقْر – أو كلمة نحوها – وأُحدِّثكم حديثًا فاحفظوه، قال: إنَّما الدنيا لأربعة نفَر: عبد رَزَقه الله مالاً وعِلمًا، فهو يتَّقي فيه ربَّه ويصِل فيه رحمَه ويَعْلَم لله فيه حقًّا، فهذا بأفضل المنازل، وعبد رزَقه الله عِلمًا ولم يرزقْه مالاً فهو صادقُ النيَّة، يقول: لو أنَّ لي مالاً لعملتُ بعمل فلان، فهو بنيَّته فأجرُهما سواء، وعبد رزَقه الله مالاً ولم يرزقه علمًا، فهو يخبِط في ماله بغير عِلم؛ لا يتَّقي فيه ربَّه ولا يصِل فيه رَحِمَه ولا يعلم لله فيه حقًّا، فهذا بأخْبثِ المنازل، وعبد لم يرزقْه الله مالاً ولا علمًا فهو يقول: لو أنَّ لي مالاً لعملتُ فيه بعمل فلان، فهو بنيته فوِزْرُهما سواء))( ).
أمور تُساعد على إخلاص النية:
1- إصلاح السريرة والعلانية:
قال – تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الصف: 2 – 3].
قال السعديُّ – رحمه الله -:
أي: لِم تقولون الخير وتحثُّون عليه، وربما تمدحتُم به وأنتم لا تَفْعلونه، وتنهون عن الشرِّ، وربَّما نزهتُم أنفسكم عنه، وأنتم متلوِّثون به ومتَّصفون به.
2- الاستغفار والنَّدَم على ما فات:
قال – تعالى -: ﴿ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ﴾ [هود: 3].
وقال – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((عَن أبي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه – ﴿ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ﴾، فقال النَّبيُّ – صلَّى الله عليه وسلَّم -: إنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ في اليَومِ سَبْعِينَ مَرَّةً))( ).
3- العلم والتعلُّم:
أغلب عيوب وآفات النَّفْس وسوء النيَّة والقصد تأتي مِن الجهل بالحلال والحرام، ولو تفقَّه العبدُ في دِينه لاستطاع ترويضَ نفْسه وتقويمها على طاعةِ الله وإخلاص النيَّة له في أقواله وأعماله.
وفي القرآن والسُّنة في الحثِّ على العِلم والتعلُّم نصوص كثيرة، أذكر منها:
– قوله – تعالى -: ﴿ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ [طه: 114].
– وقوله – تعالى -: ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [المجادلة: 11].