إعداد:محمود ابومسلم
يبكي الأدميون حينما يشعرون بسعادة بالغة…
وحينما يُصابون بالخوف أو ينتابهم القلق…
فالبكاءُ في حد ذاته رد فعل طبيعي لحالة عاطفية قوية سواء أكانت تلك الحالة(إيجابية أو سلبية)
فالبكاء ماهو إلا إستجابة لمشاعر مرهفة(شديدة العاطفية) وليس ضعفاً طيلة الوقت كما يزعم الخاملون ومميتواْ الأماني بل هو آلية طبيعية وضرورية للتعبير عن المشاعر فعندما يشعر الإنسان بالضيق أو القلق أو حتي الإحباط يبكي ويذرف قطرات من الدمع غير أن أمر البكاء في حد ذاته مربك لأنه بطريقة ما يجعلنا في حالة ضعف أمام الآخرين إلا أنة صحياً ولأبعد الحدود….
فالجميع دونما إستثناء تنتابهم نوبات بكاء وتختلف في شدتها ونوعها حسب الدافع أو الموقف الذي يثير الإنسان وبالتالي فالبكاء هو مرآة لحالة عاطفية يعيشها الفرد….
لذلك:
فهو حالة من التعبير عن المشاعر الداخلية الدفينة للشخص والتي تعبر عما يشعر به في التو والحال(المشاعر اللحظية)
ويختلف الأدميون في إستجابتهم للمثيرات التي تدفعهم الي البكاء فقد تجد أناثاً لا يبكون إلا في مواقف قليلة جداً…..
ينما تجد أخرين لا يبكون ابداً…..
ثم أن هناك نوعاً من البشر يبكون لأتفه الأسباب….
ويستخدم البكاء احياناً لطلب الدعم الإجتماعي من المحيط الإجتماعي وهذا النوع من البكاء تستخدمه النساء أكتر من الرجال نظراً لطبيعتها الفسيولوجية.
فقد يستخدم البكاء بالنسبة للنساء كوسيلة للهرب من المحاسبة أو الإفلات من العقاب أو لإستجداء المساعدة بكل أنواعها وهنا يخرج من قالب اللاإرادية إلي قالب التحايل والتلاعب النفسي للخروج من الضغط أو لتذيف الواقع….
وهذا أُثبت بالإحصائيات وحسمهُ الغلم فالنساء حقاً تبكي أكثر من الرجالولا يعود السبب حصراً إلى ضغطٍ يمارسه المجتمع على الرجل كي لا يبكي…
وإنما يىتبط بكاء الرجل أو عدمه بعنصر بَيولوجي، إذ يسهم الهرمون الجنسي الرئيسي لدى الذكور التستوستيرون في تقليل إفراز الدموع، بعكس هرمون البرولاكتين الذي ينتَج بكمية أكبر لدى النساء…..
فما العلاقة بين البكاء والغضب!!!!!
البكاء هو الخطوة الأولى لإيجاد السلام الداخلي والشعور براحة نفسية للتعامل لاحقاً مع مصدر الإزعاج بوضوح…
فعندما نغصب نحن كبشر فأخر شئ نقم بة هو:
كبح الدموع وخنق تلك الآلية الطبيعية والضرورية للتنفيس عن المشاعر السلبية…..
فلما نُكابر ونُمرض ذواتنا؟
فهل للبكاء من فائدة؟
-نعم؛فالبكاء صفة من صفات جميع البشر ومختلف المخلوقات فهو كما نوهنا سابقاً نتاج مجموعة من المشاعر المختلطة والمتناقضة في نفس الوقت…
-ومن فوائد البكاء أيضاً أنه يعمل على تعزيز المزاج وكذلك تهدئته وشعور الشخص بالراحة النفسية والعمل على التخلص من الضيق والتعب لذا فجميعنا نذهب إلي خيار البكاء لاإرادياً حين تتابع المتاعب وتحل بينا الأزمات علينا..
-ويعمل البكاء أيضاًعلى تخفيف الآلام النفسية الجسدية، اذ أثبتت الدراسات النفسية أن البكاء لفترات طويلة يحفز الجسم لإفراز مادة الاندورفين، وهي تمثل مسكناً طبيعياً فعالاً للتخلص من الآلام الجسدية.
-كما أنة يساعد على زيادة معدلات الأوكسيتوسين وهو من أهم الهرمونات التي تعطي الجسم إحساس بالراحة والسكينة.
-ويعمل البكاء أيضاً على إستعادة التوازن العاطفي الإنساني، فالإنسان لأنه:
يمثل إحدى الطرق التي يتعافى بها الجسم من المشاعر التي تعصف بالبشر على إختلاف أعمارهم وطرق تربيتهم وخلفياتهم العلمية والإجتماعية.
أما عن البكاء أكثر من اللزوم فهو فكرة خاطئة فكل إنسان يجب أن يبكي حين يشعر بالحاجة إلى ذلك، فللتعبير عن المشاعر أثراً إيجابيّاً في الصحة النفسية
أما عن نسبة البكاء بين الناس فتتفاوت من فرد لآخر فهناك مَن:
يبكي كثيراً، ومن لا يبكي أبداً، أو من يمنع نفسه عن البكاء. وهذا التفاوت تحدده عوامل وراثية مثل:
-الصدمات.
-لهُرمونات.
-وعوامل ثقافية واجتماعية.
-أو إستخدام مواد مخدرة وعقاقير طبية نتيجة الإصابة ببعض الأمراض….
والسؤال هنا:
للبكاء كما أشدنا فوائد عديدة فلما بعض البشر لا يبكون؟
-إنني ومن وجهة نظري الخاصة آري أن لا يبكون حتماً لديهم العديد من المشاكل النفسية كالإكتئاب الذي يعرف الغالبية من الناس اعراضه فالمكتئبين يكونون عديمي الإهتمام بما يدور حولهم وهذه سلبية تؤشر عليهم رغم أن بعضهم يعدونها ميزة لهم فهم يبررون ذلك بكونهم يمتلكون صلابة نفسية لكنهم لديهم خلط بين الأمرين فالصلابة تعني النهوض بعد السقوط.
-كما أن الذين يمتنعون عن البكاء لديهم حالة من اللامبالاة وبالتالي تنعكس أعراضها من خلال إنخفاض القدرة على التعبير عن المشاعر سواءاً الإيجابية أو السلبية.
وبحسب علم النفس، ليس مهماً ولا شاغلاً إن كنا نبكي أو نكبت مشاعرنا إلّا في حال كان إنهمار الدموع أو غيابها يؤثر سلباً في حياتنا اليومية وعلي صحتنا النفسية.
وأخيراً:
-فيا أدميُ ليس عيباً ولا عاراً أن تذرف الدمع أو تُبدد بة اللحيٰ فالرجولة لا تعني الفظاظة ولا تُطوق بالغلظة…
-ويا حواءُ كونك رقيقةٌ لينةٌ لا يُعيبكِ ولن يُقلل يوماً من شأنكِ أو يُحط من قدركِ…
فالدموع كما أشرنا سابقاً ما هي إلا وسيلة تعبيرية ترويحية تُلين القلب وتُجليٰ عنة قسوتة.