” إفتتاحية ”
إن من يريد خلط الحقائق والتاريخ والعلوم والدين، يستطيع أن يقوم بتأليف كتاب يعد مصدر ومرجع ، ويدس فيه المتن من دون أن يكون ذلك حقيقة البتة .. ، الأمر بسيط لكن يحتاج إلى “حبكة زمنية ” !!!
” بداية التلاعب ”
إن أوائل الكتب العربية التي تمت طباعتها كانت في مطابع أوروبا قبل أن يظهر أول كتاب عربي مطبوع بالمشرق !!
معظم المطابع التي بإمكانها الطباعة باللغة العربية، منذ عام 1492 إلى القرن العشرين كان مسيطر عليها اليهود ورهبان أوروبا ! .
بداية التزوير “حملة نابليون” إلى الشرق؟
إن الممول الرئيسي لتلك الحملة هي عائلة ” الدرع الأحمر ”
“آل روتشيلد” ..، وقد دفعت 100 مليون فرنك للحملة الفرنسية شريطة أن تجمع كل المخطوطات العربية والإسلامية وتطبع في مطابع بونابرت الثلاثة التي جاء بها الى الشرق عام 1798 !
في عام 1751م تأسست في بيروت أول مطبعة بواسطة الشيخ “يونس نقولا الجبيلي” وهي مطبعة القديس “جاورجيوس” التي توقفت بوفاة الشيخ يونس عام 1834م.
وبعد أن تأسست المطبعة الأميركيّة في جزيرة ” مالطا ” عام 1822م بواسطة المبشرين الأميركيين، نقلوا جزءً منها إلى بيروت في شباط عام 1834م ، وقد باشرت نشاطها الطباعي في طباعة وتوزيع منشوراتها في بيروت ، ومختلف أنحاء المشرق العربي ، خاصة بعد توقف مطبعة القديس “جاورجيوس” في تلك السنة المشار إليها !
مثال على كيفية التلاعب بالعلم والدين والتاريخ :
لدينا شخصية رقم (1) و هو (المؤلف والمؤرخ الحقيقي)
وقد قام بوضع “علمه” أو “كتب” عن فلان عن فلان عن فلان عن فلان عن فلان .. أنه قال كذا وكذا وكل من فلان وفلان معروف أنهم ثقة في علم الرجال ..، ثم يذهب الشخص رقم (2) ويكتب مخطوط ويضع عليه أن مؤلفه اسمه (س) شريطة أن يكون (س) ذلك شخص معروف بالتاريخ و أنه عالم يشهد له) فيتم نسب المخطوط إليه جملةً وتفصيلًا ! .
وبعد مرور حوالي 20 إلى 100 عام يقوم الشخص (3) حليف للشخص (2) بنشر الكتاب على أن الطبعة الجديدة للمخطوط الذي أُكتشف حديثًا في إحدى المكتبات أو المتاحف ! وأنه للمؤلف والعالم الجليل المعروف بصدقه وأمانته (س) ! ثم تقرع له طبول الدعاية فيتلقفه الناس على أنه كتاب مصدرًا ومرجعًا للعلم !
وهكذا يتم الدس والتزييف بالحقائق ..
إن معظم الناس للأسف تصدق كل شيء ماعدا كلام الله تعالى في كتابه الكريم فعلى الناس أن لا يكونوا كالحمار يحمل كتب لا يعي ما فيها:
مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ۚ بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّـهِ ۚ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿٥﴾ الجمعة
هل تعلم عزيي القارئ أنه عندما دخلت إحدى المطابع إلى العالم العربي والإسلامي في نهاية القرن الثامن عشر ، منعت” الدولة العثمانية” استعمال تلك المطابع ، ونقل الكتب إليها خوفًا من تحريف الكتب والمخطوطات المكتوبة باليد ..
ولكن بالتآمر ، والمكر نجحت القوة الخفية وراء هذه المطابع من السيطرة على النشر بشكل كبير مع وصول المطابع إلى “بيروت” من القساوسة المبشرين ، و إلى مصر مع حملة نابليون !
عزيزي القارئ إذا كنت تعتقد أن حراس المعبد انتهوا في القرن الرابع عشر، فأرجوا إعادة النظر في هذا الأمر مجددًا !.
لقد أضاعت الأمم السابقة كتاب الله وألقته وراء ظهورها فضلوا و أضلوا.
ولذلك تجد الأمة الاسلامية اليوم في تخبط وضياع تشتت ، فتنة ، وفرقة وتخلف عن قيادة العالم .. مع أن الله تعالى أنعم علينا بهذا القرآن العظيم الذي لا يأتيه الباطل .. ولزامًا علينا أن نقدر هذه النعمة لأن فيها النجاة في الدنيا والآخرة من جهنم الأبدية.
وَإِذْ أَخَذَ اللَّـهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ ﴿١٨٧﴾ لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوا وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُم بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨٨﴾ آل عمران
رَبَّنا آمَنّا بِما أَنزَلتَ وَاتَّبَعنَا الرَّسولَ فَاكتُبنا مَعَ الشّاهِدينَ ﴿٥٣﴾ آل عمران
كتب أحمد البياسي باحث ومؤلف وسيناريست مصري.
تم اعتماد بعض المصادر مثل كتاب تاريخ الطباعة العربية في العالم حتى نهاية القرن التاسع عشر .