بقلم … نسرين يسري..
بين الفواصل وبين النقاط ، ليس لنا غير السطور والكلمات، فنحن نتواصل بالكلمات… وعلي حسب التوقيت الزمني، فنحن نتعايش علي هذا الكوكب بالعشم، وكوني إنسانه فإن أحملَ بداخلي ما يحمله الكثير من البشر!!
فكثير منا هو الجاني ولا يعلم!!
نعم، أنا الكائن البشري المسمى إنسان، أنا الغارق دوماً في بقعةٍ مجهولةٍ ما بين فكرة تبناها هذا الجزء الكامن في رأسي ، وما بين عاطفة نبتت في قلبي، فمن الصعب على النفس الوقوع في حرب طرفيها المنطق والهوى!! واما عن حب الروح للروح فهي غريزة فطرية فلا يحكمها المنطق والهوي .
وبدون استثناء، كبشر، كإنسان، بغض النظر عن التفاوتات والنسب، أصبح البعض عنده حب الحيازة والتملك،
فنحن في مراحل متفاوتة ما بين الفرح والحزن
وعلي سبيل العشم، نعم فكثير منا هو الجاني ولا يعلم
فالعشم كلمة ملهاش معني واضح أو محدد،
فهي قد تعنى، أمل او حياة للشخص ، متعشم وقت انطفاءك حتلاقي اللي ينورك طريقك ويقولك انا هنا جنبك متعشم فيه… متعشم في حاجات كتير اللي يقف جنبك وقت تعبك،
وغالبًا ما يكون من باب الحبّ وحسن الظنّ وقد تعنى أبعد من ذلك بأن تحمل لمسة تفاؤل،
وإن ظلّت تحمل رغبةً إيجابية في توقع حدوث ما نأمُل حدوثه، العشم كلمة حميمية تلخص علاقة إنسانية بين طرف أو اطراف، ويمكن التعبير الشائع «عشمنا في الله كبير» بما يحمله من معنى هو الأقرب إلى وصف الكلمة.
مشكلتنا أننا لما نتعشم بننسى أصول المعاملة، بيخلينا نقتحم حياة بعض، بنوعد ونعشم من غير ما نعرف إن كنا نقدر فعلا نوفي بالوعود من عدمه،
ولو فشلنا نتعشم أنهم يسامحونا من غير ما نعتذر أو نفسر، نتعشم إن اللي جوانا ممكن يتفهم من غير ما نتكلم ،وكمان نختبر علاقاتنا ببعض بالعشم وده أسوء ما فيها.
ما يعكر صفو الحياة فعليا هو إيذاءنا لأنفسنا علي سبيل العشم، نعم فكثير منا هو الجاني ولا يعلم!!
طرف قرر يبعد شوية (عن أي حاجة وأي حد)ويتصدم لما يلاقي الطرف التاني مش حاسس أو بطل يسأل،
واحد بيتأخر عن معاده ويقول عادي إحنا صحاب أو إخوات أو غيره !! متعشم وناسي ذوقيات التعامل ولاغي حق الطرف التاني في الزعل !!
ليه بنحول العشم لحق مكتسب غير قابل للنقاش؟! أيضًاغير قابل للجدل ولا الرفض؟! أمَّا أن تفعل كما أريد وأمَّا أن تتحول إلى عدو واجب محاربته حتى لو كان أقرب الناس إليك!!
ليه فجأة بنسكت لما بنزعل أو بنتعب ومتعشمين إن اللي حوالينا عندهم القدرة لاكتشاف السبب ؟! ليه من غير ما نتكلم معاهم، ونتعشم أوي أنهم يسألونا ولو معملوش كدا نزعل منهم أوي؟!!
مش معنى إنى اتعشم في حد إني الغي الذوق في الكلام ولا إنى أحمل إنسان أكتر من طاقته بطلباتي ،ويمكن تكون كمان على حسابه الشخصي وحساب حياته.. وده لإني عندي عشم فيه!!
مش معنى إنى أتعشم في حد إنى أزعل اللي معايا بتصرف محرج ولا إنى أفضل دايما أخد من غير ما أدي مش يمكن اللي قدامك ،هو كمان عاوز يكون عنده عشم فيك وعاوزك تفهمه وتقدره وترعيه ،في حاجته وطلباته وحريته وحياته ؟!!
للأسف ، تخطينا حدود الدين، تخطينا حدود التقدير لإمكانياتنا كبشر، ومتغطين بالعشم، عشم من غير عطاء فعلي صادق!!
الي كل إنسان يقرأ كلماتي، كلَّ من تملك صفات إنسان عاقل، يكفيك النظر إلى تلك المرآه المعلقة في زاوية غرفتك والسؤال؟!
أتذكر متي نطق لسانك بكلمة آسف،
متي نطق لسانك بكلمة أحبك بصدق؟
متي نطقت روحك بكلمة إشتياق؟
متي أطلقت العنان لروحك أن تتحدث دون خوف ودون أن تقيدها بخوف عقيم ومزيف مغطي بطبقة هشة من كبرياء كاذب؟
متي كان عطاؤك كافياً بالقدر الذي يريحك أنت كإنسان؟
أتذكر لحظات البدايات؟
أتذكر يوما كانت نفسك راضية بما تعطي، أتذكر حينها ردود فعل هؤلاء!!
نعم يا هذا، هم نفس البشر، هم نفس الروح والجسد، لم يتغير سوي أننا وضعنا كلّ شيء بدون إستثناء على حد السيف وتركناه حتى يشفي من تلقاء نفسه!!
وبصفة عامة!
بلاش تدير الدفة مع الموج بمزاجك!!
فكر قبل ما توعد أي حد بأي حاجة إن كنت هتقدر تنفذ وعدك ولا لأ؟! وإن كنت مش هتقدر اعتذر أفضل ليك، حتى لو كان الشخص اللي قدامك متعشم فيك صارحه،
ما أخذ بسيف الحياء فهو حرام ولما تحب، زي ما بتتعشم في حبيبك متنساش عشمه هو كمان فيك؛ لأنه حاجة متبادلة زي أي حاجه في حياتنا، وبلاش نضغط على بعض بالعشم من غير ما ندي بعض بدل العذر مليون عذر، بلاش نظلم ونفترض الوحش قبل ما نسمع منهم، اتكلموا واسمعوا من بعض أحسن بكتير أوي من فرض الظنون، استأذنوا الأول لأن العشم مهما كان حق جواك مش يديلك أي حق أنك تتصرف من دماغك وكأنك صاحب حق ومتملك كل حاجة .
“فاختر لنفسك شخصاً إذا قَست عليك الأيام يكن لكَ فيه عشمٌ لا يخيب ويتحمل الصعاب التي تمر بها
فهناك أشخاص تتمنى لو أنك وجدتهم مبكرا في حياتك كي يدخل أثرهم المتوهّج في تكوينك..لكننا للأسف دائماً نصل متأخرين “
”ليس عندي نصائحٌ لأحد سوى كونوا صادقين جداً، لقد شوَّهَ الكذبُ كُلَّ شيء”