بقلم الداعيه الاسلامي الشيخ وائل ابو جلال
.
ان الإسلام جاء برسالة سامية ، تدعو إلى الأخلاق والقِيَم ، تؤسس لمجتمع نقي مترابط ، تؤصل لقيم الحب والرحمة والألفة ، ومن هذه الأخلاق (التسامح) .
والتسامح يأتي تحته قيم رائعة ، منها : قبول الآخر ، وسعة الصدر ، والعفو عند المقدرة ، وكظم الغيظ ، وعدم الغضب ، واللين ، والرحمة ، والتعاطف ، وتحقيق ثقافة الاختلاف ، وفقه الحوار ، والسلام ، والصفاء ، وغير ذلك مما يحمله التسامح من معاني أخلاقية رائعة.
فبالتسامح تتحقق الألفة لا الفرقة
وبالتسامح تتحقق ثقافة الائتلاف لا ثقافة الاختلاف
وبالتسامح تتحقق ثقافة التدبير لا التبرير
وبالتسامح تتحقق ثقافة التيسير لا التشديد
وبالتسامح تتحقق ثقافة التدافع لا الصراع
وبالتسامح تتحقق قيم الحب والاحترام لا قيم الكراهية والاحتدام
وبالتسامح تتعمق قيم الرحمة لا القسوة
إذن فبالتسامح تسمو النفس إلى مرتبة أخلاقية رائعة تحقق تلك المعاني مع غيرها ، فما أطيبه من خلق كريم إذا التزمت به النفوس انعكس ذلك على المجتمع ، فأصبحنا أمام مجتمع نقي صاف مترابط ، تسوده قيم الوحدة بكل معانيها .
ومن صور التسامح أن تتعاون مع غيرك لتجتث منه حظ النفس والشيطان وتتعاون معه لتأخذ بيده وتنقله من الضلالة إلى الهداية ، وانظر إلى هذا النموذج الرائع حين تعاون رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مع وحشيّ قاتل عمه حمزة ، وكيف أن رسول الله (صلى الله عليه سلم) صبر عليه بعفو وكظم غيظ وتسامح وعفو ورحمة لينقله من الظلمات على النور – بالرغم من أنه قاتل عمه حمزة (رضي الله عنه) – ومع ذلك لم يمنعه ذلك من دعوته إلى طريق الخير ، فما بالنا وهناك من يبتكر ابتكارًا في إيذاء الآخر والبحث عن أسباب ووسائل الفرقة والخصام .