بقلم : دكتور أحمد عبد الحميد
ماجستير أصول التربية جامعة طنطا
يخوض غالبية الطلاب في هذه الأثناء امتحانات نهاية العام الدراسي، ولا يكاد يخلو بيت من طالب وطالبة سواء في المرحلة الأساسية أو الثانوية
ولا أحد ينكر الضغط والتوتر الذي يسود الأجواء المنزلية بسبب فترة الامتحانات وما لهذه الأجواء من أثر على نفسية الطلبة وتحصيلهم الدراسي.
إضافة إلى الأجواء المنزلية فهناك عامل لا يمكن إغفاله أبداً؛ لما له من أثر على تحصيل الطلبة، ألا وهو جو لجنة الامتحان التي يقدّم فيها الطلبة اختباراتهم ساعة الامتحان،
أولاً: نصائحي لأولياء الأمور والطلاب :
وضع جدول لمراجعة المواد الدراسية قبل فترة الامتحانات أمرٌ له أثر كبير في تخفيف بل وإزالة الضغط والعبء في فترة الامتحانات، حيث لا يحتاج الطلبة ليلة الامتحان سوى مراجعة المادة والتركيز على المسائل المهمة التي تحتاج للمزيد من التركيز، وعليه يمكّن الطلبة مادة الامتحان بدون أي إرهاق أو نقص في ساعات النوم والترفيه عن النفس وضمان نفسيّة صحيّة بعيداً عن الضغوط والتوتر.
” الحرص الزائد والتضييق والتقليل من ساعات النوم والترفيه والاستراحة لن يأتِ بأي مردود جيد بل قد يتسبب بخوف لدى الطلبة، وبالتالي اليأس من إمكانية التحصيل المتفوق”
الحرص الزائد والتضييق والتقليل من ساعات النوم والترفيه والاستراحة لن يأتِ بأي مردود جيد بل قد يتسبب بخوف لدى الطلبة، وبالتالي اليأس من إمكانية التحصيل المتفوق، أو قد يلجأ بعض الطلبة إلى المعاندة فيوهم أهله بأنّه يدرس وهو فعليا لا يفعل لأنهم منعوه من فقرة ترفيهية أو برنامج يتابعه ويحبه، فالاعتدال الاعتدال.
لكل شخص قدرة جسدية وذهنية على الدراسة والتحصيل تختلف عن الآخرين، وعلى الأهل تفهم ذلك وعدم تأنيب أبنائهم على تحصيلهم أو زيادة الضغط عليهم لرفع مستوى التحصيل، أي نعم زيادة ساعات الدراسة قد يزيد من مستوى التحصيل لكن لا تطالبوا أبناءكم بما لا ليس في استطاعتهم وقدرتهم الفطرية.
الأجواء المنزلية المفعمة بالحب والتفاهم والاهتمام والتعزيز والمتابعة بغير إفراط تزيد من ثقة الطالب بنفسه وقدرته على التركيز أثناء التحضير للامتحان وبالتالي رفع مستوى التحصيل.
احرصوا على غرس الأهداف السامية الفاضلة وراء التحصيل الدراسي العالي في نفوس أبنائكم، وضرب الأمثلة من الناجحين والمثابرين عبر التاريخ، والحرص على ربط هذه الأهداف بالهدف الأسمى وهو إرضاء الله تعالى وخدمة الإسلام، وكوني مسلما ربانيّاً فهذا يعني أنني في الصدارة دائماً وفي كل المجالات.
. لجنة الامتحان المحيطة بالطالب أثناء تقديم الامتحان
لها بالغ الأثر في مستوى تقدمه وبالتالي تحصيله الدراسي، ومن شروط لجنة الامتحان
(الهدوء التام، ومراعاة الرهبة عند بعض الطلبة ومحاولة مساعدتهم والتهدئة من روعهم، ومسألة التذكير بالوقت المتكررة ترهب الطلبة وتشتت تركيزهم، ضرورة مرور معلم أو معلمة المادة على الطلبة والوقوف على استفساراتهم)، ومن الضروري أن يدرك الأهل أن توفر هذه الظروف هو من حق ابنهم الطالب لذا لا تترددوا بمراجعة مدير المدرسة في حال اشتكى الطالب من عدم توافر أحد هذه الظروف.
ثانياً: لأعزائي الطلبة أقول:
قبل كل شيء استعن بالله ولا تعجز، واعلم أن الله لا يضيع أجر المحسنين المثابرين،
ابدأ بوضع خطة وبرنامج لمراجعة المواد الدراسية قبل الامتحان، وليلة الامتحان قم بتنظيم وقتك وتقسيمه.
يخطئ الكثيرون بالتقليل من ساعات الراحة والنوم أثناء فترة الامتحانات، وهذا ما سيؤثر سلباً على قدرة التركيز والاستيعاب أثناء الامتحان، لذا احرص على عدم الإخلال بمواعيد وساعات النوم بحجة السهر ومتابعة الدراسة.
” تجنب مراجعة المادة قبيل ساعة من الامتحان، بل حاول الاسترخاء ولا تشتت ذهنك بما يطرحه أصدقاؤك من أسئلة قد تشعرك بالتشتت والضياع”
أثناء الامتحان خصص وقتا لا بأس به لقراءة واستيعاب السؤال، ففهم السؤال هو ضمان الاهتداء للإجابة الصحيحة، ثم تأنّى قبل الإجابة وراجع جميع الخيارات، وإذا استعصى عليك الجواب فاتركه وانتقل لبقية الأسئلة ولا تهدر الوقت بالتفكير به، واحرص على مراجعة جميع الأسئلة قبل تسليم الورقة مرة أو مرتين.
. إن استطعت أن تسدُّ أذنيك حتى لحظة الامتحان فافعل، وأقصد لا تستمع لما يقوله بعض الأصدقاء من كلمات مثل (المادة صعبة، أو المادة زخمة ومتشابكة، أو لن أنجح ولم أدرس جيدا…..).
حين تنتهي من اختبار ما فلا تراجع المادة محاولا معرفة أين وبماذا أخطأت، بل عليك طيْ هذه الصفحة والاستعداد للامتحان القادم، وأجّل ذلك إلى ما بعد الانتهاء من الامتحانات حتى لا تفقد الروح المعنوية اللازمة للاستمرار.
واعلموا أن لكل مجتهدٍ نصيب وأن الله لا يضيع أجر المحسنين.