بقلم الداعيه الاسلامي الشيخ وائل ابو جلال
هناك الكثير من أنواع البرّ التي يمكن للإنسان أن يوصل بها والديه بعد موتهما، ومنها: (2)
الإكثار من الاستغفار لهما: وذلك لقوله سبحانه وتعالى في ذكره دعاء إبراهيم: (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (40) رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ) سورة إبراهيم، 40-41 .
الدّعاء لهما: وذلك لحديث أبي هريرة رضي الله عنه، أنّ رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – قال: (إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقةٍ جارية، أو علمٍ يُنتفع به، أو ولدٍ صالح يدعو له) رواه مسلم .
قضاء الدّين عنهما: وذلك لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (نفس المؤمن معلقة بدَينه، حتّى يقضى عنه) رواه الترمذي ، ولحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أنّ رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – قال: (يغفر للشهيد كل شيء إلا الدين) رواه الألباني .
قضاء ما عليهما من النّذور: مثل نذر الصّيام، أو نذر الحجّ أو العمرة، أو غير ذلك ممّا يمكن النّيابة فيه.
قضاء ما عليهما من الكفّارات: مثل كفّارة اليمين، وكفّارة قتل الخطأ، وغير ذلك، وذلك لدخول هذه الواجبات في قوله – صلّى الله عليه وسلّم – في حديث ابن عباس رضي الله عنهما، وفيه: (أنَّ امرأةً رَكِبتِ البَحرَ فنذرَت، إنِ اللهُ تبارَكَ وتعالى أنجاها أن تَصومَ شَهْرًا، فأنجاها اللهُ عزَّ وجلَّ، فلَم تَصُمْ حتَّى ماتَت، فجاءَتْ قَرابةٌ لَها إمَّا أُختَها أو ابنتَها إلى النَّبيِّ – صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ – فذَكَرَت ذلِكَ لهُ، فقالَ: أرأيتَكِ لَو كانَ علَيها دَينٌ كُنتِ تَقضينَهُ؟ قالَت: نعَم. قال: فدَينُ اللَّهِ أحقُّ أن يُقضَى، فَاقضِ عَن أمِّكِ) رواه الألباني .
قضاء صيام الفرض من رمضان عنهما: وذلك لقوله – صلّى الله عليه وسلّم – في حديث عائشة رضي الله عنها: (من مات وعليه صيام صام عنه وليُّه) رواه البخاري .
صلة الرّحم التي لا توصل إلا بهما: وذلك لحديث أبي بردة رضي الله عنه قال: (قدمْتُ المدينةَ، فأتاني عبدُ اللهِ بنُ عمرَ، فقال: أتدري لم أتيتُكَ؟ قال: قلتُ: لا. قال: سمعتُ رسولَ اللهِ – صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ – يقولُ: من أَحَبَّ أن يَصِلَ أباهُ في قبرِهِ، فليَصِلْ إخوانَ أبيهِ بعدَهُ، وإنّهُ كان بينَ أبي عمرَ وبينَ أبيكَ إِخاءٌ ووُدٌّ، فأحببتُ أن أَصِلَ ذاكَ قال: سمعت رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – يقول: من أحبّ أن يصل أباه في قبره فليصل إخوان أبيه بعده، وإنّه كان بين أبي عمر وبين أبيك إخاءٌ ووُدٌّ، فأحببت أن أصل ذاك) موارد الظمآن .
إكرام أصدقائهما من بعدهما: وذلك لحديث ابن عمر رضي الله عنهما، عن النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – أنّه قال: (إنّ أبرَّ البر صلةُ الولدِ أهلَ وُدِّ أبيه “، رواه مسلم، وإذا كان الإحسان إلى الميت من خلا الإحسان إلى أصدقائه، فالوالد والوالدة أولى بهذا الإحسان بعد موتهما، وذلك لحديث عائشة رضي الله عنها قالت:” ما غرتُ على نساءِ النبيِّ – صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ – إلا على خديجةَ. وإنّي لم أُدركها. قالت: وكان رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ – إذا ذبح الشاةَ فيقول: أرسلوا بها إلى أصدقاءِ خديجةَ، قالت: فأغضبتُه يومًا، فقلتُ: خديجةُ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: إنّي قد رُزِقْتُ حُبَّها) رواه مسلم .
التصدّق عنهما: وذلك لحديث سعد بن عبادة رضي الله عنه، أنّ أمّه توفيت، فقال: (يا رسولَ اللهِ، إنَّ أمي تُوفيتْ وأنا غائبٌ عنها، أينفعها شيٌء إن تصدَّقتُ بهِ عنها؟ قال: نعم. قال: فإني أُشْهِدُكَ أنَّ حائطي المِخْرَافَ صَدَقَةٌ عليها) رواه البخاري