أفادت التحريات والتحقيقات الأولية بشأن العثور على جثتين مجهولتي الهوية بفندق سياج بالهرم، بأن الجثتين ألقيتا بالمكان قبل نحو أسبوعين على الأقل، ولم يُجزم بوجود شبهة جنائية من عدمه إلى الآن، وتجري المباحث تحرياتها وتفحص كاميرات المراقبة بمحيط الواقعة وبلاغات التغيب على مستوى المحافظات وصولًا إلى هوية الشابين الذين عثرا على جثتيهما في ظل ظروف غامضة. وتبين من مناظرة الجثتين أنهما لشابين في العقد الثالث من العمر ولا يحملان أية أوراق ثبوتية وكانا يرتديان ملابسهما كاملة، وجارٍ استدعاء العمال المحيطين بالمكان لسماع إفادتهم للاستفادة منها خلال حركة سير التحقيقات.
العثور على جثتين داخل فندق بالهرم وكان اللواء محمد الشرقاوي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، تلقى إخطارا من قسم شرطة الهرم يفيد بتلقيه بلاغ من الأهالي بالعثور على جثتين داخل فندق بدائرة القسم، وانتقل رجال المباحث إلى مكان الواقعة.
جثتان مجهولة الهوية بالهرم وبالفحص تبين العثور على جثتين متحللتين “بقايا عظام آدمية” ومجهولتين الهوية وملقاتي داخل فندق بمنطقة الهرم، وتبين أن الوفاة تعود إلى أكثر من 15 يوما، وجارى تحديد سبب الوفاة، وتم نقل بقايا الجثتين إلى المشرحة تحت تصرف النيابة العامة. واستمع فريق من رجال المباحث لأقوال شهود عيان للوقوف على ملابسات الواقعة وقام فريق آخر بالتحفظ على كاميرات المراقبة لتفريغها وتحديد هوية مرتكب الجريمة. وتحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيق.
دور الطب الشرعي ويعد الطب الشرعي هو حلقة الوصل بين الطب والقانون، وذلك لتحقيق العدالة بكشف الحقائق مصحوبة بالأدلة الشرعية. فالطبيب الشرعي في نظر القضاء هو خبير مكلف بإبداء رأيه حول القضية التي يوجد بها ضحية سواء حيا أو ميتا.
وأغلب النتائج التي يستخلصها الطبيب الشرعي قائمة على مبدأ المعاينة والفحص مثل معاينة ضحايا الضرب العمديين، ضحايا الجروح الخاطئة، ومعاينة أعمال العنف من جروح أو وجود آلات حادة بمكان وجود الجثة، ورفع الجثة وتشريحها بأمر من النيابة العامة. كما أن الطبيب الشرعي لا يعمل بشكل منفصل وإنما يعمل وسط مجموعة تضم فريقا مهمته فحص مكان الجريمة، وفريقا آخر لفحص البصمات، وضباط المباحث وغيرهم، وقد يتعلق مفتاح الجريمة بخدش ظفري يلاحظه الطبيب الشرعي، أو عقب سيجارة يلتقطه ويحل لغز الجريمة من خلال تحليل الـDNA أو بقعة دم.
وهناك الكثير من القضايا والوقائع يقف فيها الطب الشرعي حائرا أمامها، لأن هناك قضايا يتعين على الطب الشرعي بها معرفة كيفية الوفاة، وليس طبيعتها من عدمه. ولا يقتصر دور الطب الشرعي على تشريح الجثث أو التعامل الدائم مع الجرائم، ولكنهم يتولون الكشف على المصابين في حوادث مختلفة لبيان مدى شفائهم من الإصابات، وما إذا كانت الإصابة ستسبب عاهة مستديمة، مع تقدير نسبة العاهة أو العجز الناتج عنها.
وفي القضايا الأخلاقية يقوم الطبيب الشرعي بالكشف الظاهري والصفة التشريعية للجثث في حالات الوفيات الجنائية إلى جانب تقدير الأعمار، وكذلك إبداء الرأي في قضايا الوفاة الناتجة عن الأخطاء الطبية. وفي حالة وجود أخطاء في تقرير الطب الشرعي وعدم توافقها مع ماديات الواقعة وأدلتها “كأقوال شهود الإثبات واعترافات المتهم” فإن القاضي يقوم باستبعاد التقرير أو ينتدب لجنة تتكون من عدد من الأطباء الشرعيين لمناقشة التقرير الطبي الخاص بالمجني عليهم.