كتب محمد عمار
كره المدرسة أصبح مشكلة حقيقية تواجه الكثير من أولياء الأمور عند التعامل مع أطفالهم. فلا أحد منا غافل بأن العديد من الأطفال يكرهون المدرسة. وهذا مدعوم بما نراه في العديد من التصرفات والسلوكيات التي نراها في أطفالنا والتي تشمل الأعذار الصحية المختلقة، والدموع الغزيرة، والعناد غير المبرر لعدم الذهاب للمدرسة. ويمكن رؤية ذلك بوضوح في الطلاب الأصغر سناً وبينما قد يكون هناك أسباب كثيرة تساهم في تدعيم هذا السلوك ولكن لعل من أبرزها ارتباط الطفل المفرط بأسرته أو أولياء أمره، وعدم تشجيعهم إياه لما يجب عليه فعله، والأهم من ذلك ما قد يواجهه الأطفال من ضغط أكاديمي أو تأخر في الأداء الدراسي علينا أن نعلم أن مجريات وأحداث التعليم حالياً قد تغيرت عن ذي قبل؛ لأن التعلم عن بعد أصبح هو الأكثر انتشاراً وعليه فقد جعل منه الشعور بالبعد الفعلي، ولكن علينا أن نتدارك هذا الشعور ونصححه لدينا ولدى أطفالنا جميعاً، وذلك من عدة عوامل وطرائق، فلا بد من أن نعترف أنها معاناة لكثير من الأمهات، وهي منتشرة بشكل كبير على مستوى العالم، إنها كره الطفل للذهاب إلى المدرسة
يقوم عمل المدارس علي مبدأ الانضباط والاستغلال السليم للوقت. هناك جدول زمني ثابت للحصص والأنشطة التي يتم إجراؤها في المدرسة. لذلك، يجب علي الطلاب الالتزام بهذه المواعيد المحددة واتباع قواعد معينة للسلوك في المدرسة. وعادة ما يكون الأطفال غير معتادين علي اتباع مثل هذا الجدول الزمني. كما أن حضور المحاضرات جالساً في نفس الفصل لساعات أمر ممل. وبناء اليوم الدراسي علي مثل هذا الجدول الزمني البطئ والتوقيتات الثابتة يخلقان ابتعاد وكره الطلاب للمدرسة من الممكن أن تكون هناك مشكلة ما من معلم أو زميل، حتى وإن كانت مجرد خيال لدى الطفل، قد ترتبط المدرسة ببعض المشاعر السلبية للطفل مثل السخرية أو المضايقات من أطفال آخرين. قد يرى الطفل المدرسة مكاناً لكثير من العمل والاختبارات وحشو المعلومات، التي من الممكن أن تكون غير مثيرة للاهتمام من وجهة نظره، إن الأطفال بطبيعتهم لا يميلون للأنظمة والتعليمات ذات النهج الصارم، فمن وجهة نظرهم ما الذي يجعلهم يتركون العطلة واللعب والمرح للذهاب إلى مكان لتلقي تعليمات وتهديدات بالعقاب أحياناً قد يكون سبب كره الطفل للمدرسة هو بعده عنكِ ورغبته في البقاء بالمنزل. هل كره الطفل للمدرسة دليل على الغباء؟ لا توصلي بتفكيرك إلى هذه المرحلة ولا تجعليها تصل إلى طفلك أبداً؛ لأن هذا الاعتقاد خاطئ جداً، فلا علاقة لمستوى ذكاء الطفل بكرهه أو حبه للمدرسة، بل يمكن أن يكون نفور الطفل من المدرسة في بعض الأحيان دليلاً أن عقله يعمل بشكل صحيح، فالطب النفسي يفيد بأن التركيب الدماغي للطفل السليم يرفض أي عوامل تهديد أو إزعاج محتمل من وجهة نظره، وهو ما قد يتمثل في المدرسة ونظامها.
كيف أجعل ابني يحب المدرسة خاصة مع وجود التعلم عن بعد وإن أصبح فيه البعد بالفعل عن الجو المدرسي الذي اعتدنا عليه، مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي بكثرة وأصبح التعليم والدراسة من خلال الأجهزة وقضاء معظم الوقت بالجلوس المفرط عليها.
علينا الاستماع إلى مشكلات الطفل في المدرسة وإن كانت صغيرة، وإن كانت من وحي خياله، وخاصة إذا كان يصاب بنوبة بكاء عند الحديث عنها، تحدثي مع طفلكِ عن الصورة التي يحب أن يرى فيها المدرسة، وإن كان مسؤولاً عنها ماذا سيفعل حتى تكون ممتعة له ولأصدقائه عليكِ أن تستبدلي الأفكار السلبية لديه بالأفكار الإيجابية، على سبيل المثال من أكثر معلمة تحبها؟ ما أكثر مقعد تحب الجلوس عليه؟ ما اللعبة التي تفضلها مع أصدقائك؟ ما أكثر درس تحبه؟ وهكذا، وما هي أكثر معلمة تحبها وما هي المواد التي تود الإنجاز بها أولاً، حاولي قضاء أكبر وقت مع ابنكِ عند عودته من المدرسة، ولا تلخصي هذا الوقت في الاستذكار والدروس فقط، تحدثي مع الطفل عن النجاح وحلمه في المستقبل، وكيف أن المدرسة ستساعده على ذلك، ليكون لديه رابط بين التميز وبين المدرسة، وقومي أيضاً بالتواصل مع معلمات ومعلمي الطفل وإبداء مقترحاتكِ بصفة عامة للمساهمة في تعلق الأطفال بمدرستهم
ويجب عليكِ أن تربطي إنجاز الطفل أو إشادة معلمه به بزيادة تقديره ومدحه أمام أصدقائه وزملائه وعائلته، ليشعر أن المدرسة من الممكن أن تكون سبباً في تحقيق ذاته والفخر به
بسبب قلة الانفاق علي التعليم وضعف الموارد وتكدس الفصول بالطلاب وعدم وجود خرائط، رسومات، ووسائل تعليمية تفاعلية يصعب علي المدرس استخدام طرق تدريس فعالة يكون فيها دور المتعلم إيجابي ونشط يشارك في العملية التعليمية
التدريس بالمحاضرة والإلقاء يقتصر فيها دور الطالب والمتعلم علي ا أحد الأسباب التي تمنعه
فقد يميل الطالب أحياناً إلي الكسل أو يشعر بالإرهاق فيكره الإستيقاظ مبكرًا للذهاب إلي المدرسة. ولكن علي الأباء مراقبة سلوك أطفالهم اتجاه المدرسة فإذا استمر كسل الطفل عن المدرسة لفترات متكررة فغالباً ما يكون الكسل
كثير من الطلاب يتهربون من الذهاب إلى المدرسة ويعتبرونها شيئًا ثقيلًا على النفس، فالنفس البشرية تكره الشعور بالإلتزام بطبعها. ويتناسى الطلاب أهمية المدرسة في تكوين شخصية سليمة منضبطة وملتزمة ومؤهلة للنجاح في الحياة والمجال الوظيفي والأسري. فإن الإلتزام بالحضور إلى المدرسة مسؤولية على عاتق كل طالب وتؤهله لتحمل مسؤولياته عندما يصبح رجلًا كبيرًا ومسؤولًا عن عمل وعائلة