كتب/ دعاء زيان
أمي لقد نفذ الخبز، إذهبي وأحضريه
عبارة مقيتة تتردد علي مسامعي كثيرا من صغيري بالتحديد،أتأفف وازمجر فإن الذهاب والوقوف في الطابور شيء كريه أبغضه بشدة،
جرتني قدمي عنوة وجوع بطن صغيري دفعني لهناك دفعا، ذهبت وأعطيت بطاقة التموين للفتى فأخذها ووضعها في الماكينة و أعادها لي بدون أن يتفوه بكلمة كعادته،غريب أمر ذلك الشاب يتعامل بود مبالغ فيه مع أحبائه ومعارفه من الحي ومع الغرباء أمثالي بصمت وجفاء ،وقفت أتابع بل وادقق في المحيطين ،الكل تتعلق عيونهم بأرغفة الخبز المدعم وهو يخرج علي الشريط الساخن ، جوع وثياب رثة وضيق حال صفتهم المشتركة ،كل منهم ينتظر وما أبشع الإنتظار عند الحاجة ،حتي يأتي لكل منهم دوره فيأخد حصته من الخبز الساخن وينصرف ،وهو كالفائز بغنيمه كبيرة يعدو بها لسد أفواه عائلة بأكملها، العجيب أن رائحته تغيرت، لم تعد كما كانت ونحن صغار،رائحته التي كانت تسلب العقول
، وجاء دوري وأنا في عالم آخر، تحاوطني أفكاري فانتزعني منها صوت الفتى
وهو يخاطبني بحدة قائلا :
دورك يا مدام .