أهم 5 طرق في تكنولوجيا الرعاية الصحية غيرت مسار العلاج الطبي!

 

شَهِدنا خلال سنوات قليلة جميع الحالات التي أثّر بها تطور التكنولوجيا على جميع المجالات من الفصول الدراسية إلى قاعات المحاكم وغيرها، ولم يكن مجال الرعاية الصحية استثناءً قطّ. حتى أنّ الأطباء والممرضات الذين مارسوا مهنة الطب منذ قرن من الزمن وقفوا مذهولين أمام عظمة تكنولوجيا الرعاية الصحية.

 

ومن الأدوات التقنية التي ساهمت في نقلة الرعاية الصحية، هي مضخات التسريب، وآلات غسيل الكلى، والمضادات الحيوية، وصمامات القلب، وأجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي، والأجهزة القابلة للارتداء، وغيرها الكثير. 

 

ولا تزال التكنولوجيا تواصل دفعنا إلى الأمام وتبسيط الطريقة التي نتعامل بها مع العلاج الطبي، وكأن آفاق التحول الرقمي والتكنولوجيا غير محدودة، بل لا يسعنا القول إلا أن حدودها السماء. 

 

تقنيًا، تعمل التكنولوجيا على أتمتة المهام التي كان على البشر عملها يدويًا بأيديهم وتوسيع نطاقها، وهذا ما يمكن أن يوفر لمقدمي الخدمات الطبية إمكانية تركيز وقتهم وجهودهم في مكان آخر، إلى جانب تقليل التكلفة الإجمالية للرعاية الصحية أيضًا.

 

ونقلًا عن لسان رافائيل سالازار، وهو أخصائي علاج مهني ومؤسس شركة تسويق، قال: “لقد قدمت التكنولوجيا الكثير لتحسين فهمنا للقضايا الطبية والفسيولوجية المعقدة، بالإضافة إلى تقليل الحواجز التي تحول دون تقديم الرعاية مباشرة للمرضى”.

 

وأضاف: “سواء أكان الأمر يتعلق بالرعاية الصحية عن بعد التي تسمح للأطباء بالتفاعل مع المرضى في أماكن مختلفة أو انخفاض تكلفة التصوير الطبي والتشخيصي، فإن التكنولوجيا تساعد في تحسين الوصول إلى الرعاية وتحسّن جودتها.”

تكنولوجيا الرعاية الصحية وأهم 5 طرق غيّرت الطب الحديث

تطور مجال الرعاية الصحية بشكل كبير على مر السنين، ويعود الفضل لهذا التغيير إلى تكنولوجيا الرعاية الصحية، مع الكثير من الإنجازات الرقمية الطبية، لذا إليكَ الآن لمحة عن التغييرات المدعّمة بالتكنولوجيا: 

1. السجلات الصحية الإلكترونية

يقول كريس ويغان، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة جيب ستريم: “أدت التطورات في التكنولوجيا على مرّ السنين إلى تحسين الطريقة التي يتعامل بها اختصاصيو الرعاية الصحية مع العلاج الطبي بعدّة طرق”، وكان من أبرزها السجلات الصحية الإلكترونية.

 

عقّدت الطريقة التقليدية الرثّة في أنظمة حفظ الملفات الورقية لتسجيل بيانات المرضى الأمور على الأطباء المتواجدين في مرافق صحية مختلفة ووقفت عائقًا أمام تعاونهم على رعاية المرضى. 

 

وكان قانون تقنية المعلومات الصحية للصحة الاقتصادية والإكلينيكية لعام 2009 المنقذ الذي انتشل الأطباء في مرافق الرعاية الصحية، وساعد على تبسيط أنظمة سجلات المرضى من خلال اعتماد استخدام السجلات الصحية الإلكترونية. 

ما هي مهام السجلات الطبية الإلكترونية؟

  • تزويد المتخصصين الطبيين بصورة أكثر شمولية للتاريخ الصحي للمريض، وتمكينهم من اتخاذ قرارات أكثر دقة فيما يتعلق بعلاجهم.
  • توفير الكثير من الكفاءات والإنجاز في العمل، فمثلًا قامت أحد الشركات وعلى مدار ثمانية أشهر بترحيل ثمانية ملايين سجل من السجلات الورقية إلى نظام السجلات الصحية الإلكترونية.
  • دعم الفواتير دون الحاجة إلى ملء النماذج أو كتابة الفاكسات، إذ يمكن للمدققين قراءة دليل تفاصيل الخدمة دون البحث في كم هائل من المجلدات. 
  • تقييم تقارير الحوادث المنظمة، وإذا لزم الأمر، يتم استخراجها بشكل مناسب وسريع. 
  • التعامل مع المشكلات بسرعة وفي الوقت المناسب. 
  • الحصول على نتائج تحسين الجودة والسلامة ضمن شبكة خدمات أفضل.

2. العلاج الشخصي

هناك طريقة أخرى تدفع بها التكنولوجيا نظام الرعاية الصحية إلى الأمام وهي إشراك المرضى في رحلة علاجهم من خلال استخدامهم الأجهزة القابلة للارتداء. وأهم ما تقدمه لنا تكنولوجيا العلاج الشخصي والرعاية الصحية الذاتية: 

 

  • توفير نظرة ثاقبة للمساعدة في إنشاء خطط فردية للعلاج تخص كل مريض وليست علاجات عامة. 
  • تحليل بيانات الأفراد وتقديم توصيات الرعاية التي تأخذ بعين الاعتبار ظروفهم وأهدافهم وأسلوب حياتهم. 
  • الوقاية من الأمراض المزمنة أو مراقبة تطورات المرض في حال الإصابة بمرض مزمن. 

3. الرعاية الصحية عن بعد

تستخدم الخدمات الصحية عن بعد، أو ما يسمى الرعاية الصحية الافتراضية، التكنولوجيا لتحسين كفاءة الاتصالات بين مقدمي الرعاية الصحية والعيادات والمرضى. 

 

تسمح التكنولوجيا التي تتخذ شكل طرق الاتصال الإلكترونية بين العيادات والأطباء والمرضى بتبادل المعلومات، ومراقبة وتتبع الالتزام بخطة الرعاية، وضمان المشاركة المثلى في جميع مراحل الرعاية الصحية. 

 

يعمل استخدام التكنولوجيا في تمكين الاتصالات الرقمية على تحسين تجربة الحصول على الرعاية الصحية من خلال تمكين الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية عن بعد، سواء كان ذلك من خلال اتصال مريض بطبيب في منطقة مختلفة أو تواصل العديد من مقدمي الرعاية الصحية الذين يتعاونون مع بعضهم البعض.

 

يكمن جوهر التكنولوجيا الحقيقي في سدّ الفجوة بين مقدمي الخدمة ومرضاهم، فلم يعد من الضروري الجلوس في غرف الانتظار أو في طوابير لساعات في عطلة نهاية الأسبوع. 

 

ولكن يمكن أن تمتد فوائد التطبيب عن بعد إلى ما هو أبعد من الكفاءة والراحة، من خلال: 

 

  • خفض التكاليف. 
  • الارتقاء بالرعاية الصحية الوقائية.
  • الاتصال السريع بين المرضى ومقدمي الخدمات عبر التطبيق. 
  • تبسيط تجربة المريض وتوفير وقت الأطباء وموظفي مكاتبهم.
  • تحديد مكان المرضى في الحالات الطارئة وتقديم الإسعافات اللازمة لهم بالوقت المناسب.  

4. التكنولوجيا الجراحية

تسير التكنولوجيا الآن جنبًا إلى جنب مع الطب، بدءًا من الفحص السريري، وأخذ بيانات المرضى، وإجراء العمليات الجراحية، إلى مراقبة النتائج وتتبع حالة المريض.

 

يروي لنا الدكتور تشين تجربته، وهو جرّاح متخصص، فيقول: “نجري عمليات إعادة بناء افتراضية ثلاثية الأبعاد لمرضانا، والتي تساعد في توجيهنا إلى مكان استخدام المشرط الأكثر دقة أو إعادة بناء العظام باستخدام الصفائح”.

 

ويضيف: “يمكننا مراجعة هذه الصور مسبقًا دون إجراء شق واحد للتخطيط عملياتنا الجراحية قبل تنفيذها، وذات الأمر ينطبق على استخدام تقنية الأشعة تحت الحمراء لمراقبة تدفق الدم في السديلة، والتي تُستخدم في ترميم سرطان الثدي أو الرأس والرقبة. تتوفر أيضًا الأجهزة القابلة للزرع التي ترسل بيانات تدفق الدم أول بأول إلى هواتفنا”.

 

وفي أعقاب التطورات التي أحدثها الطب عن بعد، يرى الدكتور تشين أن هذا مجرد بداية لقدراتنا الطبية مع التكنولوجيا الجراحية، مشيرًا إلى إمكانية وجود أشياء مثل الروبوتات التي يمكن التحكم فيها فعليًا بواسطة الجراحين الذين ليسوا في غرفة العمليات مباشرة.

5. الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز

لن يؤدي الجمع بين تقنيتين متطورتين إلا إلى فتح المزيد من الاحتمالات في العلاج الطبي، خاصةً أن الذكاء الاصطناعي يعمل في دورة مكثفة مع الواقع المعزز، لا سيما في مجال الرعاية الصحية. 

 

يمكن أن تزوّد هذه القدرات التكنولوجية الطاقم الطبي بميزات متقدمة، مثل الرؤية بالأشعة السينية وقدرات استشعار الحرارة. فبدلاً من استبدال البشر بالآلات، توفر هذه التقنيات طريقة جديدة لتحسين الطرق التي تعمل بها الآلات والبشر معًا.

 

بعد عقود من التقدم البطيء، وجد الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي البيئة المثالية لنموهما، ووجد العالم الطبي الحلول السريعة والتقنية التي كسرت كل العوائق أمامهم والتي حالت سابقًا بينهم وبين تقديم خدمات صحية عالية الجودة.  

Related posts

Leave a Comment