كتب أحمد أسامة
فى ظل ما يعيشه العالم من فوضى وتوتر وأزمات جراء التعنت الغربي ووقوفه بوجه روسيا التى بدأت عمليتها في جارتها أوكرانيا للقضاء على النازية والإرهاب الذي تمارسه بحق أبناء جلدتها تواجه الدول النامية والفقيرة خطر أزمة غذاء كانت آخذة بالتصاعد منذ سنوات ولأن روسيا وأوكرانيا تعدان من أولى الدول المصدرة للحبوب في العالم قامت الدولتان بتوقيع اتفاق في إسطنبول في 22 يوليو الماضى لاستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود برعاية تركيا والأمم المتحدة حيث أتاح الإتفاق عن الإفراج عن الحبوب الأوكرانية العالقة بسبب ظروف الحرب الى أن قامت روسيا بالانسحاب من الاتفاق مطلع الأسبوع الجاري بعد الهجوم الإرهابي الذى شنته قوات كييف على سفن أسطول البحر الأسود وسفن مدنية في سيفاستوبول باستخدام طائرات مسيرة واليوم أعلنت روسيا وتركيا استئناف العمل باتفاقية نقل الحبوب الأوكرانية عبر الممر الآمن في البحر الأسود.
وأفادت وزارة الدفاع الروسية عبر بيان عن استئناف روسيا العمل باتفاقية مبادرة نقل الحبوب وجاء في بيان الوزارة بفضل مشاركة الأمم المتحدة وكذلك بمساعدة تركيا تمكنا من الحصول على الضمانات الخطية اللازمة من أوكرانيا بشأن عدم استخدام الممر الإنساني والموانئ الأوكرانية التي تم تحديدها من أجل تصدير المنتجات الزراعية، لإجراء عمليات عسكرية ضد روسيا وترى موسكو أن الضمانات التي حصلت عليها في الوقت الحالي تبدو كافية وتستأنف تنفيذ الاتفاقية وفي وقت سابق، ومن أجل منع وقوع كارثة إنسانية، أكدت وزارة الزراعة الروسية على لسان وزير الزراعة ديمتري باتروشيف أنها على استعداد للتعويض عن الحبوب الأوكرانية بالكامل، وتسليم ما يصل إلى 500 ألف طن من الحبوب إلى أفقر البلدان مجاناً في الأشهر الأربعة المقبلة.
ونوّهت أن صفقة الحبوب للأسف لم تحل مشاكل الدول المحتاجة بل أدت إلى تفاقمها بشكل ما في حين توجه رجل الأعمال الروسي يفغيني بريغوجين برسالة إلى وزير الزراعة الروسي دعاه فيها الى توفير الحبوب والقمح الروسي في المقام الأول لكل من دول إريتيريا وبوركينا فاسو وافريقيا الوسطى ومالي وغينيا، في إطار المبادرة الحكومية الروسية لتأمين الحبوب الى الدول الفقيرة. مشددًا على أن هذه الدول المذكورة تتعرض لضغوطات غربية كبيرة بسبب دعمها لروسيا، وبأن لها الأولوية في الحصول على القمح الروسي حيث قال “شركاؤنا الرئيسيون في القارة الأفريقية هم جمهورية أفريقيا الوسطى ومالي اللتان نحارب فيهما الإرهاب بنجاح وندافع عن حريتهما واستقلالهما، إضافة أننا نتعاون بشكل وثيق مع دولة إريتريا وجمهورية غينيا وبوركينا فاسو حيث يمارس الغرب ضغوطًا اقتصادية وسياسية غير مسبوقة على هذه الدول الصديقة للاتحاد الروسي بسبب موقفها الداعم بشكل كبير لبلدنا على الساحة الدولية وبالتالي فإن مبادرة روسيا ورجل الأعمال يفغيني بريغوجين بنقل الحبوب مباشرة ومجانا إلى الدول الأكثر إحتياجاً هو قرار قوي يأتي للتأكيد على أن روسيا لا تترك حلفاءها ويعتبر خطوة مهمة في نطاق العمل المشترك الذي تسعى روسيا لإضفائه على العلاقات الدولية