فن الرحيل ….

 

كتب رضا محمد حنه
محرر صحفي في دمياط اليوم

كل فرد منا معرض للرحيل، سواء عن علاقة أو منظومة عمل أو مكان أو حتى عن الدنيا .
الرحيل له أصول وبروتوكولات تعكس شخصية المرء وفروسيته.

الرحيل كالدواء مر، لكن لا بد منه. ينبغي أن نتجرعه وفق وصفة دقيقة حتى لا تسوء حالتنا.
و له ثقافة و أسلوب، لا بد أن نتبعهم بمهارة وكفاءة، حتى نقلل من أعراضه الجانبية قدر الإمكان.
برأيي هناك خطوات جيدة من المناسب أن نتخذها، لنجعل الرحيل أقل ألما و أكثر قبولاً :

أولا: التدرج،

للتدرج دهشة وسحر كبيران، يجعلان الأمور أكثر قبولا و ارتياحاً .
الرحيل نبأ سيء .
أرجوك لا تجعله صادما فتعمق الهوة و تكثر الوجع .

كيف تخفف من وطأته؟

مارسه مرحليا لتقلل آثاره نسبيا، لانه يترك ندوبا، لكنه لا يسفر عن نزيف من جرح عميق لا يمكن إيقافه.

ثانيا: التوقيت،

تذكر اللحظات الجميلة التي ستتركها خلفك ، لا تختتمها بلحظة مخيبة،
بعض الأوقات لا تقبل أي انصراف أو مغادرة.
لحظات تتطلب وجودك بمكانك،
لا تجهز على أحبتك ورفاقك وتباغتهم فجأة .
تأكد من الانصراف في وقت غير عصيب، دعهم يتذكرون نبلك أكثر من رحيلك.

ثالثا: تمسك بالمسك، احرص على أن يكون ختامها مسكا.

أنت ستذهب.
لقد اتخذت قرارك. لست في حاجة إلى تبرير موقفك و رحيلك .
الكل يعلم ما تود أن تقوله وتفشيه، و لكن
لا تفشه، احتفظ به، ليحتفظوا بك صورة جميلة.
النهايات ترسخ في الذاكرة والروح.
إن لم نستطع أن نجعلها نهاية سعيدة فلا نجعلها نهاية تعيسة.
فـ لربما قد تبدأ معهم من جديد يوما ما،
قد تلتقي بهم أو تتقابل معهم لاحقا،
كن صاحب السيرة العطرة والنهايات الهادئة.

رابعا: اعزف رسالة.

اكتب رسالة طيبة، مليئة بالتقدير للأشياء الحلوة التي مرت عليك قبل أن تحمل أمتعتك وتغادر، اسردها نقاطا، ستترك عطرا، صدقني.
كل شيء سيزول، سيبقى الحرف والأثر والعطر.

ارحل و ليكن رحيلك برفق .

و دمتم بالف خير

Related posts

Leave a Comment