اكتشاف نوع جديد من قشريات المياه العذبة بدولة الإمارات

 

متابعة-رشا حافظ
في إنجاز علمي وبحثي متميز على المستوى الدولي، نجح فريق من باحثي قسم علوم الحياة في كلية العلوم بجامعة الإمارات، وبالتعاون مع عدد من الباحثين والمراكز الدولية في روسيا، من الكشف عن نوع غير معروف من فئة القشريات “ديبلوستراكا” للكائنات الحية المجهرية الدقيقة في مملكة الحيوان لمنطقة شبه الجزيرة العربية ضمن مجموعة الأنواع المشتركة.

وتمّ نشر الاكتشاف ضمن أرقى المجلات العلمية المُحكمة في العالم، بقيادة البروفيسور وليد حمزة، من قسم علوم الحياة في كلية العلوم بجامعة الإمارات العربية المتحدة ، والبروفيسور أليكس كوتوف، والباحثة أنا نرتينا من معهد سيفيرتسوف للإيكولوجيا والتطور في روسيا ، والدكتور خالد أميري، مدير مركز خليفة للتقانات الحيوية والهندسة الوراثية، و باحثين من معهد بابانين لبيولوجيا المياه الداخلية في الأكاديمية الروسية للعلوم، وطالبة الماجستير من قسم علوم الحياة الأستاذة شمة النيادي، التي قضت 21 يومًا في المعهد الروسي لإتقان رسوماتها باستخدام كاميرا لوسيدا الأكثر تطوراً على مستوى العالم.

وأوضح الباحث الرئيسي البروفيسور وليد حمزة: “أعتقد أن اكتشاف الأنواع الجديدة التي نمت في أجسام المياه العذبة المؤقتة ، سيفتح الباب أمام الكثير من الباحثين لاستكشاف بيئات مختلفة ليس فقط في دولة الإمارات العربية المتحدة ، ولكن في شبه الجزيرة العربية ، حيث لا يزال لدى هذه المنطقة الكثير لتكتشفه. في الواقع، إن توسيع مجال البحث لدينا والتعاون مع المعاهد ذات المستوى العالمي سيعزز بشكل إيجابي قدراتنا البحثية خاصة عند مشاركة الباحثين الشباب من مواطني دولة الإمارات ، مما سيؤدي إلى بناء القدرات الوطنية القادرة على استكشاف الموارد الموجودة في أرضهم”.

وأضاف قائلاً: ” تأتي أهمية هذا الاكتشاف العلمي في زيادة أعضاء قائمة التنوع البيولوجي للكائنات الحية خاصة في دولة الإمارات العربية المتحدة. حقيقة ترفع من قيمة الحفاظ على النظم البيئية للأراضي الرطبة كمورد حيوي يحافظ على بيئة الأرض والكائنات الحية فيها”.
وقد وجد الباحثون نوعًا جديدًا من الكائنات الحية المجهرية الدقيقة في صحاري شبه الجزيرة العربية ، ويسمح هذا الاكتشاف بحلّ بعض المشكلات المتعلقة بتاريخ هذه الدفنيات في نصف الكرة الشمالي. ومتابعة سلسلة التشتت لهذه المجهريات عبر شمال أفريقيا والشرق الأوسط. كما تمكن الفريق من دراسة أنماط توزيع التنوع البيولوجي وتاريخ تكوينها في المياه القارية،حيث أن معظم المنشورات العلمية حول هذا الصنف تتعلق بالجنس الفرعي بينما لم يتم دراسة مماثلة للكائنات المجهرية التي تعيش بشكل أساسي في المياه المؤقتة .

وأشار البروفيسور وليد حمزة: “نجحنا في الوصول إلى هوية الكائن الحي، الذي تم تحديده على أنه نوع جديد وأطلقنا عليه اسم Daphnia arabica sp. nov. للإشارة إلى وجودها في شبه الجزيرة العربية “وتمييزه عن الأنواع الأخرى ، تلك التي تنتمي إلى مجموعة أخرى، والتي تعيش بشكل أساسي في أجسام المياه العذبة المؤقتة ، حيث جمع الباحثون عينة أساسية من الرواسب الجافة الموجودة خلف حوض سد الشويب (مدينة العين ) في مارس 2018، و تم غمر الرواسب في مياه الشرب لمدة ثلاثة أسابيع، وحدثت ظاهرة فقس من البيض المغلف الموجود في الرواسب، وتم عزل الكائنات الحية المفككة ونمت في مختبر البيولوجيا البحرية في كلية العلوم بجامعة الإمارات العربية المتحدة، وذلك بمساعدة مركز خليفة للهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية والأكاديمية الروسية للعلوم في موسكو. عندها خضعت الكائنات الحية المعزولة إلى تحديد شكلي مجهري وتحليلات جزيئية أولية (تحليلات الحمض النوويDNA )، والشكل الخارجي باستخدام “كاميرا لوسيدا”، والمزيد من التحليلات الجينومية للأنواع التي تمت تربيتها بتعمق.

Related posts

Leave a Comment