يحكي إن افتقد الأستاذ الجامعي تلميذه المجتهد والمنتظم في دراساته العليا .
قرر الاستاذ أن يذهب إلى بيت تلميذه ليزوره فقد اعتقد أنه مريض،
وأنه ليس غير المرض قد منعه عن الحضور إلى الجامعة!
وعندما وصل إلى بيت تلميذه،
وجد أن البيت كله عبارة عن غرفة واحدة متصدعة،
وأن الطالب فقير جداً بشكل لم يكن يتصوره،
وبعد أن قدَّم التلميذ كوبا من المياه لأستاذه،
قال له الأستاذ: لماذا لم تعد تحضر إلى الجامعة؟
فقال له التلميذ: العلمُ لا يشتري باقة فجل!
دُهش الأستاذ من كلام تلميذه،
وقبل أن يسأله عن سبب قوله هذا،
سارع التلميذ وقال:
يا أستاذي العزيز لقد شعرتُ بالجوع منذ أسبوع،
ولم يكن معي إلا فلساً ونصف،
اشتريتُ رغيفاً بفلس من الفرن،
وتوجهتُ إلى بائع الخضار أريد أن أشتري فجلاً بنصف الفلس المتبقي،
فقال لي: باقة الفجل بفلس!
فقلتُ له: بامكاني أن أُعلمكَ مسألةً في النحو أو أروي لكَ قصةً في الأدب،
مقابل أن تبيعني باقة الفجل بنصف فلس!
فقال لي ساخراً: علمكَ لا يشتري الفجل!
فعلمتُ أنه على حق،
وقررتُ أن أترك الدراسة،
وأحصل على عمل يمكنني من شراء الخبز والفجل!
لم يُعلق الأستاذ على كلام تلميذه،
وإنما أعطاه خاتماً ذهبياً، وقال له: بِعْ هذا لي!
وتعالَ غداً إلى الجامعة وسنتحدث، وقام وانصرف!
وبالفعل في اليوم التالي جاء التلميذ ومعه ثمن الخاتم،
فقال له الأستاذ: هذا سعر ممتاز أين بعتَ الخاتم؟!
فقال له: لقد بعته في سوق الصاغة.
فقال له الأستاذ: ولِمَ لمْ تبعه لبائع الفجل؟!
فقال له: بائع الفجل لا يعرف قيمة الذهب!
فقال له الأستاذ: وكذلك هو لا يعرف قيمة العِلم!
المشكلة يا عزيزي ليس أنَّ علمكَ ليس له قيمة،
وإنما قد بذلته لمن لا يُقدِّره!
يا صاحبي،
قصة التلميذ وبائع الفجل تتكرر كثيراً،
أحياناً لا نلقى صدىً لما نفعله،
ليس لأن الذي نفعله لا قيمة له،
بل لأننا نفعله مع من لا يُقدِّره!
إذا قدمتَ الحُبَّ ولم تجنِ إلا الشوك،
فهذا لا يعني أن الحُب ليس له قيمة،
وإنما يعني أنك قدمته إلى الشخص الخطأ!
وإذا صنعتَ معروفاً مع إنسانٍ وقابله بالإساءة،
فهذا لا يعني أن المعروف لا يُثمر في الناس،
وإنما يعني أن بعض الناس فقط ليسوا أهلاً للمعروف!… علي الجانب الآخر ،. يذكر أن جاء صبي يسأل سيدنا موسى كليم الله عليه السلام أن يغنيه الله ..
فسأله موسى هل تريد أن يغنيك الله في أول 30 عام من عمرك ، أم في الـ 30 عام الأخيرة ؟؟
احتار الصبي و أخذ يفكر و يفاضل بين الإختيارين ، ثم استقر اختياره على أن يكون الغنى فى أول 30 عام من عمره ،
و كان سبب اختياره أنه أراد أن يسعد بالمال في شبابه ،
كما أنه لايضمن أن يعيش إلى الـ 60 من العمر ،
و لكنه نسي ما تحمله الشيخوخة من ضعف و هزال و مرض ..
دعى موسى ربه .. فاستجاب على أن يغنيه فى أول 30 عام من عمره ،
و اغتنى الصبي و أصبح فاحش الثراء ..
و صب الله عليه من الرزق الوفير ،
و صار الصبي رجلا .. و كان يفتح أبواب الرزق لغيره من الناس .. ويجبر خواطرهم …ويساعد كل محتاج وهو يعتقد يقينيا أن هذا مال الله ..ولابد أن يصرف الي عباد الله وأنه وسيلة فقط ينال منها وبها الجزاء والثواب….
فكان يساعد الناس ليس فقط بالمال ، بل كان يساعدهم في إنشاء تجارتهم ، و صناعاتهم ، واعداد زراعاتهم ، و يساعد في زواج غير القادرين ، و يعطي الأيتام والمحتاجين ..ويساعد أهل العلم وعابري السبيل
و تمر الـ 30 عاما الأولى و تبدأ الـ 30 عاما الأخيرة ..
و ينتظر موسى عليه السلام الأحداث ،
و تمر الأعوام ، و الحال هو الحال ، و لم تتغير أحوال الرجل ، بل ازداد غنى على غناه ..
فاتجه موسى عليه السلام إلى الله يسأله بأن الأعوام الـ 30 الأولى قد انقضت ..
فأجابه الله : وجدت عبدي يفتح أبواب رزقي لعبادي .. فاستحيت أن أقفل باب رزقي إليه . انها الحكمة وحسن السلوك واخلاق العبد وتواضعه مع ربه الكريم العفو الرحيم … وفي الختام ، سلاما على قلوب قرأت قوله سبحانه وتعالى ((وتلك الأيام نداولها بين الناس)) فأيقنت أنها أيام وليست شهورا ولا أعوام وترحل معها الآلام.
سلاما عل صدور تدبرت قوله عز وجل (( ولم أكن بدعائك رب شقيا))
فأيقنت أن صاحب الدعاء لا يشقى أبداً.
سلاما على نفوس أثقلتها الهموم فقابلتها بقول الحمد لله. ورضيت بما قسمه الله ، فالله خير ولاياتي الا بخير
ربي أنت القريب وأنت الصاحب والحبيب وأنت الوحيد المجيب وأنت الشافي الطبيب وأنت الذي تعلم ما نريد اللهم ارحم ضعفنا وآمن روعنا وأسعد قلوبنا وفرج همومنا واصرف عنا ما يقلقنا ويعكر صفونا نسألك الغفران للذنوب ونسألك أن السماح عندما نتوب اللهم اجعلنا من العتقاء في دار البقاء وأرزقنا الطهر والنقاء وارحم والدينا كما ربيانا صغيرا … وأبعد عنا الحزن والهم والبلاء والغلاء وسيء الاسقام وخذ بأيدينا فنحن في دار اختبار وابتلاء واجعل ألسنتنا رطبة بذكرك دون رياء يا رب العالمين يا مثبت الدين يا ذا الجلال والاكرام…