كتب عبدالنبى النادى
عقد الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء مؤتمرا صحفيا وذلك لعرض بعض النقاط حول قرار تحريك أسعار المنتجات البترولية ودور الدولة فى تحمل الأعباء عن المواطنين جراء الأزمات العالمية وقد
أشار مدبولى إلى قرار لجنة التسعير التلقائي لأسعار المنتجات البترولية وتحريك الأسعار لبعض المنتجات وخاصة السولار الذي تم تحريك سعره لأول مرة منذ أكثر من 30 شهرا بزيادة قدرها 50 قرشا لكل لتر لافتا إلى حرص الحكومة على التواصل مع المواطنين بشكل دائم؛ للاستماع إلى آرائهم ومقترحاتهم والمشكلات التي تواجههم للعمل على إيجاد حلول لها ولا سيما فى ظل التحديات التي تواجهها الدولة المصرية جراء الأزمات المتعاقبة على مستوى العالم وما خلفته من تداعيات سلبية أثرت على مختلف مناحي الحياة، وستذكرها كتب التاريخ كما ذكرت وقائع الحربين العالميتين ونتائجهما في سجل التاريخ
وفي إطار هذا الحديث سرد رئيس الوزراء أوجه التأثيرات السلبية لهذه الأزمات التي استمرت خلال العامين الماضيين بدءا من أزمة جائحة كورونا وما أعقبها من حدوث موجات تضخم شهدها العالم أجمع نتيجة اضطراب سلاسل الامداد وخاصة في العام 2021 وحتى وقوع الأزمة الروسية الأوكرانية التي اندلعت منذ شهر فبراير الماضى وألقت بظلال قاتمة وتداعيات كبيرة لا يزال العالم يعاني منها حتى الآن ولاسيما موجة التضخم التي صاحبتها وهي موجة غير مسبوقة منذ عشرات السنين
وقال الدكتور مصطفى مدبولى كما تعودنا على المصارحة دائما مع المواطنين فكان لقاؤنا فرصة لتوضيح مجموعة من الحقائق أمام المواطنين وخاصة فيما يتعلق بتحرك الدولة فى مسارات دعم المواطنين فى ظل هذه الأزمات ورؤية الدولة للتعامل مع هذه الأزمة
وأضاف رئيس الوزراء: دعونا نبدأ بقرار تحريك أسعار بعض المنتجات البترولية، ونتحدث في أمر معلوم للجميع وهو أن الدولة تستورد الجزء الأكبر من احتياجاتها من هذه المنتجات من الخارج بإجمالي يصل إلى نحو 100 مليون برميل سنويا، وهو رقم كبير للغاية، ولنا أن نتخيل في هذا الصدد أن الموازنة العامة للدولة 2021-2022 والتي انتهت في 30 يونيو الماضي، كانت قائمة على حساب سعر برميل البترول على أساس 60 دولارا، وهو السعر الذي كان سائدا خلال تلك الفترة التي تم إعداد موازنة الدولة خلالها، بل كان متوقعا أن يستمر هذا السعر خلال العام المالي الماضي.
وفي ضوء ذلك، أوضح الدكتور مصطفى مدبولي أنه عندما بدأنا الإصلاح الاقتصادي وتطبيق آلية التسعير التلقائي، كنا وصلنا في نهاية 2020 وبداية 2021 أنه لم يكن لدينا دعم للمنتجات البترولية فكان تسعير كل أنواع البنزين مع السولار بحيث تغطي المجموعة تكلفتها جميعا مع بعضها البعض، وذلك حتى مع تسعير السولار بقيمة 6.75 جنيه قبل تحريك سعره أمس، فكانت أسعار المنتجات البترولية تغطي نفسها دون تحميل الدولة أي تكلفة دعم، مضيفا أنه مع ارتفاع سعر برميل البترول إلى 120 دولارا عقب اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية، وهو ما يعني زيادة العبء الملقى على الدولة إلى الضعف، لكن الدولة رغم ذلك لم تتخذ أي قرار بزيادة أسعار الوقود إلى الضعف كما حدث في عدد كبير من دول العالم، مؤكدا حرص الدولة على استمرار أسعار السولار كما هي على مدار العام الماضي.
وفسر رئيس الوزراء التكلفة الحقيقية للتر الواحد من السولار، فأوضح أن تقدير هذه التكلفة يكون بحساب متوسط تكلفة أسعار الشهور الثلاثة الأخيرة، فالدولة كانت تتكلف 11 جنيها كتكلفة للتر الواحد خلال تلك الشهور، ورغم ذلك كان يباع اللتر بقيمة 6.75 جنيه، وهو ما يعني بالتالي أن الدولة كانت تتحمل 4.25 جنيه فرق التكلفة، مشيرا إلى أن استهلاك مصر من السولار يومياً يبلغ 42 مليون لتر، بمثابة 1.25 مليار لتر كل شهر، أي نحو 15 مليار لتر سنوياً من السولار، والدولة تحملت في آخر 3 أشهر نحو 4.25 جنيه دعم على كل لتر سولار، سنجد أننا كنا نتحمل يومياً كدولة دعم يصل الى نحو 178 مليون جنيه، لو استمر الحال كانت الدولة ستتحمل على مدار السنة نحو 63 مليار جنيه كدعم فقط لبند السولار.
وأشار مدبولي إلى أن الزيادة التي تم إقرارها أمس تبلغ 50 قرشا لكل لتر، تقلل فقط قيمة الدعم الذي تتحمله الدولة من 178 مليون جنيه يومياً، إلى 157 مليون جنيه يومياً، بمعنى أن الدولة لا تزال تتحمل جزءاً، وإذا استمرت أسعار البترول بنفس المتوسطات خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، فإنه من المتوقع أن تستمر الدولة المصرية خلال العام المالي الحالي في تحمل دعم تبلغ قيمته 55 مليار جنيه بالسعر الجديد للسولار، بدلاً من 63 مليار جنيه، وهذا هو فرق النصف جنيه قيمة الزيادة في سعر السولار، وحتى لا يقال أن الدولة قللت الدعم الموجه للمحروقات، ففعليا الدولة رفعت قيمة الدعم الموجه للمحروقات من 18 مليار جنيه العام المالي الماضي إلى ما يقرب من 30 مليار جنيه خلال الموازنة الحالية نتيجة الزيادات الكبيرة في أسعار البترول عالميا، على أساس تحديد سعر البرميل بقيمة 85 دولارا.
ونوه رئيس الوزراء إلى أنه في حال زيادة سعر البرميل عن 85 دولارا فالدولة بتوجيهات فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وضعت 130 مليارا كاحتياطي عام للتدخل على مدار العام المالي الجديد في حال حدوث تغيرات في البنود الأساسية مثل السلع الرئيسية، كما قمنا بضخ الاعتمادات من الاحتياطي العام لتحمل فروق سعر السولار خلال الأشهر الستة الأخيرة من العام المالي الماضي وتحملت الدولة ولم تلجأ لزيادة سعره لمراعاة كل ما يتعلق بسعر السولار من نقل بضائع وسلع وخضراوات، إضافة إلى النقل الجماعي، وتشغيل الآلات الزراعية، فكان الخيار أمام الدولة هو تحمل الظروف الطارئة على أمل أن تكون هذه الظروف ظروفا استثنائية فقط وتنتهي خلال فترة وجيزة وتتحملها الدولة دون تحميل المواطن أية أعباء، إلا أنه مع المستجدات الحالية ومع كل التقديرات بأن يطول أمد الأزمة العالمية وتأثيرها كان لا بد من التعامل مع هذا الوضع كحقيقة واقعة ونعيد تخطيط أرقامنا وميزانيتنا ؛ حتى يكون في مقدورنا أن نستوعب بقدر الإمكان جزءا من الخسائر الكبيرة التي ستقع على الدولة وأضاف يجب ألا ننسى أمرا مهما جدا هو أن معدل البطالة في ٢٠١٤ كان ١٣٪ واليوم بفضل الله أصبح أقل من ٧.٥٪ بالرغم من كل التحديات التي تواجهنا، وهذا كله لم يكن يتحقق إلا من خلال المشروعات القومية الكبرى التي نفذتها الدولة المصرية ويكفي أن كل يوم يوجد ملايين الأسر المصرية التي يعود عائلها ومعه ما يكفيه لإعالة أسرته فهذه المشروعات كما أنه كان تنفيذها لتوسيع الرقعة المعمورة في مصر فإنها وفرت الملايين من فرص العمل لشبابنا وخلال تصريحاته التليفزيونية أوضح رئيس الوزراء أيضا أنه رغم كل الأزمات غير المسبوقة والارتفاع الكبير فى أسعار جميع السلع فإن الدولة المصرية تبذل جهدا غير عادى من أجل تأمين احتياطي استراتيجي من كل السلع الأساسية في حدود متوسط ٦ أشهر