تعتبر مشكلة التضخم من المشاكل الهامة التي يولي لها مسؤولين البنك الاحتياطي اهتمامًا كبيرًا، وبحسب التقرير الذي نشرته الصحيفة الأمريكية The New York Times، سلط الضوء حول مشكلة صعبة في الولايات المتحدة، ألا وهي مشكلة التضخم والسبب في ظهورها وما هي النتائج المترتبة على ارتفاع معدلات التضخم وكيف يمكن الحد من إبطائه.
ماذا يقصد بالتضخم؟
قالت كاتبة المقال في السطور الأولى بأن التضخم يعتبر من أصعب المشاكل التي تواجه البلاد المتقدمة، مؤكدة على أن هناك أسباب واضحة وعواقب وخيمة تنجم عن التضخم، كما وأشارت الكاتبة بأن السياسيين وأصحاب القرارات يدرسون خطط مكثفة من أجل الحد من عملية التضخم أو على الأقل إبطائها.
يقصد بالتضخم هو انعدام القوة الشرائية خلال فترة زمنية معينة، وهذا يشير إلا أن الشخص بإمكانه شراء ما قد قام بشرائه يوم أمس بكمية الأموال التي بحوذته، وكثيرًا ما يشار إلى التضخم بأنه حالة التغيير السنوية في أسعار المبيعات والخدمات المقدمة للعملاء، كالملابس، أو الألعاب، أو الطعام، أو الأثاث وغير ذلك.
وبحسب ما ذكرت الكاتبة في مقالها، أكدت على أن أسعارالبضائع في الولايات المتحدة شهدت ارتفاعًا بنسبة تتجاوز الـ 8.5% منذ مطلع العام الحالي، وأشارت إلى أن هذا أعلى معدل ارتفاع تشهده الولايات المتحدة منذ 4 عقود.
من ناحية أخرى، يتساءل البعض، هل التضخم يؤدي إلى حالة الركود الاقتصادي في العالم؟ وكيف يمكن تحقيق الأرباح في فترة الركود؟ وما تأثير الضخم على الوضع الاقتصادي للدولة؟ يمكنك التعرف أكثر على الطرق الصحيحة لتحقيق الأرباح في فترة الركود الاقتصادي ومعرفة تأثير التضخم على اقتصاد الدول من خلال اراب فاينانشيال
كيف يتم قياس التضخم؟
يقوم أصحاب القرارات السياسية والاقتصادية في البلاد بمتابعة عاملين أساسيين لقياس معدل التضخم في البلاد، وهم كالتالي:
- مؤشر سعر المستهلك
- مؤشر نفقة الاستهلاك للفرد
فالمؤشر الأول يشير إلى معدل ما يدفعه المستهلك مقابل الأشياء التي يشتريها، الأمر الذي يعطي إشارة لأصحاب القرارات عن تأثير التضخم في البلاد مقارنة بالأشهر السابقة، ومن خلال البيانات يتم الوصول إلى مؤشر نفقة الاستهلاك الفردي، وفي النهاية يتم إصدار تقرير نهائي بالتكاليف الفعلية للأشياء.
تتميز المؤشرات السابقة بأنها متقلبة وليست ثابتة، علمًا بأن مؤشر سعر المستهلك قد ارتفع بنسبة 6.3% مقارنة بالعام الماضي، وهذا يعني أن نسبة ارتفاع المؤشر وصلت إلى 3 أضعاف ما كان يهدف إليه البنك المركزي في العام الحالي.
السبب وراء التضخم
من المرجح أن يكون السبب وراء ارتفاع معدل التضخم بسبب ارتفاع الطلب على المنتجات من قبل المستهلكين، ولكنه من ناحية أخرى قد يرتفع معدل التضخم وقد ينخفض أيضًا وفقًا لظروف أخرى غير مرتبطة بالوضع الاقتصادي للبلاد، كعمليات إنتاج النفط الخام أو المشاكل المتعلقة بسلاسل التوريد وغيرها من الأسباب الأخرى.
هل التضخم إنذار سيئ؟
يمكن الحكم على معدل التضخم بالإيجاب أو السلب وفقًا للظروف، فكلما ارتفعت الأسعار بشكل كبير، قد تؤدي إلى حدوث مشكلة كبيرة في البلاد، ومن ناحية أخرى عندما تكون الأرباح المعتدلة في السعر، فقد يساهم ذلك في رفع مستوى التوظيف ورفع معدل التوظيف.
آثر التضخم على الفقراء
قد لا يمكن تصور حجم المشكلات التي تعاني منها الأسر الفقيرة عندما ترتفع معدلات التضخم في البلاد، وذلك لأنها تجبر العائلات على صرف أموالها على الاحتياجات الضرورية كالسكن والغاز والطعام وغيرها.
آثر التضخم على الأسواق المالية وسوق الأسهم
دائمًا ما ينتج عن التضخم السريع مشاكل كبيرة في الأسهم والأسواق المالية، وبحسب الأرقام فإن الأصول المالية شهدت حالة من التقلبات والأداء السلبي خلال الفترات التي شهدت بها البلاد ارتفاع معدلات التضخم بشكل سريع، أما الأصول الملموسة فقد حافظت على قيمتها بشكل جيد كالمنازل.
ومن جهة أخرى، يعمل الاحتياط الفيدرالي على رفع سعر الفوائد من أجل تقليل معدل الطلب وخفض معدلات الأجور، وبالتالي يتم نمو السعر، ويأتي ذلك كنتيجة للاستجابة إلى سياسة البنك المركزي المتمثلة بأن الاقتصاد يسلك طريقه نحو عملية تباطؤ في معدل التضخم، وبناءً على ذلك فإن تكاليف الاقتراض العالية ساهمت في تهدئة حالة السوق الإسكاني.
أسباب التضخم في الولايات المتحدة
وفقًا للدراسات، فإن هناك 3 أسباب رئيسية وراء ارتفاع معدل التضخم في الولايات المتحدة في الوقت الحالي، ومنها:
- الطلب المتزايد من قبل المستهلكين على المنتجات ودفع مبالغ باهظة.
- السلع قليلة وذلك لآن الطلب على المنتجات يزداد بينما المعروض من السلع نادي، وهذا ساعد العديد من الشركات المالية في تحصيل رسومها بشكل أكبر دون أن تخسر ولاء عملائها، كما أن أزمة سلاسل التوريد بعد أن أغلقت الصين بلادها ساهمت في رفع معدل التضخم في البلاد، ناهيك عن نقصان إمدادات الغذاء والدواء بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا.
- ضغط قطاع الخدمات حيث لوحظ قبل عدة شهور عزوف الناس عن الإنفاق في الخدمات، ولكنهم ساهموا للإنفاق في الأنشطة، الأمر الذي رفع من معدل التضخم على صناعة الخدمات، ومن جهة أخرى شهدت الإيجارات ارتفاع كبيرة في الأسعار، حيث بدأ الأمريكيين يسارعون للحصول على المعروض المحدود من الشقق في الولايات المتحدة، لا سيما ارتفاع أسعار فواتير الطعام في المطاعم وزيادة أعداد البطالة وارتفاع أسعار تذاكر شركات الطيرات، حيث يتطلع الأمريكيين لمغادرة البلاد والسفر رغم ارتفاع أسعار الوقود وتكدس معدلات البطالة في البلاد.