الكثير لا يعرفون عن جواد حسني سوي إسم علي أحد الشوارع الكبري بالقاهرة ولكن لايعرفون شئ عن ماقدمه من تضحيات من أجل بور سعيد الباسله أثناء العدوان الثلاثي ولد البطل فى 20 ابريل 1935 بحى جاردن سيتى بالقاهرة..
من اسرة ذات تاريخ نضالى كبير ضد الاحتلال الانجليزى..
جده كان من انصار البطل أحمد عرابى واشترك فى وضع التصميمات
وخطوط الدفاع عن كفر الزيات والتى شهدت هزيمة الانجليز..
والده اشترك فى مظاهرات الطلبة فى ثورة 1919 واعتقل وافرج عنه
البطل سعد زغلول بالاسكندرية..
عمه كان الضابط فؤاد حسنى وكان من ضمن طاقم الباخرة الحربية (فارس)
التى كانت تدافع عن المياه الاقليمية امام الاسكندرية..فى الحرب العالمية الثانية
الا انها ارتطمت بلغم بحرى غرسه الاعداء فانفجرت الباخرة واستشهد عمه فيها
تطوع(جواد) مع طلبة الجامعات حيث كان طالبا بحقوق القاهرة..للدفاع عن
بورسعيداثناء العدوان الثلاثى الغاشم..
عبر البطل مع رفاقه من القنطرة الى شرق القناة جنوب بورفؤاد لقتال العدو
الفرنسى الذى سيطر على المدينة وعزلها عن العالم تماماً..
توغل الابطال داخل سيناء فقابلتهم دورية اسرائيلية واشتبكوا معهم فأطلق
جواد رصاص رشاشة عليهم وأثناء تبادل النيران أصابته رصاصة غادرة من احد
الجنود الاسرائيلين فى كتفه الايسر ..
تقدم منه زملائه وضمدوا له جراحه وطالبوه بالعودة لنقله الى احدى المستشفيات
لكنه رفض .وصمم على مواصلة القتال بل طالب من زملائه الانسحاب وتعهد بحمايتهم
بنيران رشاشه ..
استمر فى تقدمه فى القتال حتى وصل الى القطاع الذى احتلته القوات الفرنسية
على شرق القناة عند الكيلو37جنوب بورفؤاد ..
اشتبك (جواد)مع القوات الفرنسية ليلاً حيث كان رشاشه سريع الطلقات..
(600طلقة فى الدقيقة)..
ظن الفرنسيين انهم يقاتلون قوة كبيرة من المصريين فطلبوا المدد والنجدة..
وصلت مجموعة من الدبابات والمصفحات الى ارض المعركة وتقدموا تجاه البطل
ألقى عليهم القنابل اليدوية مع نيران رشاشه كل هذا والدماء تسل منه حتى
وقع مغشياً عليه ..
تقدمت نحوه قوات العدو الفرنسى ببطء وحذر شديد وهى تظن ان السكوت
عن ضرب النار خدعة مصرية ..وما ان وصلت القوات اليه وجدت شابا صغيرا فى السن
ملقى على الأرض وسط بركة من الدماء محتضناً رشاشه وبيده قنبلة شديدة الانفجار
نقلته القوات الفرنسية الى معسكر الاسرى بنادى بورفؤاد الرياضى..
عزلوه وحيداً فى حجرة صغيرة اسفل سلم النادى الرياضى..
اعتقلوه وعذبوه واوجعوه ضربا ولم يقر بشئ عن الفدائيين وسلاحهم..
تركوه ينزف ومات فى مثل هذا اليوم متأثراً بجراحه بعد ان كتب بدمه على حائط
الحجرة الصغيرة(تحيا مصرنا الحبيبة)..
لعل شباب اليوم يتعلمون من سيرة هؤلاء كيف يكون الانتماء للوطن..
الشهيد جواد حسني مابين إسم علي أحد شوارع القاهرة وفدائي دافع عن بور سعيد الباسلة
كتب :خالد الحيني