أعداد كريمة عبدالرحيم
يعد متحف المركبات الملكية ببولاق واحدا من أعرق المتاحف النوعية على مستوى العالم حيث هيئ خصيصا لعرض وحفظ التراث الثقافي الخاص بالمركبات الملكية التي ترجع لعصر أسرة محمد علي وكل ما يتعلق بها كما يسلط الضوء على الاهتمام بتربية الخيول في هذه الآونة
ترجع فكرة إنشاء مبنى المتحف إلى عهد الخديوي إسماعيل الذي حكم مصر فيما بين عامي 1863-1879م فهو أول من فكر في إنشاء مبنى خاص بالمركبات الخديوية والخيول سمي في بداية الأمر باسم مصلحة الركائب الخديوية واستمر هذا الاسم حتى عام 1922م في عهد الملك فؤاد الأول 1917-1936م وأصبح باسم إدارة الاسطبلات الملكية وكانت هذه المصلحة محط اهتمام القصر الملكي آنذاك حيث وفر لها الخبراء المتخصصين فضلا عن العمال المهرة وقد تم تحويل المبنى إلى متحف تاريخي بعد إنتهاء ثورة 1952م
يضم المتحف مجموعة رائعة من العربات الملكية مختلفة الأحجام والأنواع والتي ترجع إلى فترة حكم أسرة محمد علي باشا في مصر أشهرها العربة المعروفة باسم عربة الآلاي الكبرى الخصوصي والتي تمتاز بدقة صناعتها وفخامة زخرفتها وهي مهداه من الإمبراطور نابليون الثالث وزوجته الإمبراطورة أوجيني للخديوي إسماعيل وقت افتتاح قناة السويس عام 1869م وأمر الملك فاروق الأول بتجديدها واستخدامها عند افتتاح البرلمان في عام 1924م
كما يضم مجموعة من أطقم الخيول ولوازمها بالإضافة إلى الملابس الخاصة بالعاملين بمصلحة الركائب والذين ترتبط وظائفهم بالعربات فضلا عن مجموعة من اللوحات الزيتية للملوك والأميرات التي يرجع تأريخها إلى نفس الحقبة التاريخية جدير بالذكر أن هناك عدد قليل من المتاحف المتخصصة في عرض هذا النوع من المركبات الملكية في بعض الدول الأوربية مثل النمسا وفرنسا وروسيا وإنجلترا يضم المتحف ست قاعات للعرض، وهي قاعة الأنتيكخانة التي ستعرض العربات والمركبات المُهداة إلى الأسرة العلوية خلال المناسبات المختلفة وقاعة الاستقبال وبها شاشة عرض سينمائي لعرض فيلم وثائقي عن الفترة الزمنية للأسرة العلوية وقاعة كبار الزوار والتي تضم عدداً من المقتنيات النادرة الخاصة بالخديوي إسماعيل والأسرة العلوية منها صالون ومكتب أثري وبيانولا وغرامافون ومجموعة من اللوحات الزيتية وصور فوتوغرافية أثناء الصيد وقاعة الاحتفالات التي تعرض أندر أنواع المركبات وقاعة المناسبات الملكية حيث تضم مجموعة من العربات التي كان يستخدمها أفراد تلك العائلة في المناسبات الملكية وقاعة الحصان وتعرض فيها الملابس الخاصة بالعاملين على العربات الملكية والإكسسوارات الخاصة بالخيول بالإضافة إلى نافورة لا تزال تعمل إلى اليوم