متابعة: محمود أبو مسلم
لم أكن أعلم أنك ستهدمين من احبك بصدق ويقين وكان لك ابا وأما بعد رحليهما وتستولين على تعب السنيين.. هل انتي متخلية انكي على ضحكتين لا بل ستعاقبين من عند رب العالمين وستدفعين وستنغمس راسك في الطين وتتمنى ان تعودين الي وتعوضين لكن القدر أقلامه جفت وانتظرين
بتلك الكلمات جلس محمود مع نفسه قبل أن يصاب بشلل يتذكر انه بعد وفاه والدية في حادث انقلاب سيارة ولم يكن لوالدية سوي منزل من ثلاث طوابق وللانفاق على نفسه وشقيقته الوحيده فاتن ترك دراستة وهوبالصف الأول الثانوى ليعمل بالأجرة في طابونة القرية وكان يوفر لشقيقته كل احتياجاتها حيث كان يعمل ورديتان وكان نعم السند لاخته حتى اكملت دراستها الجامعية وخطبتها لابن خالتها والزواج في منزل اسرتها
بعد عام من زواج فاتن عرض احد الاشخاص على محمود فكرة السفر معه للخارج ليأخذ رأي اخته وزوجها والذين باركا له و َبالفعل سافر محمود رفقه صديقه الي الإمارات وكان السفر وش السعد عليه ونجح في العمل بأكثر من مكان وكانت ثقته في اخته التي رباها على يديه بلا حدود حيث كان يرسل لها كل فترة مبلغ مالي لتقيم له منزل مستقل وابلغها انه سيترك لها منزل العائلة بالكامل له وظل محمود ٢٠ عاما في الغربة ارتبط بممرضة وتزوجها وانجب منها ولدين
محمود قرر العودة إلى قريتة للإقامة في منزلة الذي شيدته له شقيقته وكان بمثابة فيلا جميلة ارسلت صورها له والحصول على ما تبقى من مال كبير مع اخته لاقامه مشروع يعيش منه وزوجته ونجليه واسرع بالاتصال بشقيقته ليزف اليها خبر عودته للإقامة بالقرية ومعه زوجته ونجليه
بوصول محمود ومعه أسرته الجديدة نزل على منزل العائلة وتقابل مع شقيقته وتناول معها طعام العشاء ثم طلب منها مفاتيح منزله الجديد والتوجه معه لانه لا يعرف مكانه لكنها لم ترد فكرر عليها طلبه لتقول له بح ملكش حاجة عندنا انته ترجع تاني انت وزوجتك وعيالك الإمارات وتعيش هناك انت ملكش حاجة هنا بيت العيلة واصبح باسمي والاموال التي أرسلتها انفقتها وذلك كذبا فسالها عن الفيلا فقالت انها فيلا لاحد أبناء القرية وانها كانت تلقتط صورا لها لإرسالها اليه بمراحل الانشاء والتشطيب بحجة انها بيته.
محمود ضربا كفا بكف و شعر بحالة عدم اتزان وفاضت عيناه بالدموع لتقوم زوجته بالطبطه عليه وتهدئته وأنهم سيتوجهون للإقامة في منزل اسرتها بالمدينة واثناء محاولتة القيام يفشل في الوقوف على قدمية لتكتشف زوجتة الممرضة اصابته بشلل من الصدمة وتسرع به إلى الطبيب لكن أصابه الشلل ويتوجه مع زوجته الي منزل اسرتها وكان دائم البكاء من الحزن على تصرف اخته الوحيده معه والذي أفني اجمل سنوات عمرة لاسعادها
محمود كاد ان يفقد عقله وفي كل مرة تعطية زوجته المهدات وتسهر على راحته وتقبل راسه وتقول له اصبر يا حبيبي حقك باذن الله هيرجع
وبعد خمسه اعوام ومحمود قعيد الفراش ويتحرك على كرس متحرك حتى دخلت عليه زوجته باكيه وتحتضنه فيسالها فيه ايه حد من الأولاد جرى ليه حاجه فتقول لا بل أختك فيقول مالها فتبلغه انها كانت مع زوجها ونجلها الوحيد في طريقهم للتصيف بالشاليه الذي اشتروه من ماله انقلبت بهم السياره في الرشاح و مات زوجها ونجله بينما اخته بالمستشفى بين الحياه والموت
يطلب محمود من زوجته اصطحابه الي أخته وبوصوله يتوسل للطبيب رؤيتها بعد ان علم بخطورة حالتها وبدخوله عليها غرفه العناية المركزة ترى أخته دموع الحزن تتساقط، من عيناي شقيقها ويقبل يدها ويقول لها ماسمحك يا اختي يا بنت امي وابويا يا رب تقومي بالسلامه ومش عاوز حاجة منك إلا انها تبادله نفس البكاء وتبلغه ان حقه رجع ليه وان جميع اموالة في دولاب حجرة نومها وتلفظ، انفاسها الاخيرة ويحتضها محمود باكيا مرة أخرى وبعد دفنها يقيم محمود سرادق عزاء كبير ويتوجة الى منزل عائلته القديم ومعه زوجته ونجليه ويعيشون في المنزل ويعثر على تحويشة عمرة بدولاب اخته
وبعد ثلاثة اعوام يتخرج ابن محمود مهند من كليه الطب ويرتبط بعلاقه حب بابنه استاذه بالجامعه ويخطبها وعندما يعرف بحالة والده المرضية يطلب منه حضورة للمستشفى في محاولة لعلاجة ولكن فشل ورضى محمود بالأمر الواقع وبعد خمسة أشهر أقيم حفل زفاف لابنه بأحد الفنادق الكبرى واثناء رقص مهند مع عروستة يسقط على الارض وعندما يشاهده والده محمود تشاء ارادة الله ان يقف على رجيله ويترك الكرسي المتحرك ويرتمي على الارض بجوار ابنه للاطمئنان عليه ويعرف حماه انه مجرد إجهاد ويتم افاقته بحقنه وعندما يشاهد مهند والده يقف على رجيله مره اخرى يقبل يديه وياخذه بالحضن ويطلب منه ووالدته وعروسته والديها التقاط صو رة تذكارية لتنزل ستارة النهاية وتستمر الحياه