كتب / رضا محمد حنه
امين مركز فارسكور
لحزب الحرية المصري
محرر و كاتب في جريدة دمياط اليوم و موقع الجمهورية
إذا رأيت شخص يتصيد لك الأخطاء فى العمل أو فى محيط الأصدقاء، فتأكد أنه إنسان يحب الظهور على حساب الآخرين، أو مريض نفسي فيرى فى نجاحك ضررًا له وثق أنه بعيد عن ربه وناقم على الآخرين .
فلا تتمسك به وعامله بنفس معاملته ولا تحاول إرضاءه.. لأنك مهما فعلت لإرضائه سوف يستمر فى أفعاله الدنيئة. وثق تمام الثقة أنك ستنتصر عليه فى النهاية. تصيد أخطاء الآخرين ظاهرة متواجدة وبكثرة، وهى بالمعنى الأصح تكون (لقافة).
تصيُّد الأخطاء داء إذا ما تمكن من نفس أطفأ ما فيها من نور الإيمان، وصيَّر القلب خرابا.
قال الإمام أحمد لعبد الله بن الزبير الحميدى فى مكة – تعال لأريك رجلاً لم تر عينك قط مثله وذهب به إلى الشافعى فسألوه مائة مسألة أو أكثر وأجاب الشافعى رحمه الله فلما خرجوا التفت الإمام أحمد إلى عبد الله بن الزبير، وقال له: كيف رأيته؟ قال: ما أعجبه! ولكن هل لاحظت أنه قال كذا وكذا وعدد عشرة أخطاء فقال الإمام أحمد كم هذه قال عشرة قال: لماذا تركز على هذه وعنده تسعون صوابا خذ صوابه واترك خطأه.
كل منا لديه أخطاء، ولا يوجد إطلاقا إنسان خالٍ من العيوب لكن للأسف البعض جعل هوايته تصيد أخطاء الآخرين أصبحت لدى البعض ثقافة، نعم انتشرت هذه الآفة حتى أصبحت فى دم بعض البشر عادة! لماذا لا نحاول جاهدين التخلص من تلك الآفة الخطيرة لأننا لو نظرنا لعيوبنا لانشغلنا بها عوضا عن عيوب البشر، والتغافل عن تصيد الأخطاء لنرى الإيجابيات للشخص ونتغافل عن سلبياته.
هناك معادله بسيطة وهى: تصيد الأخطاء = التغافل وكلاهما (وجهان لعملة واحدة).
إن تصيد أخطاء الآخرين مرض نفسى يصيب أصحاب النفوس الضعيفة وينشر بذلك الحقد والفساد والضغينة بين الآخرين.
عندما تتصيد أخطاء الآخر فإنك تسعى دائما للتقليل من شأنه وتسجيل عيوبه وأخطائه وتقوى الحقد بين الناس.
الحياة جميلة ورائعة وعلينا أن نكون أكثر مرونة فى التعامل مع غيرنا ولا ندع الغيرة والانتقام تسيطران على نفوسنا فلا أحد منا معصوم عن الخطأ والإنسان خطاء وخير الخطائين التوابون
الأخطاء تقع ونحن لسنا ملائكة، وتقبل وقوع الأخطاء والتجاوزات جزء من واقعية الحياة، والأشخاص الكبار من الداخل، الواثقون من أنفسهم هم الأكثر ميلاً للتسامح والترفع عن تصيّد أخطاء الآخرين، والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، هؤلاء يتمتعون دائماً بأريحية واسعة، تجعلهم دائماً متصالحين مع أنفسهم، بعيدين عن التوتر والصراع، تصيد الأخطاء أسلوب سلبى، يلجأ إليه البعض ليثبت لنفسه أنه أفضل من الآخرين، فهم أيضاً يخطئون، وربما يكون مبرره عند البعض هاجسه الخوف والشك، وأحياناً يكون المبرر بحثاً عن مثالية وهمية لكن بغض النظر عن المبررات، فالنتيجة أن تصّيد الأخطاء يباعد بين هذا الشخص والآخرين، ويزرع بذور خلافات يكون الناس فى كثير من الأحيان فى غنى عنها . التسامح يمنح الإنسان فضاء واسعا، ويجعل القضايا مهما كبرت صغيرة فى نظره، وبالتالى تختصر على الإنسان الكثير من المسائل التى تستهلك طاقة ووقتاً، فالعمر أقصر مما نتخيل، ومن الظلم أن نخسر جزءاً منه فى صراعات لا تجدى.
كل واقع فى الحياة يحمل عدة تفسيرات، ولكن من الخطأ أن ننسى كل الضوء لننشغل بالظلال، الخير موجود فى داخلنا، نحتاج فقط أن نجعل هذا النور يصل للآخرين، أن نمد الجسور بدلاً من أن ننسفها، عندما نمنح الحب للآخرين فنحن بطريقة غير مباشرة نهدى السعادة لأنفسنا، قد لا تستطيع أن تكسب هذا الشخص كصديق اليوم؛ ولكن هذا لا يعنى أبداً تصنيفه فى خانة الأعداء، يقول بشار بن بُرد :
إذا كنتَ فى كُلِّ الأُمُورِ مُعاتِباً … صَدِيقَكَ، لم تَلْقَ الذى لا تُعاتِبُهْ
فعِشْ واِحداً، أو صِلْ أخاك، فإنَّهُ … مُقارِفُ ذَنْبٍ تارَةً ومُجانِبُهْ
و اخيرا….
انا لا ادافع عن فعلها فما فعلته جُرم في حق نفسها و اسرتها و عملها و تُحاسب عليه و تُسأل عنه
و مع العلم التام اننا بشر نصيب و نخطئ
و لكن …
إذا كان المجتمع قد قام بسلخها حية
فهل قام أيضا بذلك مع من شاركها العمل؟
هل طلق جميع الرجال الذين شاركوا في الأمر زوجاتهم ؟
هل تم محاسبة من قام بالتصوير و النشر ؟
كلنا يذنب و يقصر الا ان الله عز و جل يدلي علينا ستره
دمتم في ستر الله