بقلم ..البروفيسـور الدكتـور الشـريف علـي مهـران هشـام
متابعة عمر الشامي
تاريخيا, عيد الأم أو يوم الأم ( Mother’s Day ) هو مهرجان أحتفالي ظهر حديثاً في مطلع القرن العشرين وذلك لتكريم الأمهات وتقدير تضحياتهن لتربية أجيال رشيدة وإنسانية تعمر الكون وتحقق الأمن والسلام لأستمرارية الحياة وأستقرار البشر والكائنات علي كوكب الأرض . يعتبر قدماء المصريين أول من أحتفل بعيد الأم كعيد مقدس، وأعتبروا تمثال إيزيس التي تحمل إبنها حورس رمزا لهذه المناسبة، وكان الأحتفال مرتبطا بفيضان النيل، أصل الحياة والخصب والنماء، كما تهب الأم الحياة لأبنائها.
إن قصة الاحتفال في مصرفي العصر الحديث و تعود إلي الأخوين علي ومصكفي أمين , حيث قامت إحدى الأمهات بزيارة للراحل الصحفي مصطفى أمين في مكتبه بدار أخبار اليوم وقصت عليه قصتها وكيف أنها ترمَّلت وأولادها صغار، ولم تتزوج، وكرست حياتها من أجل أولادها، وظلت ترعاهم حتى تخرجوا في الجامعة، وتزوجوا، وأستقلوا بحياتهم، ولكن , انصرفوا عنها تماماً ، حيث قال: لم لا نتفق علي يوم من أيام السنة نطلق عليه ”يوم الأم“ ونجعله عيدا في مصر وبلاد الشرق.. وفي هذا اليوم يقدم الأبناء لأمهاتهم الهدايا الصغيرة والورود وعبارات المدح والتقدير كعرفان بالجميل ورد المعروف لأصله أو يرسلون للأمهات خطابات صغيرة يقولون فيها شكرا يا أمى , نحن نحبك ياأمي .. لماذا لا نشجع الأطفال في هذا اليوم أن يعامل كل منهم أمه كملكة فيمنعوها من العمل.. ويتولوا هم في هذا اليوم كل أعمالها المنزلية , إنه تكريم قد يكون معنوي للسيدة التي تحملل في يدها مفتاح أبواب الجنة لدخول أبنائهم.
علي كل حال, يختلف تاريخ يوم الاحتفال بعيد الأم من دولة إلي أخرى، فمثلاً في مصر و الوطن العربي يحتفل به في يوم 21 مارس من كل عام ، أما في الأرجنتين فيحتفل به يوم 3 أكتوبر ، وفي جنوب أفريقيا يحتفل به في اليوم الأول من شعر مايو. وفي الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا يكون الاحتفال به في يوم الأحد الثاني من شهر مايو من كل عام، وفي إندونيسيا يحتفلون به في يوم 22 من شهر ديسمبر وفي تونس يكون في يوم الأحد الأخير من شهر مايو .
عموما, من العبارات الرفيفة والجميلة المقترحة للأم في عيدها نوجوها في الأتي:
أمي يا بسمتي الحلوة، ويا أحلى لحن وأرق غنوة،
أهديك قلبي في عيدك. أمي يا أول ما نطقته شفتاي،
أمي يا مرهم الروح الذي دائماً يزيل جروح الزمن،
أمي يا نبع الحنان، يا رمز العطاء،
أمي أنت شمعة حياتي،
ورفيقة دربي…. أمي أحبك،
أمي يا من تمنح الأمان، يا حضنناً الدافئ،
أمي أقولها بكل فخر وإعتزاز عيد ميلاد سعيد وكل عام وأنتِ حبيبتي ….أمي
عندما أخاف ألجأ إليها، وعندما أفرح أذهب إليها وعندما أحتاج أحداً لا أجد سوي. أمي لا يوجد ما يكفي من العناق لك,
إن الاحتفال بعيد الأم يعيد الإنسانية والرحمة والشفقة والعواطف والمشاعر الجميلة والنبيلة بداخل الأمهات والأبناء علي حج سواء ، والبعد عن عالم الكراهية والعنصرية والإرهاب والتنمر والجرائم الغريبة علي تقاليدنا وشرائعنا وأعرافنا و التي ظهرت في الأونة الأخيرة، كما أن هذا اليوم يؤكد أهمية دور الأم وفضلها وقيمتها وقامتها وعلو شأنها في الحياة وإستقرار وسلام المجتمع.
وخلاصة القول, الأحتفال بيوم الأم هو أحتفال بالأب أيضا فهما جناحي الأسرة السعيدة والمجتمع الصالح والمتقدم , نعم ” الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق”، الأم أساس الحياة وهي السبب الرئيس في نجاح كل شخص في الحياة، فبيدها تلون الوطن بأحسن الألوان من خلال تربيتها لأبنائها وماتقدمه للمجتمع والإنسانية من مخرجات نافعة وفعالة وإيجابية لتعمير الكون. الأم تربي أبناء صالحين نافعين لوطنهم، مطورين ومنتجين للقضاء على الفساد والكراهية والأنحراف والجريمة ، إننا بحاجة ملحة لأن يرى العالم كله أن المجتمع المصري مازال بخير ولديه جيل قوي مثقف ووطني وعملي وأخلاقي ونظيف وصحي , ربي اغفر وارحم والديا كما ربياني واحسنا تربيتي صغيرا … والله المستعان،،،،. وصدق الله العظيم:
﴿ ۞ وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ﴾
( الإسراء : 23 )