متابعة / دكتور علي اسماعيل
في ذكري التاسع من مارس يوم الشهيد كتب الدكتور أحمد إبراهيم كركيت مقالة بعنوان الوطن شرف
فالنحيي ونجدد ذكرى أرواحا زكية تتلخص فيها اسمي آيات التضحية و البطولة والفداء لأرواح طاهرة ممن ربحوا الدنيا والاخرة أبطال الدنيا في التضحية والفداء والأخرة لنيل الفردوس و أعلي الجنان فهم أصبحوا و سيصبحون علَمَا ودرسا وقدوة وشرف للجميع فهو ضحى بنفسه وحياته دفاعاً عن أرضه وأبناء شعبه، هو من تخلى عن متاع الدنيا وزينتها في سبيل إعلاء كلمة الله والحفاظ على كرامة وطنه، هو ذلك البطل الذي لا يهاب الصعاب ولا المخاطر، بل يجابه العدو بكل شجاعة فيلقى حتفه غير آبه بشيء ، مسطراً بذلك أعظم التضحيات على وجه الأرض. فلن نوفي حق الشهيد وصنيعه ، إلا أنها تعبر عن امتناننا وتقديرنا لجهوده وتضحياته في سبيل الوطن , إن على كلّ منّا ممن قد أنعم عليه فكان ممن عايش شهيد أن يتحدث عنه وعن ( أخلاقه و صفاته الرائعة وكلماته النيّرة ) فهذه بنظري أمانة في أعناقنا علينا أن نؤديَها، فإذا كنا نحن من أنعم علينا بمعايشتهم ولم نتحدث عنهم , فمن الذي سينقل كلماتهم الطيبة وسماتهم الصالحة إلى الآخرين الذين حرموا من معرفتهم أو إلى الأجيال الأخرى القادمة التي لا تعرف بأن على هذه الأرض مشى أناس أفضل ممن كانوا و يكونوا في عصرهم. رحلوا بشرف ليبقي الوطن وأننا لا ننسى عظمائنا بأن أرواحهم في رقابنا ولن نترك ثأرهم وسنبقي أوفياًء لهؤلاء الأبطال وأن يبقى على العهد وفي نفس الطريق نسير.
فالشهادة دعوة لكل الأجيال في كل العصور: إذا استطعت، انتزع الحياة وإلا فقدمها. فعندما يرتقي الشهيد، ويسير في زفاف ملكي إلى الفوز الأكيد….. وتختلط الدموع بالزغاريد، عندها لا يبقى لدينا شيء لنفعله أو نقوله، لأنه قد لخّص كل قصتنا بابتسامته يوم الوداع , الشهيد نجمة الليل التي ترشد من تاه عن الطريق، وتبقى الكلمات تحاول أن تصفه ولكن هيهات , فأبشروا بما اتي الله الشهيد من فضله ، فهذا هو الشهيد. وراء كل شهيد وطن غالٍ. الشهيد هو رمز الإيثار، فكيف يمكن لنا ألا نخصص شيئاً لهذا العظيم ؟ فأيام الدنيا كلها تنادي بأسماء الشهداء وتلهج بذكر وصاياهم، سيدي الشهيد، نقدم لك التحية على الرعب الذي بَثَثْتَه فى نفوس العدو، فلا دام له استرخاء ولا نعم باستقرار فوق أرضنا , سيدي الشهيد عهد ووعد أن الوطن شرف
علمني وطني بأن دماء الشهداء هي التي ترسم حدود الوطن وطني ينزف بالشهداء شرفا ,نحن من وطن زهوره شهداء ، وباقي البستان ينتظر. خسرنا نحن وربح الشهيد. نحن محاطون ببحر من العداء و الأطماع وكان ولا يزال شهداؤنا الحصن و الحمي أبطال ضحوا بأرواحهم ليبقى وطننا عزيزا ففي اللحظات الأخيرة في حياة الشهيد حين ترتقي روحه و ينظر للسماء متمنيا الا تغرب الشمس عن بلاده ويقبض بيده على سلاحه و يحتضن أرضه و يروي بدمائه و عرقه أرض الوطن لتصبج جذورا و أوتادا في الأرض تشهد علي الحق و يستودع أرضها و سماءها و نيلها و ديارها ليودعها في أمان الله و أمانه لمن سيحمل السلاح من بعده ويقف مدافعا عن أرضه و عرضه , الشهيد ليس لقب ولا مجرد إسم , فالشهيد سيرة و مسيرة عهد و أمانه فنهايه الإنسان تشير على مبادئه التي عاش بها فحب الوطن يسري في عروقنا , الشهادة بداية صناعة الحياة فالخيار خيارك فهو نعم العطاء فحدثني عن من عاش بمبادئ و محبة و إيخاء و عقيدة و شرف و صدق ما عاهد الله عليه ف كان ختام حياته مكفن بالحلم الذي عاش على أرضه و حياه كل صباح و مساء علم مصرنا الحبيبه في لونه الأحمر دم بذلناه منذ فجر التاريخ و نبذله بدمائنا و دماء أعز من لدينا و سنبذله عهد ووعد فنحن في رباط إلي يوم الدين , و في لونه الأبيض مستقبل بنيناه و نبنيه و سنبنيه بسواعدنا و علمنا و عملنا ليظل شامخا عزيزا , وفي لونه الأسود ظلم و ظلام و جهل و إستعمار رفضناه و نرفضه و سنرفضه ليبقى نسر وطننا محلقا شامخا فمصرنا أم الدنيا و قدر الدنيا , فالنكن قدر المسئولية لنبني وطن تمنى أن يراه الشهيد و ينعم فيه أهله وذويه فاللهم إرحم شهداءنا و أنزل السكينة علي قلوب ذويهم و إحفظ جنودنا فالوطن شرف , شرفهم لأنهم قرروا أن يعيشوا ابد الدهر بين أجيالنا و الأجيال القادمة ويكونوا أصحاب الصفقة الرابحة فما من احد كلمه الله الا من وراء حجاب الا الشهيد.. كلمه الله كفاح بلا حجاب , وقال له تمني عليا يا عبدي.. قال يارب اتمني ان اعود الي الدنيا فأقتل ثم اعود فأقتل قال الله له فانهم اليها لا يرجعون…. فقال اريد يا ربي ان ابشر الناس خلفي فقال الله له سنخبرهم نحن – فأنزل في كتابة (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ*فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)، صدق الله العظيم فهذا هو الشهيد. أيكون الشهيد هو الإنسان الكامل الذي أسجد الله له الملائكة.. الإنسان الأسمى الذي حلم به أفلاطون فهم من إشتروا الوطن بأرواحهم و أكرموه
إلي كل يتيم غسل بدموعه جسد أبيه الموسّم بالدماء وكل أم ما زالت على الباب تنتظر اللقاء الوطن شرف و نحن على العهد و الوعد باقين تزوع فينا قوة وعزيمة وتلاحم واصرار وتماسك فذكري استشهادهم ستظل عالق في اذهاننا واذهان الاجيال القادمة خالده في الوجدان .ذكرى شهيد رغب أن يكون، فلماذا الحزن يا أمي شهدائنا، عيدكم في الجنة أجمل , ولأن الشهادة كلمة مؤنثة فهي تختار أجمل الشباب يقوم الوطن لينحني إجلالاً لأرواح أبطاله، وتغيب الشمس خجلاً من تلك الشموس المجد والخلود للشهداء , وأنت تسير على تراب كل شبر بالوطن، احذر أن تدوس قدماك على قبر شهيد الشهداء هم الذين وضعوا أسس الحضارة وطن برائحة الشهداء، فكيف لا يغار منه الياسمين؟
#الوطن_شرف