البروفيسور الدكتور الشريف علي مهران هشام
المدن العمرانية المصرية الجديدة هي عبارة عن مدن عمرانية حضارية ومتكاملة تم إنشاؤها في العديد من المحافظات المصرية في العقود الماضية في المناطق الصحراوية لاستيغاب الزيادة السكانية ولوقف الزحف العمراني العشوائي وخاصة علي الاراضي الزراعية وخلق بيئة عمرانية حضارية .
من أجل تطوير القاهرة إلى مركز سياسي وثقافي وإقتصادي رائد لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من خلال بيئة عمرانية و إقتصادية مزدهرة تدعمها الأنشطة الاقتصادية المتنوعة وتحقيق التنمية المستدامة لضمان الحفاظ على الأصول التاريخية والطبيعية المميزة التي تمتلكها القاهرة تاريخيا وحضاريا ، وتسهيل المعيشة فيها من خلال بنية تحتية تتميز بالكفاءة ، تم البدء فى إنشاء العاصمة الإدارية شرق مدينة القاهرة وذلك لموقعها المتميز وقربها من منطقة قناة السويس والطرق الإقليمية والمحاور الرئيسية ويبلغ عدد السكان المستهدف خلال المرحلة الأولى حوالى 0.5 مليون نسمة بالإضافة إلى عدد 40 إلى 50 ألف موظف حكومي يتم نقلهم بالمقرات الجديدة، مع التخطيط لزيادة الطاقة الإستيعابية إلى 100 ألف موظف بعد الثلاثة أعوام الأولى.
تبلغ المساحة الإجمالية للمدينة حوالي 170 ألف فدان، عدد السكان عند اكتمال نمو المدينة يصل إلي 6.5 مليون نسمة، وفرص العمل المتوقعة حوالي 2 مليون فرصة عمل جديدة. تقع العاصمة الإدارية الجديدة على حدود مدينة بدر في المنطقة ما بين طريقي القاهرة السويس والقاهرة العين السخنة، مباشرة بعد القاهرة الجديدة ومدينة المستقبل وومدينة مدينتي. ويعتبر موقع العاصمة الادارية الجديدة من أهم ما يميزها حيث تبعد حوالي 60 كم عن كل من العين السخنة والسويس ووسط القاهرة.
تتكون العاصمة الجديدة من تجمع محمد بن زابد الشمالي ومركز للمؤتمرات ومدينة للمعارض وحي حكومي كامل وحي سكني ومدينة طبية ومدينة رياضية وحديقة مركزية والمدينة الذكية.
تحتوي العاصمة الجديدة على حديقة مركزية كبيرة تبلغ مساحاتها 8 كيلو متر مربع بما يعادل مساحة الحديقة المركزية بنيويورك مرتين ونصف والنهر الأخضر والأبراج والفنادق الإبداعية في التشكيل والتكوين البصري المعماري والعمراني وظيفيا وجماليا, وشبكة طرق ونقل ومواصلات حديثة وحضارية وتواكب التمدد العمراني المستقبلي , إضافة إلي التنسيق العام والمناظر الطبيعية والبيئة الخضراء النظيغة والحياة الامنة الصحية والمستدامة.
يتكون الحي الحكومي من: 18 مبنى وزاري ومبنى لمؤسسة الرئاسة ومبنى البرلمان ومبنى لمجلس الوزراء. تخطط وزراة الإسكان المصرية لإنشاء 25 ألف وحدة سكنية في الحي السكني, يضم الحي السكني منطقة خاصة بالفيلات وآخرى بالتاون هاوس، ومن المقترح أن يتم بهما إقامة 4000 فيلا ومنزل كبداية . أما العمارات السكنية، فتتكزن كل عمارة من بدروم ودور أرضي و7 أدوار متكررة , كل دور مساحته 580 مترمربع , وتتراوح مساحات الوحداة السكنية من 130 متر مربع إلى 180 متر مربع. وتتميز الشقق في العاصمة الجديدة بحسن التوزيع المعماري الداخلي حيث تتكون كل شقة من ريسيبشن، و3 غرف نوم، و2 حمام، ومطبخ، وغرفة نوم بحمام مستقبل، وشرفات صحية وجميلة. عموما, يعد المشروع من أجمل المشروعات الاستثمارية الخاصة بالتطوير العمراني وتخطيط المدن
فى مصر , هذا المشروع البنائى والعقاري والخدمي والسياحي والثقافي والرياضي والترفيهي والاقنصادي الضخم من المتوقع أن يستوعب من 18 مليون نسمة إلى 40 مليون نسمة بحلول عام 2050.
العاصمة الادارية الجديدة هى مدينة عالمية جديدة فى مصر تهدف إلى نقل العاصمة الحالية إلي موقع حضاري جديد من أجل خلق فرص عديدة للاسكان والعمل لمعالجة مختلف القضايا التى تواجهها مصر وتوفير حياة ذكية وكريمة وحضارية و متميزة ولمواكبة أوضاع النمو السكانى والحضارى من خلال التكيف مع جميع مستويات الدخل والثقافة والبيئة.
وخلاصة القول, منذ عام 1992 م , وأنا شخصيا أشارك في المؤتمرات العلمية والمحاضرات الجامعية و أكتب في الصحف المصرية مثل الأهرام والجمهورية ( يمكن الرجوع إلي الأرشيف الصحفي للجريدتين ) عن الضرورة الملحة لإنشاء عاصمة جديدة بديلا عن القاهرة التي تضيق وتتدهور يوما بعد يوم , وقد كتبت مثلا مقالا شهيرا في الأهرام بعنوان: ( القاهرة عمارة أيلة للسقوط ) ,فضلا عن أن رسالة الدكتوراة التي حصلت عليها من جامعة هوكايدو في اليابان كانت عن القاهرة . إنني اليوم أسعد إنسان مصري لإنشاء العاصمة الجديدة, وأن يتحقق حلمي ورؤيتي الهندسية والتخطيطية والعمرانية….بل أشاهده في حياتي…. واقعا ومجسدا بصريا , وظيفة وجمالا, عاشت بلادي في مقدمة الحضارات والتقدم كما كانت عبر التاريخ. والله المستعان،،،