الأديبة الكاتبة : نهى حمزه
لا أعرف ما الذي دفعني للكتابة عن تلك الخطوط الفاصله بين الصداقة والحب ، قد يرى البعض أنه موضوع غير ذى أهمية للبحث أو الكتابة فيه …. لكنكنت دائماً منشغله بشكل شخصي بالعلاقات الانسانية والاجتماعية وضبابية هذه الخطوط الفاصلة التي تفصل بين علاقة كل من الصداقة والحب . فلنستدعي أفلاطون وتأكيده أن ” كل إنسان يصبح شاعراً إذا لامس الحب قلبه ” فى حين أن أحد تلاميذه النابهين ” أرسطو ” يرى أن الحب جسدان وروح واحدة ,, وكم أنا شغوفة بكل من الشعر والروح .. أمارس الأول وأهيم فى الثانية (الروح) فأدعى أننى أستطيع التجرؤ على كل من أفلاطون وأرسطو وأرتب الأدوار … إذا جاز التعبير … فأنا أرى أنه إذا لامس الحب قلبٌ .. ستخرج من صاحبه أرق الكلمات والتعابير … والتى قد تكون شعراً ، أو فى المطلق كلام مجرد كلام غير منظوم لكنه موزوون .. هذا الاحساس تجاه شخص ما سيكونان روح واحده فى جسدين لو وجدت العلاقه الشعوريه .. تلك الروح لها شعور واحساس واحد وسمو يعلو فوق كل ما هو مادي ….. إذن لا خلاف بين المعلم ( أفلاطون ) و التلميذ ( أرسطو ) فالمشاعر المتبادله التي تحدث عنها أفلاطون هى بدايه لاندماج روحين . ولنعود إلى علاقة الصداقة بالحب :
حسب رؤيتي أن الحب فى الصداقة نستطيع أن ننسبه إلى أفلاطون ونقول أنه ( حب أفلاطونى ) فهو مجرد علاقة روحية بحتة مجرده من أى رغبات فى العلاقة بل والندرة أو اللامعقولية .. إلا أنه يخلق رابطة قوية بين الناس . ولنعود لتلك الخطوط الضبابيةالفاصلة بين كل من الصداقة والحب …. فعندما نجد أن كثيرا من علاقات الصداقة فى المجتمع تنتهى بالزواج فعلينا أن نهتم بالخطوط الفاصلة ونحاول الفهم : هل كانت الصداقة نوع من الانجذاب نحو الآخر وغُلفت بكلمات الصداقة ؟ … وذلك لعدم القدرة على فهم حقيقتها أو حتى عدم القدرة على الافصاح بحقيقة تلك العلاقة حتى حانت اللحظة وتبدلت الحروف لتعبر عن مكنون السطور التي كانت فوق تلك الخطوط الفاصلة وانقشع ضبابها … أم أنها بالفعل صداقة حقيقية وينتصر المعنى لأفلاطون ويكون حباً أفلاطونياً . سيظل الجدل قائماً بين المعلم أفلاطون وتلميذه أرسطو مادامت المشاعر والعلاقات الانسانية تشكل واحة شاسعة بكل طيبها وأطيابها .. تحمينا من ماديات الحياه
بقلمي : نهى حمزه